أكدوا أن تكرار انقطاع الكهرباء يفسدها.. وبلدية الشارقة تتشدد في التفتيش

مستهلكون يعزفون عـــــــــن الشراء خوفاً من تلف المواد الغذائية

مستهلكون توقفوا عن شراء العصائر والحليب والألبان من بقالات خوفــــــــــــــــــــــــــــــــــاً من تلفها. تصوير: باتريك كاستيلو

أعرب مستهلكون في مناطق عدة في الشارقة عن مخاوفهم من شراء الحليب والألبان والعصائر من البقالات، خصوصاً التي تقع بالقرب من بيوتهم، جراء تعرضها لتكرار انقطاع التيار الكهربائي ساعات عدة خلال الأيام الماضية، ما تسبب في تلف كثير من المواد الغذائية التي تحتاج إلى تبريد.

 التخلص من المنتجات التالفة

قال أصحاب محال وبقالات إنهم أسرعوا إلى التخلص من منتجات الحليب والعصائر التي شكّوا في أنها تلفت من جراء انقطاع التيار الكهربائي، وذلك حرصاً منهم على الزبائن والتزاماً باشتراطات البلدية التي كثيراً ما تنفذ حملات تفتيشية وتفرض على المخالفين وعدم الملتزمين غرامات كبيرة، هم في غنى عنها، كما قالوا. كما امتنع جزارون عن بيع اللحوم بأنواعها خشية أن تكون قد تعرضت للتلف.

 وطالبوا البلدية بتشديد الرقابة والتفتيش على تلك البقالات في هذه الفترة، مشيرين إلى أنهم ما عادوا يشعرون بالثقة للشراء من تلك المحال والبقالات، خوفاً من فساد بعض الأطعمة والمشروبات التي تحتاج إلى تبريد.

في المقابل، أكد مدير عام البلدية، المهندس سلطان المعلا، أن «فرق التفتيش في إدارة الصحة في البلدية تنفذ حملات تفتيشية مستمرة ومفاجئة على البقالات والمحال التجارية على مدار العام، للتأكد من صلاحية المواد الغذائية والتزام أصحاب المحال والبقالات باشتراطات البلدية»، مشيراً إلى أن «الحملات تزداد في حال انقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد على ساعة، لأن كثيراً من المنتجات التي تحتاج إلى درجة حرارة معينة تتعرض للتلف وتفسد، ولا تصبح صالحة للاستهلاك البشري». وأضاف أن «البلدية حريصة على منع التلاعب بالمواد الغذائية من أي طرف كان، لأن حياة وسلامة وأرواح البشر ليست لعبة بيد أي شخص، وهو ما يجعلنا نحرص على التشدد في الرقابة والتفتيش والغرامات والعقوبات الرادعة، بحيث نمنع كل من تسول له نفسه التلاعب بحياة وصحة السكان».أ

وفي التفاصيل، قال أحد سكان منطقة الخان، ويدعى أحمد علي، «كثيراً ما ألجأ إلى شراء بعض احتياجات البيت، خصوصاً العصائر والحليب والألبان من البقالة الواقعة في البناية التي أقطنها، لكنني بت أشعر بالخوف من ذلك، نظراً لأن الكهرباء انقطعت ساعات عدة، ولا ندري هل مازالت تلك المواد صالحة للاستهلاك البشري أم لا، وتالياً ما عدت أتعامل مع البقالة على الأقل خلال الفترة المقبلة إلى حين أن يتوقف انقطاع التيار الكهربائي». وأيده نادر السالم، مضيفاً: «يبدو أن هيئة المياه والكهرباء في الشارقة، غير مدركة لأبعاد انقطاع التيار الكهربائي وتداعياته، فعلى الرغم من أن البقالات مريحة بالنسبة لنا وتختصر الوقت والجهد، لكننا بتنا خائفين على أنفسنا وأبنائنا، وهو ما جعلنا نعود إلى التسوق من المراكز التجارية الكبيرة، وأمس ذهبت إلى دبي للتسوق، مع أنني خائف من تكرار انقطاع الكهرباء في بيتي في الأيام المقبلة». وقال نبيل حسن من سكان منطقة المجاز، «أصبح أول سؤال أوجهه بمجرد دخول بقالة أو محل سوبر ماركت هو: متى انقطعت الكهرباء آخر مرة عندكم؟ وكم ساعة استمر انقطاعها؟ ومتى وصلتكم هذه البضاعة؟ وأسئلة أخرى كأنني مفتش من البلدية أو محقق مع صاحب المحل، وكل ذلك ليس استخفافاً بصاحب المحل، بل حرصاً على الحصول على مواد غذائية سليمة وصالحة للاستهلاك البشري». سيما أن بعض المحال لجأت إثر رفع أسعار الكهرباء في الشارقة إلى قطع التيار الكهربائي ليلا لتقليص النفقات.

وأفاد أحد سكان القاسمية، ويدعى يوسف محمد، «لا أشك لحظة في أن المواد الغذائية التي تحتاج إلى تبريد سرعان ما تتلف من جراء انقطاع التيار الكهربائي عنها، ولا يكفي أن نمتنع من شرائها، بل المطلوب من البلدية التشديد في حملاتها التفتيشية وتغليظ العقوبات بحيث تكون رادعة، والأهم من كل هذا نتمنى ألا تنقطع الكهرباء، وإن كان لابد من ذلك، فلتبلغ هيئة كهرباء ومياه الشارقة السكان وأصحاب المحال والبقالات بموعد الانقطاع كي يتدبر كل إنسان أمره ويحسن التصرف».أ وأوضح مدير عام بلدية الشارقة، المهندس سلطان المعلا، أن «حملات البلدية مستمرة، خصوصاً عندما ينقطع التيار الكهربائي، إذ نكثف الحملات لدرجة أننا نغطي المحال كافة، لأنه في حال تعرضت بعض المواد الغذائية إلى انقطاع التبريد عنها لأكثر من ساعة فسرعان ما تكون غير صالحة للاستهلاك البشري، وفي حال وجدت فرق التفتيش أي تلف في مادة غذائية يتم العمل على التخلص منها وإتلافها». وأضاف «ما إن بدأ انقطاع التيار الكهربائي في بعض مناطق الشارقة، حتى سارعنا إلى إعطاء توجيهات لفرق التفتيش بتكثيف الحملات وتكرارها، لأن صحة المستهلكين وسلامتهم في المقام الأول عندنا». ولفت إلى أن «هناك غرامات تصاعدية وعقوبات تصل إلى حد الإغلاق النهائي لكل من لا يلتزم باشتراطات الصحة العامة»، مشيراً إلى أن «الغرامات تعتمد على الأوزان التي تتم مصادرتها وإتلافها، وتبدأ من 5000 درهم، وتتصاعد، إذ إن من يكرر الخطأ نفسه نغرّمه مرة أخرى، وتصل العقوبات إلى حد الإغلاق، بدءاً من أسبوع ثم شهر إلى الإغلاق النهائي، لأنه ممنوع التلاعب بصحة وسلامة السكان».أ وكانت مناطق واسعة في الشارقة تعرضت خلال الأيام الماضية إلى انقطاع متكرر للكهرباء استمر لساعات عدة.

تويتر