سكان في الشامخة يشكون نقص خدمات بنية تحتية
شكا مواطنون ومقيمون في منطقة الشامخة الواقعة بالقرب من العاصمة أبوظبي، نقص خدمات بنية تحتية، منها غياب مستشفيات كبيرة ومدارس ومراكز تسوق تخدم الكثافة السكانية الموجودة، إضافة إلى تكدس الرمال على جوانب الطرقات، وقلة أعمدة الإنارة، وعدم وجود ملاعب وحدائق ومتنزهات عامة ومراكز صحية وإسعاف، مؤكدين أن نقص خدمات البنية التحتية يتسبب في عزوف أصحاب المطاعم العادية والمتخصصة في الوجبات السريعة عن افتتاح أفرع لهم، لافتين إلى أن المنطقة تفتقر إلى مقومات الجذب لإقامة أنشطة تجارية أو خدمية أخرى.
وكانت بلدية أبوظبي، التي رفضت التعليق على شكاوى المواطنين والمقيمين في المنطقة، كشفت أخيراً في أحد المعارض العقارية عن مشروعات خدمية ستنفذها في منطقة الشامخة لرفع الطاقة الاستيعابية للسكان إلى 500 ألف نسمة، من بينها مشروع تطوير جنوب الشامخة لاستيعاب 1000 فيلا سكنية للمواطنين، ويتضمن المشروع تنفيذ شبكة مرافق وخدمات بنية تحتية من متنزه ترفيهي واستاد رياضي ومركز تجاري ورصف طريق بطول 2300 متر يربط الأحياء السكنية بالمتنزهات الترفيهية، فيما يؤكد سكان المنطقة عدم تنفيذ هذا المشروع.
وتفصيلاً، قال ساكن في منطقة الشامخة يدعى سعيد الظاهري، إنه يعاني قلة عدد أعمدة الإنارة، وتالياً انخفاض الرؤية ليلاً بسبب ضعف التيار الكهربائي، مضيفاً «بعد السادسة مساء تكون الإضاءة ضعيفة ويضطر غالبية أالنساء والأطفال إلى عدم مغادرة منازلهم، بسبب بعد المسافات بين أماكن الإقامة ومرافق الخدمات»، لافتاً إلى أن البقالات ومراكز التسوق غير متوافرة بالقرب من المساكن.
ويرى محمد صابر أن تراكم الأتربة على جانبي الطرق يتسبب في حوادث مرورية، خصوصاً على الدوارات، مطالباً بإقامة مرافق خدمية من ملاعب وحدائق ومراكز طبية وإسعافية قبل تشييد المباني السكنية.
وذكر حمد الرميثي، أن عمليات بناء تتم حالياً في مناطق الشامخة «،20 ،12 ،22 23»، وهي عبارة عن إحلال فلل جديدة بدلا من مساكن شعبية قديمة، ومع الإحلال والتجديد تزداد الكثافة السكانية، وفي المقابل لا توجد مرافق تخدمها، إذ تفتقر المنطقة إلى وجود مدارس كافية تلبي احتياجات المقيمين من مواطنين ووافدين، لافتاً إلى أن المدارس الموجودة غالبيتها تغطي التعليم الأساسي والمتوسط فقط.
وتؤكد أم خلفان المزروعي عدم وجود حضانات كافية تخدم الأمهات العاملات وغير العاملات، لافتة إلى أن غالبية الموظفات يحملن أطفالهن، خصوصاً الرضع، إلى حضانات في مناطق سكنية قريبة، كما تستعين موظفات مقيمات بشغالات للإقامة مع أبنائهن بنظام الساعة إلى حين الانتهاء من الدوام الوظيفي، مشيرة إلى أنها لا تطالب بخدمات كاملة «لكننا نطالب بخدمات تلبي الحد الأدنى من المتطلبات اليومية والمعيشية».
ويعتبر المهندس سلمان المرشد، أن أكبر المشكلات التى تواجه سكان المنطقة عدم توافر لوحات إرشادية مرورية بصورة كافية، إذ من الصعب عند دخول الزائر أو المقيم منطقة الشامخة الوصول إلى مقصده بسهولة، لأن غالبية اللوحات الإرشادية المرورية لا توفر المعلومات المطلوبة أو حتى الأساسية لمستخدمي الطرق أو المناطق. وأفاد بأن آخر المشروعات التي شهدها سكان المنطقة، افتتاح جسر المفرق، لافتاً إلى أن المنطقة تحتاج مزيداً من المشروعات التي يتعين أن تنفذها بلدية ابوظبي في المستقبل القريب من ملاعب للأطفال وحدائق ومراكز تسوق ومراكز تجارية ووحدات إسعافية وعلاجية.
وقال ثاني الزرعوني، إن معظم سكان المنطقة يلبون احتياجاتهم من مناطق سكنية قريبة، مضيفاً أن الكثافة السكنية المتزايدة تحتاج إلى مستشفيات كبيرة ومراكز تسوق مستوفية الخدمات، مؤكداً ضرورة إنشاء هذه المرافق مع بدايات تخطيط المدينة لمواجهة احتياجات الزيادة السكانية المتوقعة.أأ
وقال مدير تسويق في سلسلة مطاعم - فضّل عدم ذكر اسمه - إنه يصعب افتتاح فرع جديد في المناطق الخارجية من أبوظبي إلا بتوفر مراكز تجارية مكتملة المرافق والخدمات، لافتاً إلى أن غالبية المناطق الخارجية الجديدة غير مكتملة الخدمات حالياً، وتفتقر إلى مقومات الجذب التجاري، مضيفاً أن جميع إدارات المطاعم المشهورة لا تفتتح فرعاً جديداً إلا بعد إجراء مسوحات ودراسات تسويقية للتأكد من الجدوى الاقتصادية.
وأكد أن افتتاح فرع لسلسلة مطاعم مشهورة مثل كنتاكي أو بتزا أو هارديز في منطقة سكنية يحفز المؤسسات الغذائية الأخرى والمطاعم على افتتاح فروع مجاورة، لتأكدهم من أن هذه الأسماء الكبيرة لاتفتتح فروعها إلا بعد إجراء دراسات تسويقية كافية، مؤكداً أن هذه النوعية من المطاعم تحتاج إلى مقومات لاتتوافر عند تأجير محال تجاري.
وذكر المهندس الاستشاري إبراهيم عويس، أن معظم المناطق الخارجية للعاصمة أبوظبي، وليست الشامخة وحدها، تحتاج إلى مزيد من المرافق والخدمات، لافتاً إلى أن بلدية أبوظبي منحت سكان وملاك تلك المناطق تراخيص بالبناء والمرافق غير مكتملة، وعدّد تلك المرافق قائلاً «لابد من توافر الاحتياجات الأساسية من البنية التحتية من شبكة صرف صحي وإنارة ومياه وكهرباء ومدارس وحدائق وطرق ووحدات صحية»، مضيفاً كما «لابد من وضع تصور مستقبلي لتطور كل منطقة ودراسة احتياجاتها على المدى البعيد، وتوفير المرافق اللازمة.