شرطة العاصمة مدّدت فترة بقائهم 5 أيام أخرى

متضرّرون في بناية أبــوظبي المحترقة يطالبون بالبقاء في فندق الإيواء

أحد السكان يبحث بين الأنقاض عن متعلقات شخصية بعدما سمحت الشرطة بذلك. تصوير: جوزيف كابيلان

طالب متضررون من حريق شب في بناية بشارع المطار في أبوظبي، أخيرا، بالبقاء داخل فندق خصصته شرطة أبوظبي لإيوائهم، حتى يتمكنوا من تدبير مساكن بديلة، بعد احتراق ممتلكاتهم كافة، ويواجهون حاليا مشكلة البحث عن مأوى آخر إذ طلب منهم مسؤولو الفندق مغادرته بعد ثلاث ليال قضوها فيه، وفي استجابة سريعة لمعاناة هؤلاء السكان، وجهت شرطة أبوظبي، أمس، بإبقائهم خمسة أيام أخرى، لإتاحة المجال أمامهم لتدبير شؤونهم لكن السكان المتضررين اعتبروا هذه المدة غير كافية لتدبير أمورهم. وأبلغ رئيس قسم الأطفال والشباب في إدارة مراكز الدعم الاجتماعي في شرطة أبوظبي المقدم عبيد المغني «الإمارات اليوم»، أمس، بأنه تمت مخاطبة مسؤولي الفندق، بإبقاء السكان المتضررين خمسة أيام أخرى، تقديرا لظروفهم الإنسانية التي يمرون بها.

وقالت حفصة محمد، أم لثلاثة أطفال، إن «الحريق تسبب في تدمير ممتلكاتنا الموجودة في الشقة كافة، من أثاث وأجهزة كهربائية، إضافة إلى احتراق جوازات السفر والأوراق الرسمية»، مضيفة أن «إعادة صيانة البناية يستغرق فترة زمنية طويلة، وهو ما يضطرنا إلى البحث عن سكن آخر»، معربة عن أملها بأن تبقى هي وأسرتها داخل الفندق الذي خصصته شرطة أبوظبي لإيواء متضرري الحريق، حتى تتمكن من البحث عن مسكن بديل للإقامة فيه.

من جانبها، شرحت أم خالد، وهي أم لستة أطفال، أنها تواجه وأسرتها معاناة كبيرة منذ نشوب الحريق، إذ تعرض زوجها للاختناق، وفقدت أوراقها وأموالها ومسكنها، ولا تجد مأوى لأسرتها الكبيرة، مطالبة شركة التأمين المسؤولة بسرعة تعويض السكان عن الخسائر التي لحقت بهم، حتى يتمكنوا من تدبير سكن آخر، كما طالبت مالك البناية برد قيمة الإيجار المدفوع مقدما، لمساعدة العائلات المتضررة على تدبير مساكن أخرى.

وتناشد أناميكا، من سكان البناية، الجهات المعنية بالتدخل، لإبقاء العائلات المتضررة داخل الفندق فترة زمنية أطول، حتى يتمكنوا من البحث عن سكن بديل، موضحة أن والدها رجل مسن يعاني الأمراض، ولا يوجد مأوى آخر يمكن اللجوء إليه وأن الأيام الخمسة للإقامة في الفندق غير كافية.

ظروف صعبة

ويؤكد محمد عبدالرحمن، من سكان البناية، أن جميع العائلات لديها أطفال، ويواجهون ظروفا صعبا، بعد احتراق ممتلكاتهم كافة، داخل الشقق ومغادرتهم لها متضررين، لاسيما أن الحريق جاء في وقت الصيام، مشيرا إلى أن السكان يواجهون صعوبة في تدبير مساكن بديلة، خلال وقت قصير، خصوصا مع ارتفاع أسعار إيجارات المساكن، داعيا إلى منـحهم مهلة زمنـية إلى نهـاية شهر رمضان، حتى يتمكنوا من تدبير شؤونهم.

ونوه السكان بجهود شرطة أبوظبي، وما وفرته لهم من أشكال الدعم الإنساني والاجتماعي، للعائلات المتضررة كافة، لافتين إلى أنهم لمسوا هذه الجهود منذ نشوب الحريق، وحتى إيوائهم في الفندق.

من جهته، أكد رئيس قسم الأطفال والشباب في إدارة مراكز الدعم الاجتماعي في شرطة أبوظبي المقدم عبيد المغني أنه بناء على تعليمات القيادة، تمت أمس مخاطبة إدارة الفندق الذي يؤوي 28 أسرة من متضرري البناية المحترقة، بإبقائهم في أماكنهم لمدة خمسة أيام أخرى، لتمكينهم من العثور على مساكن بديلة، لافتاً إلى أن شرطة أبوظبي وعناصر الشرطة المجتمعية قدموا جهدا بارزا في احتواء الأضرار التي لحقت بالسكان جراء الحريق، وتوفير أشكال الدعم الإنساني كافة.

إيواء 28 أسرة

وكان حريق شب عصر السبت الماضي في بناية مكونة من ثمانية طوابق في أبوظبي، حيث بدأ الحريق في أسفل البناية في محل مفروشات في شارع المطار باتجاه الخارج، وامتد حتى الطابق الثالث، وأدى إلى احتراق 10 مركبات كلياً وجزئياً، إضافة إلى إصابة تسعة أشخاص بإصابات راوحت بين المتوسطة والبسيطة. وتكفلت القيادة العامة لشرطة أبوظبي بإيواء 28 أسرة، تضم 132 فرداً، من أعمار وجنسيات مختلفة، تضرروا من الحريق الذي شب، وتم تسكينهم في أحد الفنادق بجزيرة الريم، وتابع تنفيذ المهمة الإنسانية إدارة الشرطة المجتمعية، بالتنسيق مع مركز شرطة الخالدية والجهات المعنية.

وقدمت عناصر الشرطة المجتمعية الدعم النفسي والمعنوي والاجتماعي للمتضررين من الحريق، وتوفير الحجوزات لعمليات الإيواء، والتي تمت سريعاً لجميع المتضررين، فضلاً عن توفير وجبات الإفطار والسحور للأسر المتضررة، بدءاً من ليلة السبت الماضي.

تويتر