‏‏مديرة مطبعة المكفوفين تؤكد وصولها المناطق التعليمية الأسبوع الماضي

‏تأخر مناهج «برايل» يضعف تحصيل مكفوفين‏

والدة الطالب محمد الحوسني تستعين بمناهج دراسية للطلبة الأسوياء لتعويض النقص في التحصيل لابنها. تصوير: إريك أرازاس

أعرب آباء مكفوفين عن مخاوفهم من تأخر تسليم أبنائهم المناهج الدراسية المطبوعة بطريقة «برايل» منذ بداية العام الدراسي، ما يؤدي إلى نقص التحصيل الدراسي، وعدم تحقيق النتائج العلمية المرجوة من دمج المعاقين بصرياً في المدارس الحكومية، مطالبين بسرعة تدخل الجهات المعنية لايجاد حل لهذه المشكلة.

في المقابل أكدت مديرة مطبعة المكفوفين رئيس ملتقى المعاقين بصرياً ناعمة المنصوري، طباعة جميع المناهج الدراسية للمكفوفين بطريقة «برايل» وتسليمها للمناطق التعليمية على مستوى الدولة قبل بدء ملتقى المعاقين بصرياً، الذي عقدته مؤسسة زايد العليا في المركز الوطني للوثائق والبحوث في ابوظبي الاسبوع الماضي، لافتة إلى أن «المواد العلمية للمكفوفين، ومنها الرياضيات والفيزياء، تطبع على هيئة وحدات وليست كتباً ويتم توزيعها مع انتهاء طبع كل وحدة تتسلمها المطبعة، وتطبع جميع المناهج الدراسية كاملة إلا الرياضيات فتجدد كل عام ويستمر طبعها على مدار العام»، مشيرة الى التواصل مع الطلبة المكفوفين للتأكد من حصولهم على هذه الوحدات .

 ملتقى المعاقين بصرياً

ركزت ورش فعاليات ملتقى المعاقين بصرياً على أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخيرها لخدمة المكفوفين، وناقشت إحداها التحديات التي تواجه المكفوفين أثناء تحصيلهم لمادة الرياضيات، وبحثت إحدى الورش متطلبات تلك الشريحة من الجهات المعنية والمجتمع.

وعلى هامش الفعاليات وقعت مذكرة تفاهم بين مؤسسة زايد العليا للرعاية الانسانية والجمعية الخليجية للاعاقة، لتنسيق التعامل المشترك والاستفادة من خبرات المؤسسة.‏

وأرجعت عدم وصول المناهج إلى المدارس مع بدء العام الدراسي، إلى تأخر تسلم وزارة التربية والتعليم الأقراص الالكترونية للمناهج من دور النشر، خصوصاً الجديد منها والمعدل، وتالياً تأخر تسليمها إلى المطبعة.

وكانت نقاشات ملتقى المعاقين بصرياً الذي عقد اخيراً، أظهرت تأخر طباعة وتأخير تسليم المناهج الدراسية للمكفوفين.

وقال الطالب محمد عثمان الحوسني الذي يدرس في جامعة الإمارات، وهو من اوائل المكفوفين الذين طبق عليهم نظام الدمج في المدارس الحكومية، «منذ البدايات الاولى كنا نتسلم المناهج المطبوعة بطريقة «برايل» بعد مرور اسابيع بل وأشهر على بداية العام الدراسي».

وتابع «بعد مرور سنوات وانتقالي إلى مراحل دراسية متقدمة استمر الحال على ما هو عليه مع اختي مريم بالصف الثامن في مدرسة الجنائن في منطقة الشامخة، التي تعاني من تأخر تسلم مناهج (برايل) فترات زمنية طويلة».

وأفاد بأن التقنيات الحديثة طورت من طباعة المناهج بطريقة «برايل»، مؤكداً افتقارها سابقاً إلى طباعة الخرائط والرسومات وعدم وجود مناهج للمكفوفين لتدريس الرياضيات .

وتبدي والدة الطالب محمد، زليخة الحوسني أسفها لتأخر تسلم المناهج الدراسية، مؤكدة أن أقل مدة زمنية لتأخر تسليم مناهج «برايل» تصل الى قرابة الشهر، مشيرة إلى أنها تسعى إلى الاستعانة بمناهج دراسية للطلبة الاسوياء وقراءتها لابنها لسد العجز في التحصيل الدراسي إلى حين تسلم المناهج المخصصة للمعاقين بصرياً.

