بلدية الفجيرة منحت بعضهم مساكن جديـدة وتعد الآخرين بأراضٍ في «الغزيمري» و«أحفرة»

مواطنون في «صفد» يعيشون في منازل «آيلة للسقوط»

منازل شعبية صفد من أقدم الأحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــياء وتعاني القدم والتصدعات. الإمارات اليوم

قال مواطنون في منطقة صفد التابعة لإمارة الفجيرة، إنهم يعيشون في منازل متهالكة أنشئت قبل أكثر من 35 عاماً، إذ تعد «الشعبية» من أقدم أحياء الإمارة، مشيرين إلى أن لديهم تصاريح بهدم المساكن منذ أكثر من 10 سنوات، لأنها «لم تعد صالحة للسكن»، لكنها لم تنفذ لأسباب يجهلونها.

وطالبوا بلدية الفجيرة وبرنامج الشيخ زايد للإسكان بسرعة تنفيذ قرار هدم مساكنهم «الآيلة للسقوط»، وتعويضهم بمساكن جديدة تناسبهم، لافتين إلى أنها باتت تشكل خطراً على حياتهم.

في المقابل، أقر مدير عام بلدية الفجيرة المهندس محمد الأفخم، بأن «صفد» تعد من أقدم شعبيات الإمارة، إذ تم إزالة بعض مساكنها، وتعويض أصحابها بمساكن آخرى، موضحاً أن أصحاب المساكن الأخرى منحوا قروضاً مالية، وسيحصلون على أراضٍ للبناء قريباً، على حد تعبيره.

وتابع أن البلدية ستعمل على تعويض سكان منطقة «صفد» بأراضٍ في منطقتين جديدتين، مشيراً إلى أن العمل جارٍ حالياً لمسح المنطقتين وتجهيزهما.

في حين أفاد مسؤول في برنامج الشيخ زايد للإسكان بأن البرنامج يتعامل مع طلبات المساكن حسب احقيتها، موضحاً أن بعض الأسر في المنطقة طلبت منحاً مالية من البرنامج، وصدرت الموافقة لها قبل أكثر من عام، في حين لم تتقدم بقية الاسر بمثل هذه الطلبات إلى البرنامج حتى الآن.

وفي التفاصيل قال المواطن مبارك مفتاح وهو من سكان شعبية صفد، التي يتجاوز عدد منازلها 30 بيتاً، إن مسكنه مكون من ثماني غرف، تجاوز عمره 35 عاماً، وأصبح متهالكاً وغير صالح للسكن، مؤكداً أن الصيانة أو عمل أي اضافات عليه غير ذي جدوى، ولا سبيل سوى هدمه.

وتابع أن «المنزل يضم أسرتي المكونة من 14 فرداً، ولا يوجد مأوى آخر لنا، وأنفقت على صيانة المنزل نحو 35 ألف درهم لعلاج تشققات السقف وشروخ الجدران، بالإضافة إلى تركيب أنابيب مياه جديدة وإصلاح الأرضيات، لكن دون جدوى، ومازال البيت غير صالح للإقامة فيه».

وأضاف مفتاح أن كتلاً اسمنتية سقطت من سقف غرفة نوم أخيه، وأخرى سقطت من جدران الصالة، دون وقوع إصابات في أفراد الأسرة، مشيراً إلى أنه قدم طلبات للحصول على مسكن جديد في بلدية الفجيرة وبرنامج الشيخ زايد للإسكان، ولم يتلق أي ردٍ أو استجابة، سوى رد من البلدية بأن لديها خطة لهدم جميع منازل المنطقة ونقل ساكنيها إلى أخرى جديدة.

وقالت المواطنة فاطمة محمد، «أعيش مع أولادي وأحفادي الذي يبلغ عددهم 23 شخصاً في بيت مكون من ثماني غرف»، متابعة «ونظراً إلى عدد الأسرة الكبير قررنا بناء غرف إضافية في ساحة المنزل، ولكن بلدية الفجيرة منعتنا من ذلك، لأن المنزل موضوع ضمن خطة الهدم».

