جناحها يعرض أيقونات فنية تمثل «كنز باناغيوريشتى»
حكاية مشغولة بالذهب.. ترويها بلغاريا في «إكسبو دبي»
أبدعت بلغاريا في تصميم ونقل كنز أثري فريد إلى زوار «إكسبو 2020 دبي»، إذ تمكنت من نسخ مقتنيات، طبق الأصل، لمجموعة نادرة من التحف الفنية المشغولة بالذهب، التي تعود إلى واحد من أقدم الثروات لفن وصناعة الذهب في العالم، والذي عثر عليه في مدينة باناغيوريشتي، الواقعة في جنوب ذلك البلد، وتحديداً على بعد 91 كيلومتراً شرق العاصمة صوفيا.
وتعرض بلغاريا ـ الدولة الأوروبية الواقعة في إقليم البلقان ـ تسع قطع من الذهب عيار 24 قيراطاً، مطابقة تماماً للقطع الأصلية المعروضة في متحف بلوديف، تحت اسم «كنز باناغيوريشتى» الذي ينتمي إلى عهد التراقيين، وهم شعوب هندوأوروبية سكنت مناطق البلقان في القرون الأولى قبل الميلاد.
وعثر على الكنز الأصلي في عام 1949 على يد ثلاثة أشقاء، هم بافيل وبيتكو وميتشيل ديكوفيس، خلال حفرهم لأراضٍ ضمن أعمالهم لتوسيع مصنع يمتلكونه في تلك المنطقة. ووفقاً للجناح؛ فالكنز يعود لمقابر الملوك والنبلاء الأثرية في القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كانت ممتلكات الأعيان من المعادن والنفائس تدفن معهم.
تصاميم
نحتت الكؤوس التي يضمها الكنز بمهارة فنية بالغة الدقة والجمال، إذ اشتركت جميعها في الخطوط الأساسية في تصميمها على شكل كأس، إلا أنها اختلفت فيما تجسده من مشاهد حياتية لاحتفالات أو طقوس تضم ملوكاً وملكات وأفراداً من الرعية. فأحد الكؤوس يأتي على شكل رأس امرأة، يعتقد حسب المؤرخين بأنها تمثل «أفروديت»، رمز الحب والجمال عند الإغريق.
واستطالت كأس أخرى في أحد نواحيها، ناحتة رأس كبش، فيما رسمت الناحية الأخرى مشهداً لأربع نساء، تتوسطهن الملكة «هيرا» جالسة على عرشها، وتحمل بيدها اليمنى الـphiale (صحن شبه مسطح محفور بأشكال عنكبوتية فريدة في ترتيبها، يمثل تحفة بيزنطية استخدمها الإغريق). وصمم كذلك أحد الكؤوس على شكل رأس الأيل، وهو أحد أنواع الغزلان، الذي نحتت قرونه بأشكال فنية جميلة ظللت قاعدة وجدران الكأس، مكونةً تحفة ذهبية فريدة.
أما الأمفورة، وهي كلمة مأخوذة من الإغريقية، وتعني بالعربية «حامل من الجانبين»، فهي عبارة عن جرة بيضاوية، كانت تصنع في العصور القديمة من الذهب والفضة والبرونز والنحاس والخزف، وهي عبارة عن قارورة لها قبضتان وعنق طويل أضيق من جسم الجرة. واستخدم الإغريق واليونانيون القدماء والرومان الأمفورات كوسيلة رئيسة لنقل وتخزين العنب وزيت الزيتون والزيتون والحبوب والسمك وأشياء أخرى، مثل النقود المعدنية والحلي.
الموقع رقم 43
إرث حضاري وثقافي نفيس آخر تحمله بلغاريا الى «إكسبو دبي»، برفقة «كنز باناغيوريشتى»، هو نسخة من الموقع رقم 43 من المنطقة الأثرية المعروف باسم مقبرة فارنا، الذي يضم كنزاً من الحلي والمصوغات، يعتقد بأنها تمثل أقدم ذهب طوع في أوروبا. وتعرض مصوغات الموقع الذهبية بصورة مطابقة لهيئتها في الموقع الأصلي، حين عثر عليها موزعة فوق الهيكل العظمي لشخص مدفون، في أماكن كانت تغطي أجزاء جسمه المختلفة قبل أن تتحلل جثته.
ووفقاً للمعلومات في جناح بلغاريا بـ«إكسبو دبي»، فإن الموقع أو المقبرة رقم 43 هي ضمن مقتنيات فارنا نيكروبولس، المعروفة كذلك باسم مقبرة فارنا. ويعد «فارنا» أحد المواقع التاريخية المهمة في ما يختص بعلوم ما قبل التاريخ على مستوى العالم. وتوجد مدافن المقبرة في الجزء الغربي من المنطقة الصناعية لمدينة فارنا الواقعة على شاطئ البحر الأسود، وتبعد المقبرة نحو 500 متر عن بحيرة فارنا، وأربعة كيلومترات عن مركز المدينة.
• نحتت الكؤوس التي يضمها الكنز بمهارة فنية بالغة الدقة والجمال، إذ اشتركت جميعها في الخطوط الأساسية في تصميمها.
• عُثر على الكنز الأصلي في عام 1949 على يد ثلاثة أشقاء. ويعود إلى مقابر الملوك والنبلاء الأثرية في القرن الثالث قبل الميلاد.
• 9 قطع من الذهب عيار 24 قيراطاً، مطابقة تماماً للقطع الأصلية المعروضة في متحف بلوديف تحت اسم «كنز باناغيوريشتى» يضمها الجناح.
طبيعة ساحرة
تتوسط كنوز بلغاريا الأثرية في «إكسبو دبي» باحة جناحها الذي يضم شاشات تعرض صوراً ومعلومات عن طبيعة بلغاريا الجغرافية الساحرة، إذ تعد موطناً لأعلى نقطة في شبه جزيرة البلقان، وتمتد السهول في ثلث أراضيها، في حين تحتل الهضاب والتلال نحو 41% من تضاريسها التي تتخللها شبكة كثيفة من نحو 540 نهراً.
وتنقل الشاشات مواد فيلمية عن معالم بلغاريا الثقافية وتراثها المعماري الأيقوني، إذ ترجع نشأة أول دولة بلغارية إلى عام 681، أسستها آنذاك قبائل تحت قيادة الخان أسباروخ بالتحالف مع السكان المحليين من القبائل السلافية والثراسية. وخصصت في الجناح أيضاً شاشة لعرض نماذج من الملابس التقليدية للنساء والرجال في عدد من المدن والأقاليم البلغارية.