وقال الطالب سالم سعيد، من مركز المدينة للتعليم المسائي في رأس الخيمة، إنه يعاني من تأخر تسليم المناهج لمدة تزيد على الشهر، لافتا إلى اعتماده على الشرح السمعي للمعلمين إلى حين تسلمه المناهج الخاصة.

وزاد «على الكفيف بذل المزيد من الجهد والتعاون مع من حوله لزيادة تحصيله الدراسي، لافتاً إلى أن صعوبة الرياضيات ورسوماتها الهندسية تحول دون بذل المزيد من الجهد، مطالباً باهتمام الجهات المعنية بطبع المناهج الرياضية بطريقة «برايل» والاستفادة من التقنيات المعلوماتية في تسهيل عرض الرسومات والرموز الرياضية.

وأكد الطالب محمد عبيد، من جامعة الشارقة، اعتماده الاساسي على الكتابة بطريقة «برايل» منذ الدراسات الاولى، وارسال كتبه الجامعية الى مطبعة مؤسسة زايد العليا لاتمام طباعتها بطريقة «برايل».

من جانبها، شرحت مديرة مطبعة المكفوفين رئيس ملتقى المعوقـين بصرياً أسباب تأخر البرنامج الزمني لتسليم المناهج الدراسية المطبوعة بطريقة برايل، مؤكدة تغيــير منهــج مــادة التربية الاسلامية بكامله من الصف الاول وحتى الـ 12 هذا العام، مشيرة إلى أنها تسلمت في الايام الماضية فقط منهاج التربية الاسلامية للصفوف الاول والثاني والثالث، بعد مرور اكثر من منتصف العام الدراسي، لافتة الى ان كل كتاب يحتاج الى 10 ايام لادخال وتنسيق وتحويل المعلومات الى طريقة «برايل»، ويومين للطباعة مع مراعاة أعداد الطلبة المطبوع لهم المنهاج في مختلف المراحل الدراسية.

وتابعت المنصوري «يوجد على مستوى الدولة 250 ضعيفاً بصرياً يستفيدون من طباعة وتكبير مناهج الوزارة التي توفرها مطبعة المكفوفين التابعة حالياً لمؤسسة زايد العليا، كما يوجد 200 طالب كفيف في مختلف مدارس الدولة من مختلف المراحل العمرية حتى الصف الـ ،12 حيث يطبع لهم نحو 3000 كتاب بطريقة «برايل» سنويا توزع على مختلف الفصول الدراسية.

واكدت ان المناهج الدراسية كانت تسلم سابقاً الى آباء الطلاب، لكن المطبعة اصبحت توزعها حالياً إلى جميع المناطق التعليمية في الدولة وبدورها تسلمها للطلبة، كما نسلم بعض المناهج الى مراكز المعاقين، كل على حدة، ونتواصل مع طلبة مكفوفين تبعد أماكن إقامتهم عن المناطق التعليمية في عدد من امارات الدولة.

وأكملت «مطبعة المكفوفين تتولى حالياً طباعة جميع المناهج الدراسية بطريقة «برايل» لجميع الطلبة على مستوى الدولة»، مشيرة الى ادخال عمليات تطوير مستمرة عالية التقنية تساعد في إبراز الأشكال الرياضية والخرائط الجغرافية والرسوم الهندسية، وتمت الاستفادة من هذه التعديلات في طبع المناهج الدراسية لهذا العام.

وتطالب المنصوري بدمج المكفوفين بعد الصف الثالث، لافتة إلى ضرورة اتقان الكفيف للكتابة بطريقة برايل في المراكز المتخصصة قبل دمجه في المدارس الحكومية، إذ إن تلك المطالبات تسهم في تسهيل تكيف الطالب مع أقرانه في التعليم العام وتساعده على التحصيل الدراسي إذا تأخر تسليم المنهاج، مشددة على ضرورة توفير المدارس غرفاً مجهزة بالتقنيات ووسائل التعليم المتكاملة المتخصصة في الاعاقة البصرية.

وأكدت اهمية «توفير جامعة الامارات مساقات تعليمية لتخريج مدرسين متخصصين في تعليم ذوي الاعاقات، وتوجد لدينا كلية تربية خاصة لتخريج مدرسين للمعاقين، لكننا نأمل ومع التوسع في عمليات الدمج توفير معلمين متخصصين في كل إعاقة»، معتبرة ان المناهج الدراسية بعددها ومضمونها كافية لتأهيل المعاقين بصرياً، لافتة إلى إلى أن الكفيف ليس معاقاً ويدرس المناهج بكاملها وفقا لكل مرحلة.‏

تويتر