جمعية الصيادين: سوء الأحوال الجوية وراء تراجع المعروض منها

مواطنون في دبا يشكون غــلاء الأسماك

طاولات الأسماك خلت من أنواع عدة. الإمارات اليوم

اشتكى مواطنون في مدينة دبا الفجيرة من ارتفاع أسعار الأسماك في أسواق المدينة، وتراجع الكميات المتوافرة منها، لافتين الى أن سعر سمك الهامور راوح ما بين 120 و180 درهماً، فيما بيعت أربع «نغرات» بـ120 وبلغ سعرها في أسواق أخرى ضعف هذا المبلغ.

وعزت جمعية الصيادين في دبا قلة الكميات المتوافرة من الأسماك إلى ارتفاع درجات حرارة الجو، وتلوث المياه بمخلفات السفن. وقالت إن الصيادين يعرضون الأسماك بأسعار مرتفعة بسبب زيادة الطلب عليها، ولهذا فإن التاجر الذي يشتريها يضطر الى بيعها للمستهلك بسعر مرتفع.

وتفصيلاً، قال مواطنون في دبا الفجيرة لـ «الإمارات اليوم» إن بعض التجار يستغلون تراجع الكميات المعروضة من الأسماك، في رفع أسعارها. وأكد المواطن أحمد محمد، خلو طاولات كثيرة من الأسماك في السوق، لافتاً الى تراجع الكميات المعروضة منها.

وأضاف أن سعر سمك الكنعد، وهو أحد الأنواع التي تشهد إقبالاً من المواطنين، وصل إلى 300 درهم في بعض الأسواق، وتخطى هذا الرقم في أسواق أخرى ليصل الى 400 درهم، فيما راوح سعر سمك الهامور ما بين 120 و180 درهماً.

وطالب المواطن حمد الضنحاني بتشديد الرقابة على بيع أسواق بيع السمك، لأن الأسعار تشهد تزايداً مستمراً. وقال إنه قصد سوق السمك الأسبوع الماضي، واستغرب من تراجع الكميات المعروضة منه، لكن استغرابه أصبح أكبر عندما اشترى كيلوغراماً من السمك، كما يقول، ففوجئ بارتفاع سعره فتركه وذهب.

وحمل الضنحاني الباعة الآسيويين مسؤولية غلاء أسعار الأسماك «إذ يستغل كثيرون منهم تزايد الطلب عليها، في ظل تراجع الكميات المعروضة منها، لتحقيق مكاسب مالية على حساب المشترين».

ووافقه المواطن راشد علي في ذلك، لافتاً الى أن «وجبة السمك هي الوجبة الرئيسة في مجتمعنا، ولا نستغني عنها. ولكن الأوضاع تغيرت خلال الفترة الأخيرة، إذ هربت الأسماك من شواطئنا بسبب ارتفاع درجات حرارة الجو، وكانت ظاهرة المد الأحمر قد تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الأحياء المائية التي تعيش فيها، ما تسبب في زيادة الطلب على السمك وتراجع المعروض منه، وأتاح للباعة تحديد أسعار مرتفعة».

من جانبهم، أكد صيادون التقتهم «الإمارات اليوم» أن ظروف الصيد هي ما يملي عليهم رفع الأسعار، إذ تراجعت حصيلتهم اليومية من الأسماك بسبب الصيف، وتلوث المياه بمخلفات السفن. وطالبوا بتشديد الرقابة على الآليات المتبعة في السفن للتخلص من مخلفاتها.

وذكر الصياد حسن محمد أن خروج الصيادين إلى البحر في مثل هذا الوقت من السنة «صعب جداً، وقليل، نظراً لشدة الحرارة والرطوبة في المناطق الساحلية». وتابع أن الصيادين اعتادوا تراجع الكميات المتوافرة من الأسماك في الأسواق في شهري يونيو ويوليو من العام.

ولفت الصياد راشد محمد العوبد، إلى أن الأسماك التي تتوافر في هذه الفترة من الصيف هي أسماك «القباب» و«اليودر» فقط. ومن شهر أكتوبر صعوداً حتى شهر أبريل تكثر الأسماك في جميع أنحاء الدولة، وتتنوع كأسماك (الشعري والكوفر والصالة، والكنعد والخباط).

وقال الصياد يوسف إبراهيم إن بعض السفن تغسل خزاناتها البترولية في مياه البحر، مـا يـؤدي إلى انتشار عوادم في المياه الساحلية والإقليمية، تتسبب في هجرة الأسماك من هذه المناطق إلى مناطق أخرى، وقد تنفق بسبب تعرضها للملوثات.

وعزا رئيس جمعية الصيادين في دبا الفجيرة سليمان راشد الخديم، قلة الأسماك في مثل هذا الوقت إلى ارتفاع درجات حرارة الجو، إذ تهرب الأسماك إلى الأعماق، فيما لا يسمح للصيادين بتجاوز المسافة المحددة (20 ميلاً بحرياً) أو الحدود الإقليمية، لذلك تقل نوعيات كثيرة من الأسماك في السوق وترتفع أسعارها.

وأضاف أن هذا الوضع سيستمر حتى بداية شهر أكتوبر، إذ يبرد الجو وتكثر الأسماك، وتتراجع أسعارها في السوق، متابعاً أن الجمعية تعمل مع وزارة البيئة وبلدية دبا فريقاً واحداً لإفادة الصيادين والتجار والمستهلكين، ناصحاً المستهلكين بتحمل الوضع لسوء الأحوال الجوية في الفترة التي مر فيها الإعصار المداري «فيت» من المنطقة.

تويتر