طلاب يفتقدون الأنشطة الصيــفية في المدارس
طالب آباء طلبة في مدارس في أبوظبي بأنشطة مدرسية تمتد على مدى الإجازة الصيفية، حتى يجد أبناؤهم متنفساً لهم خلال إجازتهم الطويلة، ما يتيح لهم تفريغ طاقاتهم بطرق إيجابية وآمنة، لافتين إلى أن افتقاد أبنائهم الأنشطة المدرسية قد يلجئهم إلى أساليب أخرى للقضاء على حالة الملل التي يعيشونها، بسبب أوقات الفراغ الطويلة خلال إجازتهم الصيفية التي ستمتد إلى ما بعد عيد الفطر.
وقالوا إن النوادي والمراكز الصيفية كانت تغطي هذا الجانب في السنوات السابقة، ولكنها بدأت تقتصر على مستويات معينة من الطلاب المقتدرين، «إذ إنها تطلب أسعاراً مرتفعة، لا يستطيع أغلبية الطلاب تأمينها».
وبدورها، أكدت المديرة التنفيذية للشؤون التعليمية رئيسة المجلس الاستشاري للإشراف على مدارس الغد في وزارة التربية والتعليم شيخة راشد الشامسي لـ«الإمارات اليوم» أن المدرسين والإداريين يحصلون على إجازاتهم في الوقت نفسه الذي يحصل فيه الطالب على إجازته، كما أنهم مرتبطون بمواعيد ثابتة للدوام الدراسي ولديهم حصص لا يمكن الغياب عنها، ما يعني صعوبة تعويضهم عن إجازة الصيف خلال الدوام الدراسي.
وتابعت أن المدارس تحتاج أيضاً إلى إجازة، وفترات توقف كافية لإتمام عمليات الصيانة اللازمة استعداداً للسنة الدراسية المقبلة.
وتفصيلاً، أكدت والدة الطالب سيف محمود أن الأنشطة المدرسية مفيدة جداً للطلاب في فترة الصيف، خصوصاً الطلاب الذين لا يتاح لهم أن يسافروا إلى خارج الدولة، أو الطلاب الذين يسافرون لفترات قصيرة، وهو ما يشعرهم بالملل بسبب طول أوقات الفراغ، مطالبة بتوفير أنشطة صيفية داخل المدارس طوال فترة الإجازة، في ظل عدم توافر بديل، بأسعار معقولة «لأن معظم النوادي أو المراكز التي تقدم أنشطة صيفية تطلب مقابلاً مالياً مرتفعاً».
وأشارت إلى أن قيام المدارس بتنظيم أنشطة صيفية يسهم بشكل كبير في إكساب الطلاب مهارات تؤهلهم لبناء مستقبلهم المهني بشكل أفضل، علاوة على أنه يتيح لهم تفريغ طاقاتهم المكبوتة في أنشطة مأمونة.
وحذرت من أن غياب الأنشطة المدرسية في فترة الإجازة الصيفية الطويلة قد يدفع الطلاب إلى بدائل وسلوكات غير مرغوب فيها، وقد يكون سبباً في انجراف بعضهم إلى المخدرات والإدمان أو غيرها. وقالت «أم عبدالله»، وهي والدة لثلاثة طلاب، إن فترة أنشطة «صيفنا مميز» التي نظمها مجلس أبوظبي للتعليم وانتهت الخميس الماضي، غير كافية لإكساب الطلاب مهارات فعلية، مطالبة باستمرار الأنشطة المدرسية التي تحتوي على نشاطات فنية ورياضية وتدبير منزلي وغيرها، طوال فترة الإجازة، لما لها من إيجابيات كبيرة في تهذيب نفوس الطلاب وتطوير قدراتهم وصقل مواهبهم، وحتى لا يعانوا الملل والضيق نتيجة وجودهم في المنزل لأوقات طويلة.
ودعا جاسم علي، والد طالبين، إلى استغلال الإجازة الصيفية في تنظيم أنشطة تصب في مصلحة الطلاب، وعدم قصر دور المدارس على التعليم أثناء الفصل الدراسي، معتبراً أن دور المدرسة ينبغي أن يستمر خلال العطلة الصيفية من خلال فتح أبوابها للطلاب والسماح لهم بتقديم أنشطة متميزة ومختلفة، ما يؤدي إلى تنمية مواهبهم ومنحهم المكان المناسب لتفريغ طاقاتهم، بعيداً عن أي مخاطر قد يتعرضون لها في أماكن أخرى.
وتابع أن الأنشطة الصيفية في المدارس لا تحتاج إلى عدد كبير من المدرسين، فقد يكفي مدرس أو اثنان لإدارة تلك الأنشطة، مضيفاً أنهم على استعداد لدفع رسوم مقابل حصول أبنائهم على تلك الأنشطة.
وقالت مديرة المدرسة الثقافية في أبوظبي هناء العامري إنها تؤيد استمرار الأنشطة المدرسية خلال فترة الصيف «لأنها تعد متنفساً للطلاب والطالبات، وتساعدهم على تعلم مهارات جديدة، مثل التدبير المنزلي والسباحة، كما تساعدهم على حفظ القرآن الكريم وتثقيفهم دينياً». لافتة إلى أن «المدرسة هي أنسب وأفضل مكان لتعليم وتثقيف الطلاب وتقديم الأنشطة المختلفة لهم».
واقترحت مديرة مدرسة سلامة بنت بطي للتعليم الثانوي في أبوظبي مريم جمعة الشامسي اختيار مدارس محددة في الإمارة، لتنظيم الأنشطة الصيفية فيها، بحيث تضم كل المراحل الدراسية، أي تكون أنشطة مجمعة في عدد محدود من المدارس، على أن تدار تلك الأنشطة من خلال المديرين والمدرسين والإداريين الراغبين في العمل خلال العطلة الصيفية. وبالتالي تستمر الأنشطة المدرسية معظم فترة الإجازة الصيفية وينعم الطلاب بالأنشطة التي حرموا من أدائها خلال العام الدراسي. وأوضحت مديرة مدرسة الأصايل للتعليم الأساسي في أبوظبي لطيفة أحمد الحوسني أن الطلاب المواطنين أو الوافدين الذين لا يسافرون إلى الخارج خلال فترة الصيف يكونون في حاجة ماسة إلى استمرار الأنشطة في المدارس، نتيجة ما يعانونه من ملل وضيق من أوقات الفراغ الطويلة في تلك الفترة، فضلاً عن حاجتهم إلى متنفس لطاقاتهم.