سـكان في دبي والشـــارقة يطالبون بمراقـبة شركات المبيــــدات
طالب سكان في إمارتي دبي والشارقة بتشديد الرقابة على شركات المبيدات الحشرية ومكافحة الحشرات، ومتابعة مدى التزامها بالاشتراطات والمواصفات والمعايير الأساسية، بما يضمن استخداماً آمناً للمبيدات، لا ينتج عنه أذى ومشكلات للسكان، خصوصاً خلال هذه الفترة، إذ تكثر فيها احتياجات السكان إلى المبيدات الحشرية.
رش حاويات النفايات أكد المهندس سلطان المعلا، أن شعبة مكافحة الحشرات ترش المبيدات يومياً في أماكن تكاثر القوارض في حاويات النفايات، والأسواق وأماكن تجمعها، صباحاً ومساء. وأضاف أن نظافة المدينة والحفاظ على مظهرها العام، يتصدران قائمة أولويات البلدية، مضيفاً أنها لم تألُ جهداً في توفير كل السبل لتأمين مستوى عال من النظافة لمواكبة النهضة الحضارية والعمرانية، حتى يعيش سكان المدينة حياة صحية وسليمة. ورحب المعلا بأية ملاحظة أو شكوى متعلقة بموضوع القوارض والحشرات من خلال الاتصال على الخط الساخن (993) للإبلاغ عن أي ظاهرة من هذا النوع للتصرف حيالها. |
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن تلك الشركات تعطي ضماناً للسكان من ناحية صلاحية المبيدات وفاعليتها التي تستمر لستة أشهر، لكنهم يكتشفون أنه لا مفعول إيجابياً لها، وأنها لا تؤثر فعلياً في الحشرات، وإنما في السكان، مشيرين الى وفاة التوأمين الفلسطينيين في عجمان، في نهاية مارس الماضي، جراء تسرب روائح مبيدات إلى شقة ذويهما.
وأكدت وزارة البيئة والمياه التزام الدولة الكامل بتطبيق الاتفاقات الدولية والإقليمية والتعديلات التي تطرأ على كل ما يتعلق بتداول أصناف المبيدات المختلفة من خلال لجان فنية محلية، تُعنى بتسجيل المبيدات واختبار فاعليتها ومراجعة قوائمها من وقت إلى آخر، بحسب المستجدات الدولية.
ولفتت بلدية دبي إلى أن حالات التسمم التي يسببها استنشاق المبيدات الحشرية غالباً ما تنتج عن أخطاء فردية، نتيجة استخدامها بأيدي عاملين أو أشخاص غير مدربين أو مرخصين.
وأفادت بلدية الشارقة بأن المبيدات الحشرية التي تدخل الدولة تخضع لاختبارات وتحاليل تجريها وزارة البيئة والمياه، مضيفة أن الوزارة لا تسمح بتداول أي مبيد حشري إلا بعد التأكد من الموافقة عليه من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الفاو. ولكنها لفتت الى وجود عاملين في مكافحة الحشرات من دون ترخيص، يعتمدون على الإعلانات التي يوزعونها على البنايات، في العثور على زبائنهم.
وتابعت «حصرنا عدداً كبيراً من هؤلاء من خلال تتبع إعلاناتهم، وخاطبنا إدارة حماية المستهلك في البلدية لضبطهم».
وكان محمد أمين، وهو موظف في شركة مالية، يقيم في منطقة البطينة في الشارقة، شكا مما اعتبره «غشاً تجارياً من شركات المبيدات الحشرية».
وقال إن العاملين في هذه الشركات يؤكدون أن مبيداتهم ذات فعالية عالية، وأنها قادرة على القضاء على الحشرات سريعاً، بحيث لا تعود إلى المنزل مرة أخرى، ولا يظهر لها أثر طوال مدة لا تقل عن ستة أشهر. ولكن الحشرات تظهر مجدداً خلال أسبوع أو اثنين. وتساءل أمين «أين الدور الرقابي للبلدية؟ وكيف ترخص لهم؟ وما شروط الترخيص؟ وما مواصفات العامل المؤهل للعمل في هذه الشركات؟».
