جمل على أحد الشوارع الخارجية في رأس الخيمة. الإمارات اليوم

سائقون يشكون تعدي الحيوانات السائبةعلى طرق في رأس الخيمة

شكا سائقو سيارات في رأس الخيمة من تزايد حالات ظهور الحيوانات السائبة في الطرق الخارجية، معربين عن مخاوفهم من تسببها في حوادث مرورية قد تهدد حياتهم، وتتسبب في وقوع خسائر في الممتلكات والثروة الحيوانية.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن ظهور هذه الحيوانات أصبح نادراً جداً خلال الفترة الأخيرة، مستغربين عودتها للظهور على الطرق الخارجية أخيراً، مطالبين بمضاعفة الجهود لإقناع أصحاب الحيوانات بعدم تركها تلافياً لما يمكن أن تسببه من حوادث.

وتعهد رئيس قسم المرور في رأس الخيمة العقيد حسن سعيد الجيدا، باتخاذ إجراءات ميدانية لحل المشكلة، وقال «حققنا نجاحاً مهماً في الفترة الأخيرة بشأن هذه الحيوانات من خلال اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، لكن المشكلة لم يتم القضاء عليها تماماً، ولابد من الاستمرار في متابعة تنفيذها ميدانياً لمنع الحيوانات من الوصول الى الطرق والتسبب في وقوع حوادث مرورية». وأضاف أن «جهود الشرطة�تنصب على ان يكون الطريق داخلياً وخارجياً صالحاً للسير، وخالياً تماماً من المتاعب التي تهدد سلامة مستخدميه، لذلك نسعى بدأب بالتعاون مع المجلس البلدي ودائرة الأشغال والخدمات العامة لتحقيق هذا الهدف».

وفي الفاصيل، شكا علي خميس المحرزي، وهو من سكان منطقة مسافي، من ظهور الحيوانات السائبة على الطرق الخارجية، مضيفاً أنه تعرض في وقت سابق لحادث مروري بعدما اصطدمت سيارته بجمل على طريق الذيد. ومع أنه خرج�سالماً من الحادث، إلا من بعض الكدمات البسيطة، فقد أصيبت سيارته بأضرار بالغة أدت لشطبها نهائياً.

وقال المحرزي «نحن لسنا ضد وجود الحيوانات، فنحن نعيش في مجتمع رعوي، ووجود الحيوانات هو من المظاهر المألوفة، بل يشكل جانباً من مقومات الحياة، خصوصاً بالنسبة للبدو، لكن ما نطلبه هو حماية مستخدمي الطرق، والمحافظة على الثروة الحيوانية من خطر الانقراض بفعل السيارات، بالعمل على إبعادها، أو عمل حظائر لها، أوتسييج الطرق التي ترعىأ الحيوانات على جوانبها.

أ وذكرت المواطنة (زينب. س) التي تعمل في احدى شركات القطاع الخاص أنها «فوجئت ذات مرة ببقرة اتخذت من قارعة طريق مطار رأس الخيمة مرقداً لها، ما تسبب في تعطيل الحركة لأكثر من نصف ساعة. ولم تنته إلا بعد استدعاء الدفاع المدني الذي أرسل دورية لإخراج البقرة من الطريق».

وقالت «كلما اتجهت الى المناطق البعيدة أشعر بتوتر بالغ، خشية الاصطدام بالحيوانات السائبة التي كانت سبباً في وقوع كثير من الحوادث المرورية، إذ تتعذر علي رؤيتها بسبب اختفائها بين الأشجار القريبة من الطرق».

أما عيسى النعيمي، فقد تعرض لأكثر من أربعة حوادث مرورية بسبب الحيوانات السائبة، وسبب أحدها له أضراراً جسدية بليغة، يقول «كنت في طريقي متجهاً الى شعم عندما فوجئت بماعز مختبئة بين الأشجار، وأثناء مروري حاولت عبور الطريق الى الجهة الأخرى، فحاولت تجنب الاصطدام بها، ولكنني فقدت السيطرة على السيارة، فتدهورت بسرعة. وأسفر الحادث عن إصابتي بأضرار جسدية استدعت بقائي في المستشفى لفترة طويلة، بينما تضررت سيارتي بشدة، ولم تعد صالحة للسير» .

وطالب النعيمي بتشديد الاجراءات على الحيوانات السائبة، وإن كان يرى أن أفضل طريقة لذلك هي وضعها في حظائر خاصة بها، لمنعها من الخروج الى الطرق.

ورأى حسن بو علي أن الحمير السائبة هي الأكثر خطورة على الحركة المرورية، خصوصاً على الطرق الخارجية، القريبة من الجبال والبحر، لأنها غير مرئية بالنسبة لسائقي السيارات.

وقال إنه تعرض لحادث مروري أثناء سيره على طريق الجزيرة الحمراء باتجاه أم القيوين، بعدماأ دهس حماراً كان يعبر الطريق باتجاه البحر.

من جانبه، أكد الجيدا خطورة وجود الحيوانات على مقربة من الطرق، لأنها تنتقل على نحو مفاجئ إلى قارعة الطريق،وغالباً لا يكون السائق قادراً على تفاديها حتى إن كان يسير ببطء، وبالتالي يقع حادث الاصطدام.

واعتبر أن الأحوال تحسنت كثيراً في السنوات الأخيرة، مقارنة بما كانت عليه الحال في الثمانينات والتسعينات، بفضل جهود مجالس البلديات المتمثلة في اتخاذ إجراءات تقضي بمصادرة الحيوانات السائبة، وتغريم أصحابها، الى جانب وضع حواجز على امتداد بعض الطرق الخارجية، وهو ما منع الحيوانات السائبة، خصوصاً الجمال والحمير، من الوجود قرب الطرق. وأكد أن تلك الاجراءات تحتاج إلى عملية تفعيل، خصوصاً بعد تزايد الشكاوى من وجود حيوانات سائبة على بعض الطرق الخارجية.

الأكثر مشاركة