ولفتت إلى ان «حديد سقف المنزل أصبح مكشوفاً ومتآكلاً من الصدأ، وبات السقف آيلا للسقوط في أي لحظة، ما اضطر الاسرة إلى إجراء صيانة شاملة للمسكن تكلفتها نحو 50 ألف درهم»، لافتة إلى أن «جمعية الهلال الأحمر قدمت بعض المساعدات في تكاليف الصيانة».

وقالت مواطنة أخرى تدعى (أم خالد)، إنها حولت مطبخ منزلها إلى غرفة نوم والممر إلى مجلس، ليستوعب أفراد عائلتها المكونة من 20 فرداً يعيشون في بيت عبارة عن غرفتين فقط، مشيرة إلى أن زوجها مسن ومريض يحتاج إلى غرفة خاصة به، لكن ظروفها المالية لا تسمح ببناء غرفة له.

وأضافت أن سقف المنزل بدأ في التصدع والتساقط على رؤوسهم وبدأ الرمل والإسمنت يتسربان إلى غرف المنزل، مؤكدة أن «وضع المنزل يزداد سوءاً في موسم الشتاء، لأن المياه تتسرب من السقف إلى الغرف».

وأفادت بأنها لجأت قبل سنتين إلى برنامج الشيخ زايد للإسكان، كما طرقت أبواب بلدية الفجيرة، التي أكدت لها أن جميع مساكن المنطقة قيد الازالة وسيعوض الأهالي بمساكن جديدة، ومنذ ذلك الحين وهي تنتظر دون جدوى. وأفاد المواطن محمد خلفان، بأن منزله مضى على بنائه 35 عاماً، ويعاني تشققات وانهيارات في الجدران، وعلى الرغم من ذلك تسكن فيه عائلته الكبيرة لعدم وجود مأوى آخر لهم.

وتابعت «قدمت طلباً للحصول على مسكن جديد في برنامج الشيخ زايد للإسكان قبل 10 سنوات، لكن لم أحصل على شيء، وأكثر ما يقلقني في المسكن المكون من ثلاث غرف، سقوط الكتل الإسمنتية الكبيرة من السقف والجدران، ويخشى ان تنال من أحد افراد اسرته».

وقال المواطن محمد الكعبي، إن المنزل تقطنه ثلاث أسر مكونة من 11 فرداً، تتقاسم خمس غرف آيلة للسقوط حسب وصفه، متابعاً أنه «نظراً لظروفنا المالية المتواضعة لم نتمكن من إضافة غرف في المسكن، وحولنا المجلس إلى غرفة نوم، ولم تعد الصيانة تفيد في المنزل، وبات غير صالح للسكن، ونظراً لقدم مسكننا الذي بُني في السبعينات من القرن الماضي، فإنه بدأ في الانهيار تدريجياً فوق رؤوسنا».

وذكر المواطن سعيد عبيد، أن «صيانة منزلي بلغت 140 ألف درهم، لأن كل غرف المسكن متهالكة، ولا نستطيع السكن فيها، ولجأت إلى بلدية الفجيرة وبرنامج الشيخ زايد للإسكان للحصول على منزل يؤوي أسرتي، ومازلنا ننتظر تنفيذ الوعود التي حصلنا عليها».

وقال مدير عام بلدية الفجيرة المهندس محمد الأفخم، إن البلدية بصدد تعويض سكان المنطقة بأراضٍ في منطقتي «الغزيمري» و«احفرة»، اللتين تخضعان لإجراءات المسح حالياً.

وأوضح أن بعض المواطنين المستفيدين من منح الأراضي يرفضون تسلّم الأراضي الممنوحة لهم بحجة بعدها، ورغبتهم في السكن في منطقة قريبة من منازل أقربائهم.

ودعا الأفخم المواطنين الى قبول تلك الأراضي الممنوحة لهم، لاسيما أن جميع الخدمات متوافرة فيها وقريبة من مركز المدينة.

تويتر