كوبا ترفع صوتها في «إكسبو دبي» لحماية «الكائن الصغير الملوّن»
لم تختر كوبا قصب السكر الذي يمثل الثروة القومية للبلاد الواقعة في منطقة الكاريبي في مدخل خليج المكسيك، ولم تنتقِ تفوّقها العلمي وتميزها في تصدير الأطباء الأكفاء إلى بلدان العالم، كما لم تطرح كثيراً من منتجاتها الرائدة، مثل السيجار الفاخر والقهوة، عنواناً لجناحها الواقع في منطقة الاستدامة في «إكسبو دبي»، بل اصطفت كائناً حياً صغير الحجم يعرف بـ«Polymita picta» ليكون رمزاً لجناحها.
وأرادت كوبا باختيارها لهذا النوع من «الحلزون الأرضي»، رفع صوتها عالياً لطلب الدعم والمساندة في مواجهة قضية بيئية شديدة الحساسية بالنسبة إليها، نتجت عن تعرّض هذه الحلزونات منذ سنوات للقتل، ما يهدد بخطر انقراضها.
ولم يأتِ اختيار كوبا لهذا الكائن رمزاً لجناحها فقط لأنه أحد أشكال التنوع البيولوجي في بلد يشتهر بطبيعة جغرافية جعلته من مواقع الجذب السياحي العالمية، بل لأن الاعتداء عليه يُعد أحد الأمثلة على الاعتداءات المتكررة على مقدرات النظام البيئي.
ويعاني الكائن، الذي لا ينمو ولا يعيش في أي مكان آخر في العالم إلا في سواحل كوبا الشرقية، عمليات سطو منظمة تقودها جماعات داخل كوبا وعلى حدودها ضمن أعمال تجارة غير شرعية. وتشير تقارير علمية لمنظمات بيئية إلى أن قواقع هذه الحلزونات التي تمثل أيقونة جمالية من الألوان والزخارف يتم المتاجرة بها علناً في مواقع إلكترونية معروفة عالمياً. وأظهر تقرير لمجلة «ناشيونال جيوغرافيك» أنه يتم تهريب تلك القواقع واستخدامها في صنع الحلي والمجوهرات والأعمال الفنية والحقائب وما شابه من منتجات في بلدان مثل الولايات المتحدة وإسبانيا ومجموعة كبيرة من الدول الآسيوية.
وهذا النوع من الحلزونات الأرضية فريد ونادر، إذ لا تشبه قواقعه في ألوانها وأحجامها وأشكالها أي نوع آخر من الحلزونات، ولا يزيد طولها غالباً على 20 ملليمتراً، كما تتكون قواقعها على شكل دوامة لوغاريتمية، تظهر التفافها على شكل قبضة اليد اليمنى تغوص نحو الداخل باتجاه يوافق حركة عقارب الساعة، والمتداخلة في رسم فائق الجمال.
ويمكن للناظر المتمعّن في شكل صدفة هذا الحلزون أن يبحر بعيداً في الدوائر غير المنتهية التي تطابق في رسمها طبقات سلالم ملتوية تنطلق من المركز باتجاه نقطة غير معلومة النهاية.
ووفقاً لمعلومات الجناح الكوبي فإن «حلزون كوبا الملوّن»، هو أحد ستة أصناف من الحلزونات الموجودة في كوبا (أكبر موطن للحلزونات في العالم)، إلّا أن هذا الصنف لا يشبه أي نوع آخر في كوبا أو في غيرها من البلدان. وأصدرت الحكومة الكوبية، نتيجة الاعتداءات على الـ«Polymita picta»، وعمليات تهريبها، تشريعاً قانونياً عام 1943، يمنع جمعها أو تصديرها إلّا لأغراض علمية.
وتقوم حالياً المنظمات البيئية والمهتمون من الناشطين والمتخصصين في الأحياء البيولوجية في كوبا بتنظيم حملات توعية تستهدف السكان والزوار من السائحين، تشرح مزايا هذا الكائن النادر وتعرّف بخطورة تعرضه للاعتداء، محاولين إقناعهم بأن الاستمتاع به في بيئته الطبيعية سيحافظ عليه ويبقيه مصدراً دائماً للجمال، بدلاً من تعرّضه لاحقاً للانقراض.
وحظرت معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدّد بالانقراض عام 2017 تجارة «حلزون كوبا الملوّن».
العدد مجهول
لا يعرف العلماء العدد الموجود من تلك الكائنات (الحلزونات)، إلا أنهم توصلوا إلى حقيقة تفيد بأنها تعتمد في بقائها على موائل الأحياء الدقيقة الواقعة ضمن تكوين محدد للنباتات التي تنمو في بيئتها الواقعة في شريط رفيع جداً من الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة كوبا.
• حلزون كوبا الملوّن أحد ستة أصناف من الحلزونات الموجودة في كوبا.
• 1943 العام الذي أصدرت فيه كوبا قانوناً يمنع جمع الحلزون أو تصديره إلّا لأغراض علمية.