مواطنون يشكون انتهاك «مترودبي» لخصوصيتهم
قالت أسر مواطنة في منطقتي الراشدية ومنخول في دبي، إن «الأعمال الإنشائية لمحطات مترو دبي تسبب لهم إزعاجاً غير عادي، شاكين تكدس عمال المشروع أمام مداخل البيوت بصورة جماعية وفردية، خصوصاً في أوقات استراحة الظهيرة، معتبرين أن هذا السلوك انتهاك لحرمة وخصوصية منازلهم وتهديد لاستقرارهم، لافتين إلى أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي لم تخاطبهم رسمياً أو تتفاعل إيجابياً مع شكواهم التي تقدموا بها نحو هذه الظاهرة.
في المقابل، أكد مدير إدارة تنفيذ المشروعات في مؤسسة القطارات بالإنابة في الهيئة عبدالسميع هيموني، أن «المؤسسة خاطبت أصحاب المنازل المجاورة لمحطات المترو قبل تنفيذ المشروع، كما نفذت بعض متطلباتهم التي أوصوا بها أثناء عملية التنفيذ».
سلوك فردي
أكد عبدالسميع هيموني، أن «الهيئة تتعامل مع شكاوى الإزعاج والأضرار الناجمة عن مشروعاتها التي تنفذها في الإمارة، من خلال تكليف منسق المشروع في تلك المنطقة بدراسة الشكوى والتنسيق مع المعنيين وإجراء زيارة ميدانية للتحقق من صحة الشكوى، بعد ذلك يرفع تقريراً مفصلاً مع التوصيات إلى مدير المشروع لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وإعداد رد للجهة المعنية. وأشـار إلى أن الهيئــة تبـذل قصــارى جهدها لتوفير الراحــة لجميع السكان أثناء تنفيذ مشروعات المترو، وتتخذ إجراءات واشتراطــات السلامــة في جميع مراحل التنفيذ، موضحاً أن «جلــوس عمال بجــوار منازل المواطنين سلــوك فردي، والشــركة المنفــذة حريصــة على التصــدي لمثل هــذه التصرفات». |
وتفصيلاً، شكت المواطنة (أم أحمد) الضرر الواقع على منزلها وأسرتها جراء مجاورتها لمحطة الاتحاد في منطقة المنخول، معتبرة أن مجاورتها للمحطة أفقدتها الخصوصية التي تحتاج إليها الأسرة المواطنة، لافتة إلى أن عمال المترو يوجدون بكثافة أمام مدخل منزلها، كما أن معظم ركاب المترو يتركون مركباتهم أمام البوابة، الأمر الذي يحرم مركبات الأسرة الوقوف أمام المنزل.
وتابعت (أم أحمد): «فقدت أسرتي طعم النوم طوال فترة تشييد المشروع، خصوصاً أن الأعمال تتواصل حتى ساعات متأخرة من الليل، وأحياناً يصعب علينا مغادرة المنزل بسبب المركبات الثقيلة التي تغلق الشارع وتقف أمام مدخل المنزل، كما أننا نعاني انقطاعاً دائماً في المياه بسبب أعمال الانشاء التي تنفذها الهيئة في المنطقة والمتعلقة بمحطة الكرامة»، لافتة إلى أن «هذه المحطة موجودة في منطقة سكنية وليست تجارية، وكان يجب على الهيئة التواصل معنا قبل بدء تنفيذ المشروع الذي قد يهدد استقرار السكان، خصوصاً المجاورين للمحطة، إذ إن معظم الركاب والعمال يتجمعون في المدخل الأمامي للمنزل».
وأكدت أن «هيئة الطرق والمواصلات لم تخاطبني رسمياً قبل بدء أعمال إنشاء المحطة»، مطالبة المسؤولين في الهيئة بإيجاد حل جذري يرضي الطرفين، لاسيما أنها تقدمت بشكوى رسمية قبل نحو 10 أشهر لقسم الشكاوى والبلاغات في الهيئة دون أن تجد رداً، مشيرة إلى «عدم تفاعل الهيئة مع شكاوى المواطنين المتضررين».
وذكرت صاحبة منزل في منطقة الراشدية، المواطنة (أم روضة)، أن «عمال الإنشاء العاملين في محطة مترور الراشدية يستغلون المساحات الزراعية التابعة للمنزل في النوم وتناول طعام الإفطار والغداء، وأحياناً يقفون أمام مدخل المنزل».
وأشارت إلى أن «العمال يتلصصون على مدخل المنزل، الأمر الذي يعد انتهاكاً لخصوصية العائلات»، مبدية خشيتها على أطفالها والخادمات من العمال الذين يتجمعون بكثرة حول المنزل وأمام البوابة الخارجية، خصوصاً في فترة الظهيرة، لاسيما أنها وزوجها موظفان ويمضيان ساعات الصباح والظهيرة خارج المنزل.
وأفادت (أم روضة) بأنها تقدمت ببلاغ رسمي في الهيئة، إلا أنها لم تجد رداً على الشكوى، بل إن أعداد العمال في تزايد خصوصاً مع تطبيق قانون استراحة العامل وقت الظهيرة، لاسيما أن بعض العمال يستغلون الساحة الامامية للمنزل للراحة والنوم وتناول الطعام.
إلى ذلك، أفاد مدير إدارة تنفيذ المشروعات في مؤسسة القطارات بالإنابة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي عبدالسميع هيموني، بأن «الهيئة حرصت أثناء تنفيذ مشروع مترو دبي على مراعاة خصوصية السكان القاطنين بجوار المحطات كما نفذت بعض متطلباتهم التي أوصوا بها، بعد مخاطبتهم رسمياً قبل تنفيذ المشروع، إذ لم يتم إخلاء أي منطقة أثناء التشييد»، لافتاً إلى أن «منزل (أم أحمد) تحديداً تمت مخاطبة صاحبه أثناء تنفيذ المشروع». وفي ما يتعلق بشكوى (أم أحمد) تم اتباع بعض الإجراءات أثناء تنفيذ المشروع منها تنفيذ لوحات معدنية عوضاً عن الزجاجية في الجسر المؤدي إلى المحطة في الجهة المطلة على المنزل، وذلك حفاظاً على خصوصيته، كما تم الإيعاز لمقاول المشروع بضرورة تقليل الضوضاء والاهتزازات الناجمة عن أعمال تنفيذ المشروع في أوقات الظهيرة والمساء، لافتاً إلى أن «مقاول المشروع شيد سوراً إضافياً لعزل المنطقة المزروعة خارج المنزل عن موقع العمل بناء على طلب صاحبة المنزل».
وذكر هيموني أنه «وفق شكوى أم أحمد، تمت معاينة الموقع والتأكد من توافر الخصوصية اللازمة للمنزل، ورغم ذلك أوصت إدارة تشغيل القطارات في مؤسسة القطارات في الهيئة بتركيب ملصقات إعلانية على زجاج مدخل المحطة المواجه للمنزل، لحجب الرؤية أثناء استخدام السلالم المتحركة عند مدخل المحطة».