ارتفاع أسعار الأغنام دفع مستهلكـــــــــــــــــــــــــــــــــين إلى اللحوم المجمّدة. الإمارات اليوم

ارتفاع أسعار الأغنام يحرم أهالي من اللحوم الطازجة

أعرب مواطنون ومقيمون في إمارة رأس الخيمة عن انزعاجهم من الارتفاع الكبير في أسعار الأغنام الحية في الأسواق، مشيرين إلى أن الأسعار تزيد دون مبرر، ما يحرمهم من تناول اللحوم الطازجة التي اعتادوا عليها، عازين زيادة الأسعار إلى أن تجاراً يستغلون فرصة اقتراب حلول شهر رمضان ويرفعون أسعار الأغنام، مطالبين الجهات المعنية بقضايا الأسعار بسرعة التحرك لحماية المستهلكين ووقف ارتفاع أسعار اللحوم في الإمارة.

وفي المقابل أقر مدير إدارة الرقابة وحماية المستهلك في الدائرة الاقتصادية أحمد علي البلوشي، بوجود ارتفاع كبير في أسعار اللحوم الحية، مؤكداً أن هناك جهوداً تبذل في الوقت الراهن للسيطرة على الأسعار، مشيراً الى اجتماع عقد مع الموردين لمناقشة المشكلة بالاضافة لعزم ادارته فتح مكتب بالتعاون مع دائرة البلدية في سوق المواشي ليتولى مسؤولية المراقبة وضبط وتنظيم أسعار الأغنام والمواشي.

أرقام

أكد مستهلكون في رأس الخيمة أن أسعار الماشية في تزايد مستمر، لافتين إلى أن سعر الخروف الاسترالي قفز إلى 700 درهم، كما وصلت أسعار الاغنام المستوردة من الهند مثل الماعز الهندي الى 450 درهماً والخروف 600 درهم، وكذلك الأغنام الصومالية التي بلغ سعرها 400 درهم، والماعز العماني 400 درهم، والباكستاني 600 درهم.

وتفصيلاً قال مستهلك يدعى، سعيد الشحي، إن «ما يحدث في سوق الأغنام لا يختلف عما يحدث في سوق الذهب، فالأسعار تتغير على رأس كل ساعة تقريباً، والأسعار زادت كثيراً مقارنة بما كانت عليه قبل بضعة أيام، ما يحرمنا من اللحوم الطازجة التي اعتدنا عليها».

وذكر مستهلك آخر، حسن خليفة، انه نتيجة لارتفاع الأسعار في أسواق الأغنام، بات كثير من السكان لا يستطيعون شراء احتياجاتهم من الأغنام، ولم يكن أمامهم خيار آخر سوى التخلي عن أكل اللحوم الطازجة والاستعاضة عنها بالمجمدة والدجاج المستورد.

وتابع أنه «بالنسبة للأهالي فإن اللحوم الطازجة كانت هي الخيار المفضل، إذ نشتري الأغنام الحية من الأسواق ونذبحها، لكن بسبب الغلاء الذي اجتاح أسواق الأغنام الحية في الآونة الأخيرة بات البحث عن اللحوم الطازجة ضرباً من المستحيل، لعدم قدرة الأهالي على مجاراة هذا الغلاء»، مشيراً إلى ان سبب المشكلة تعثر مربي أغنام إذ باتوا عاجزين عن ممارسة المهنة بشكل طبيعي ما تسبب في حدوث نقص كبير في رؤوس الاغنام في الأسواق، ما أدى إلى نقص المعروض وتسبب في تفاقم المشكلة.

وأكد مستهلك ثالث، عامر سعد، أنه بات يعاني ارتفاع أسعار الأغنام الحية في أسواق الإمارة كافة، عازياً سبب الغلاء إلى بعض العوامل الخارجة عن إرادة التجار مثل الكلفة المرتفعة للترحيل، وخدمات الحجر البيطري، والرسوم العالية المفروضة على رؤوس الأغنام المستوردة.

وأشار الى أن العديد من مربي المواشي هجروا المهنة بسبب معاناتهم، مبيناً انخفاض عدد الحظائر في السوق من 100 إلى 25 حظيرة، كما قلت أعداد الأغنام المعروضة للبيع في الأسواق.

ويرى المستهلك، خليفة المنصوري، أن عدداً كبيراً من الأهالي باتوا غير قادرين على شراء اللحوم الطازجة بسبب ارتفاع الأسعار، مطالباً بعدم الاعتماد على الأغنام المستوردة من الخارج، واستغلال البيئة الطبيعية التي تتميز بها الدولة، خصوصاً إمارة رأس الخيمة في تربية الحيوانات بمختلف أصنافها وبأعداد كبيرة، لافتاً إلى حاجة المربين إلى الدعم المالي والعيني لتمكينهم من الوفاء بمتطلبات المهنة الضرورية، خصوصاً الرعاية الصحية والكلفة المعيشية والتسويق. وتابع أن غلاء أسعار اللحوم بشقيها المبرد والطازج ينبغي ان يكون جرس انذار للاهتمام بالثروة الحيوانية المحلية وعدم التخلي عنها، فالظروف الاقتصادية العالمية تنذر بأن اللحوم الحمراء والبيضاء تمضي بخطى متسارعة نحو المزيد من السوء.

ومن جانبه أفاد أحد التجار في سوق الأغنام في الفلية، يدعى صابر محمد، بأن غلاء الأسعار تقف وراءه الشركات التي تستورد الاغنام من الخارج وليس الباعة، موضحاً انه نتيجة لذلك الغلاء والأعباء المفروضة على تجارة الاغنام مثل إلزامية استئجار المكاتب وتحديد رواتب العمال وقلة الأغنام وضعف الاقبال على الشراء فضّل عدد من التجار هجر المهنة بصورة نهائية.

في المقابل قال مدير ادارة الرقابة وحماية المستهلك في الدائرة الاقتصادية أحمد علي البلوشي، إن التجار لن يتركوا أسعار اللحوم الحية تبقى على حالها، خصوصاً مع حلول شهر رمضان، ونتيجة لذلك فقد تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لجعلها تحت السيطرة بصورة مستمرة لمنعها من الارتفاع.

وأضاف أن «ادارة الرقابة عقدت اجتماع مع موردي الأغنام تم خلاله بحث التطورات المتعلقة بالأسعار، خصوصاً من بلد المنشأ وحتى وصولها الى الأسواق»، كاشفاً عن عزم الدائرة الاقتصادية افتتاح مكتب في سوق المواشي للإشراف على حركة البيع والشراء، والاسهام في ضبط الأسعار بصورة يومية وفقاً للتغيرات التي تطرأ على الأسعار داخلياً وخارجياً.

الأكثر مشاركة