«تنمية»: باحثون عن عمل يعزفون عن القطاع الخاص ويرفضون «التأهيل»
مواطنون مؤهلون للعمل.. بــــلا فرص وظيفية
اشتكى مواطنون باحثون عن عمل عدم وجود فرص وظيفية لهم منذ بداية العام الجاري في القطاعين الحكومي والخاص، على الرغم من مشاركتهم المستمرة في معارض التوظيف التي تنظم في مناسبات مختلفة.
ومنذ بداية العام ، تلقت «الإمارات اليوم» عشرات من شكاوى المواطنين المطالبين بوظائف تساعدهم على الوفاء بالتزاماتهم المعيشية المتزايدة.
وأفاد كثيرون بأنهم مؤهلون للعمل في مجالات مختلفة، ولكن الفرص التي تتاح لهم لا تلبي طموحاتهم على صعيدي الراتب والوظيفة، معربين عن أملهم أن تنزاح سحابة الأزمة المالية العالمية تماماً من سماء المنطقة، حتى تزدهر فرص العمل مجدداً.
في مقابل ذلك، أكدت هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية «تنمية» تأثير الازمة المالية الاقتصادية السلبي في فرص توظيف المواطنين في القطاعين الحكومي والخاص. ولكنها قصرت ذلك على عدد محدد من الوظائف.
وأضافت أن وظائف خدمة العملاء والعلاقات العامة والتسويق ونظم المعلومات والبنوك في القطاع الخاص، متوافرة للباحثين عن عمل. ولكن إقبال المواطنين على العمل في هذه المجالات لايزال دون المستوى المطلوب.
وتفصيلاً، قالت المواطنة «أم خليفة» من دبي، إن الوظائف في القطاعين الحكومي والخاص، أصبحت شبه معدومة بالنسبة الى المواطنين، منذ بداية العام الجاري.
وأضافت: «عملت في بنك وطني في الشارقة عامين، ولكني استقلت بسبب بعد مكان عملي عن مكان سكني، ثم عملت في جهة حكومية لستة شهور، ولكني استقلت لأن الراتب قليل.
ومنذ بداية العام الجاري أبحث عن وظيفة تحقق لي معادلة الراتب الجيد والقرب من السكن، ولكن لم أجد رداً أو حتى جهة ترغب في مقابلتي. والعبارة التي تتكرر على مسمعي حيثما اتجهت، هي «باب التوظيف مغلق حالياً».
وتابعت: «أعتقد بأن الازمة الاقتصادية أثرت سلباً في فرص التوظيف، ولكن الغريب أننا نرى أشخاصاً غير مواطنين يجدون وظائف في القطاع الخاص، علماً بأن لدي شهادة الثانوية العامة وأجـيد الانجليزية. كما أن لدي خبرة بنكية لمدة سنتين».
وأكدت مواطنة تدعى «أم الريم» أن فرص التوظيف خلال هذه الفترة تبدو مستحيلة تماماً إذا لم تكن هناك واسطة.
وقالت: «تخرجت عام 2008 في كلية التقنية، وقدمت طلبات عمل في جهات عدة، وأجريت مقابلات في أماكن مختلفة، كما شاركت في معرض توظيف، ولكن لم أجد جهة ترغب في توظيفي، مع أن لدي مؤهل إنجاز في إدارة الاعمال من كلية التقنية، وشهادة الثانوية العامة، وشهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي (ICDL)، وأجيد الانجليزية بطلاقة».
وتابعت: «المشكلة أن مصدر دخلنا الوحيد هو راتب زوجي التقاعدي، 6000 درهم، أي أنه يكاد لا يغطي احتياجاتنا الأساسية».
وشكا المواطن (حسن.أ) صعوبة حصوله على وظيفة، خصوصاً في القطاع الحكومي «على الرغم من توافر فرص عمل مميزة لأشخاص من جنسيات أخرى».
ويبلغ حسن 22 عاماً، وقد عمل في جهة حكومية من قبل، ولكنه اضطر للاستقالتة منها قبل نحو عام بسبب ظروف عائلية مر بها خلال تلك الفترة، حسب قوله.
ومنذ ذلك الوقت، حاول الحصول على فرصة عمل في مؤسسات ودوائر حكومية وخاصة في دبي، ولكن بلا جدوى، وهو متعلم حتى الصف الثاني الثانوي، ولديه شهادة في الكمبيوتر.
في المقابل، قالت مديرة مركز التوظيف وتنمية المهارات في هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية (تنمية) نورة البدور، إن من أبرز الصعوبات التي واجهتنا في توظيف الباحثين عن عمل في ظل الازمة الاقتصادية، عزوف المواطنين عن العمل في القطاع الخاص، وأن بعض الجهات تطلب وظائف تخصصية، منها التخصصات البيئية والهندسة المعمارية وغيرها، وبالتالي لا نستطيع تلبيتها بسبب عدم وجود هذه التخصصات لدى الباحثين عن عمل.
وعزت ذلك إلى عدم وجود تنسيق بين المؤسسات في القطاعين الخاص والحكومي وبين المؤسسات التعليمية لملء النقص في هذا المجال أو ذاك، إضافة إلى «وجود تخصصات لدينا في الهيئة غير مرغوبة في سوق العمل، وبالتالي نواجه مشكلة في تأهيلهم مرة أخرى لإدخالهم السوق، كما أن بعض المواطنين يرفضون التوظف في القطاع الخاص ويفضلون القطاع الحكومي بسبب انخفاض رواتب القطاع الخاص وتوقعات الباحث عن العمل يجعله يعزف عن العمل في ظل الازمة الاقتصادية، كما أن هناك مواطنين ليس لديهم مؤهلات علمية ويتوقعون أن يتقاضوا رواتب مرتفعة، ما يجعلهم يرفضون الوظيفة أيضاً، كما يرفضون الانتساب الى دورات تدريبية تطور من مهاراتهم وتجعلهم مؤهلين للانخراط في سوق العمل».
وأشارت البدور إلى أن الهدف من عملية التوظيف في هيئة «تنمية» هو التطور الوظيفي للباحث عن العمل وجعله مؤهلاً للانخراط في سوق العمل والمشاركة في بناء اقتصاد الدولة.
وتابعت: «أتمنى من الباحثين عن العمل الدخول إلى تجربة سوق العمل بغض النظر عن الراتب، لاكتساب مهارة وخبرة ودورات خاصة لحديثي التخرج».
وأكدت أن الازمة المالية العالمية أثرت سلباً في فرص التوظيف في القطاعين الحكومي والخاص منذ بداية العام الجاري، ولكنها قصرت ذلك على وظائف محددة.
وقالت إن وظائف خدمة العملاء والعلاقات العامة والتسويق ونظم المعلومات والبنوك في القطاع الخاص متوافرة دائما للباحثين عن عمل، ولكن عزوف المواطنين عن القطاع الخاص بسبب انخفاض رواتبه مقارنة بالقطاع الحكومي، هو المشكلة.