وقال عماد حسن، الذي يقيم في منطقة الراشدية في دبي «بين فترة وأخرى، تكثر إعلانات شركات المبيدات، فهم يوزعونها على أبواب البيوت، وهي إعلانات تحوي كثيراً من التفاصيل المغرية من حيث سرعة الإنجاز وضمانات النتائج الفعالة بأسعار زهيدة، وما أن تطلب إحدى تلك الشركات حتى تكتشف أنه لا نتيجة ملموسة من الرش سوى الروائح الكيماوية الثقيلة والمزعجة بلا مفعول بالنسبة للحشرات، ما يشير إلى أنهم يعملون بلا رقيب أو حسيب، وليس لديهم خبرة أو معرفة بخطورة تلك المواد».
وأيده ماجد عبدالحميد، الذي يقيم في المنطقة نفسها، لافتاً إلى أن «هذه الشركات إما وهمية أو غير مرخصة وغير قانونية، أو تعمل على الاحتيال على القوانين والأنظمة، وبالمحصلة مطلوب من البلدية أن تكثف دورها وجهودها وتغلظ العقوبات والغرامات الرادعة، لأن خطورة مثل هذه المواد المستعملة في غير ما هو متفق عليه ومعتمد وفق الأصول والتعليمات والاشتراطات العلمية والعملية، تنجم عنها أضرار صحية كبيرة تصل إلى درجة الموت، خصوصاً للأطفال وكبار السن والمرضى».
وقالت نوال عبدالله، المقيمة في منطقة المجاز في الشارقة، إنها استعانت قبل بضعة أشهر بشركة مبيدات حشرية وجدت إعلاناً عنها على باب منزلها، لرش منزلها حتى تتخلص من الحشرات الصغيرة التي يطلق عليها اسم «حشرات الأثاث» وهي حشرات قارصة. وبعد مرور بضعة أيام فوجئت بأطفالها يعاودون حكّ أجسادهم، مع ظهور بقع حمراء عليها، مضيفة «يبدو أن المبيدات تؤثر في السكان أكثر من تأثيرها في الحشرات».
وقالت مديرة إدارة خدمات الصحة العامة في بلدية دبي زهور الصباغ، إن البلدية تولي تأهيل الشركات والمؤسسات العاملة في مجال مكافحة آفات الصحة العامة واعتماد تراخيص نشاطها أهمية بالغة، مشيرة إلى أن عدد الشركات التي تحمل رخصة تجارية في دبي والمرخص لها باستخدام المبيدات المنزلية وتقدمت بطلب لقسم مكافحة آفات الصحة العامة لإصدار تصريح لبيع المبيدات المنزلية في محال التجزئة، يبلغ نحو 17 شركة.
ويعد قسم مكافحة آفات الصحة العامة في إدارة خدمات الصحة العامة في بلدية دبي، الجهة المسؤولة رسمياً عن إصدار تصاريح مزاولة نشاط مكافحة الحشرات في الشركات الخاصة العاملة في مكافحة الحشرات.
وفي رده على كيفية التأكد من سلامة المنتجات الزراعية والغذائية من أثر أي متبقيات أو استخدام خاطئ للمبيدات الزراعية قال استشاري إدارة الكيماويات والنفايات الخطرة في قطاع شؤون البيئة في وزارة البيئة والمياه الدكتور ياسر محمد نبيل مصطفى، إن إنشاء مختبرات عالية الكفاءة تدرس جودة المبيدات وتحدد نسبة متبقياتها في الأغذية، إحدى أهم قواعد التحكم في المبيدات، مؤكداً إنشاء مختبر تحليل متبقيات المبيدات في وزارة البيئة والمياه.
وأوضح أن المختبر يتولى تحديد مدى مطابقة المنتجات للمواصفات المطلوبة مقارنة بما تحتويه من متبقيات مبيدات بما يتوافق مع الحدود القصوى، كما انه الجهة المسؤولة عن إنشاء قاعدة بيانات وطنية في مجال متبقيات المبيدات في الأغذية.
وقال مدير عام بلدية الشارقة المهندس سلطان المعلا، إن عدد شركات مكافحة الحشرات المرخص لها في الشارقة 62 شركة، مؤكدا منع الشركات والمؤسسات العاملة في مكافحة الحشرات من استعمال أي مبيد إلا بعد إجازته والتأكد من صلاحيته.
وأضاف أن كل الشركات المعتمدة لدينا ملتزمة، مشيرا إلى أن كل المبيدات الحشرية التي تدخل الدولة خاضعة للاختبارات والتحاليل في وزارة البيئة والمياه، التي لاتسمح بتداول أي مبيدات حشرية إلا بعد التأكد من الموافقة عليها من منظمة الصحة العالمية، ومنظمة «الفاو»، وأنها مجربة في بلد المنشأ.