«مياه أم القيوين» بصدد تطوير الشبكات وتزويد سكان المناطق النائية بمياه محلاة
«شعبية راشد» تستهلك مـياهاً مالحة منذ 30 عاماً
شكا سكان في شعبية راشد في منطقة المهذب، التابعة لإمارة أم القيوين، ملوحة المياه المستهلكة لجميع المساكن الشعبية، مشيرين إلى أنهم يستهلكون المياه المالحة منذ انشاء الشعبية، قبل أكثر من 30 عاماً.
وقال مواطنون، إن المياه غير صالحة للاستهلاك من الناحية الصحية لشدة ملوحتها، وإنهم لا يستطيعون غسل وجوههم بها، لما تسببه من ترسبات ملحية على البشرة، موضحين أنهم يتكبدون خسائر مالية شهريا لشراء مياه محلاة من المحال التجارية، إضافة إلى أنهم يدفعون فواتير المياه المالحة لدائر المياه في الإمارة، على الرغم من أنهم لا يستخدمونها سوى في غسل الملابس وتنظيف المنازل.
في المقابل، قالت الشيخة المهندسة عائشة عبدالله المعلا، المدير العام لدائرة المياه في أم القيوين، إن الدائرة وضعت خطة لتحلية مياه المساكن الشعبية في المناطق النائية، في مختلف أنحاء الإمارة خلال العام المقبل.
وأضافت أنه سيتم إمداد المناطق النائية بمياه محلاة، بعد الانتهاء من دراسة المشروع، مشيرة إلى أن محطات المياه الموجودة في الإمارة بعيدة عن المناطق النائية، ومن الصعب إمدادهم بالمياه المحلاة، لعدم قرب المحطات من أماكن التوزيع.
وتفصيلا، أكد المواطن راشد خليفة الكتبي أنه يعاني مع أسرته ملوحة المياه الموجودة في شبكة المياه التي يتم تزويد المساكن الشعبية بها، متسائلا «لماذا يتم مطالبتنا بسداد قيمة فواتير المياه شهريا، على الرغم من أنها مالحة وغير صالحة للاستخدام أو حتى غسل الوجه»، متابعاً أن المياه المالحة أدت إلى حدوث ترسبات في شبكة المياه المنزلية، وتسببت في انسداد بعض أنابيب المياه.
وأضاف الكتبي أنه يضطر إلى شراء المياه المحلاة من البقالة بشكل يومي، ما يكبده خسائر مالية، موضحاً أن مياه البقالة يستخدمها في الأغراض المنزلية كافة، من شرب، واستحمام، وغسل، ووضوء.
وأبدى المواطن (أبوأحمد) استغرابه استمرار دائرة المياه بأم القيوين في تزويد المساكن الشعبية بالمياه المالحة، والتي يتم استخراجها من الآبار منذ أكثر من 30 عاما، مشيراً إلى أنه تعرض لإعياء شديد قبل سنوات عدة، وتبين من الفحوص الطبية أنه يعاني حصى في الكلى، على الرغم من أنه لا يشرب من المياه المالحة.
وأضاف أن عملية الوضوء وتنظيف الأسنان كل صباح تؤدي إلى بقاء ترسبات من المياه المالحة في الفم، وتاليا تجميع الملح والترسبات الجيرية في الكلى، لافتا إلى أنه دفع أموالا كثيرة في سبيل علاج الكلى.
وطالب (أبوأحمد) الجهات المعنية بضرورة تغيير شبكة المياه في جميع مساكن الشعبية، وتبـديلها بمياه محلاة في أقرب وقت ممكن، حتى لا يتعرض السكان لأمراض أخرى، متابعاً أنه يضطر إلى شـراء عبوات كبـيرة من المياه المحلاة من البقالات، ومن محطات التحلية في الإمارة، لاستخدامها في الشرب والطهي والوضوء والغسل.
وأكد المواطن (أبوجاسم) أنه قرر منذ فترة طويلة عدم استخدام المياه المالحة في المنزل، لعدم صالحيتها للاستهلاك الآدمي، لافتاً إلى أنه شيد خزان مياه على نفقته الخاصة في ساحة منزله، ويشتري صهريج مياه محلاة أسبوعيا يكفي أفراد المنزل، بدلاً من الاعتماد على المياه المالحة، أو شراء عبوات صغيرة من البقالات.
وأوضح أن المياه الآبار المالحة تترك ترسبات على الوجه وعلى اليدين وفي الفم، ومن الصعب استخدامها مدة طويلة في الاغتسال أو تنظيف أدوات الطهي، موضحاً أن تكلفة شراء المياه المحلاة أقل بكثير من دفع فواتير المياه المالحة.
وأشار إلى أن المواشي التي يربيها تعرضت لكثير من الأمراض، بسبب شرب المياه المالحة، إذ تعرضت للضعف وعدم القدرة على السير، بسبب وجود ترسبات وموالح في كلى الإبل والمواشي، موضحا أنه اضطر إلى بناء خزان للمياه المحلاة للمواشي، لحمايتها من الأمراض.
وطالب (أبوجاسم) بضرورة استبدال المياه المالحة بمياه محلاة لسكان الشعبية، الذين يعانون ملوحة المياه منذ أكثر من 30 عاماً، لافتاً إلى أنه يضطر إلى الذهاب مسافة كبيرة، من أجل الحصول على صهريج مياه محلاة.
من جهتها، أكدت الشيخة المهندسة عائشة عبدالله المعلا، المدير العام لدائرة المياه في أم القيوين، أن الدائرة بصدد تطوير شبكات المياه في المناطق النائية خلال العام المقبل، وتزويد المنازل كافة بالمياه المحلاة، بعد الانتهاء من دراسة المشروع، ووضع ميزانية لتنفيذه لخدمة سكان المناطق النائية، وإنهاء مشكلة ملوحة المياه.
وأوضحت أنه سيتم إمداد المساكن الشعبية في المناطق الصحراوية البرية بشبكات مياه من محطات المياه، لافتة إلى أن إنشاء محطة مياه في الوقت الحالي لخدمة المناطق النائية، يحتاج إلى مورد مياه قريب، ويحتوي على أقـل نسبة ملوحة.
وعزت المعلا ملوحة المياه في المناطق الشعبية إلى تزويد شبكة المياه بمياه الآبار التي يتم حفرها في تلك المناطق، موضحة أنه الدائرة ستعمل على توفير المياه المحلاة للسكان المناطق الشعبية في أقرب وقت ممكن، من أجل صحة وسلامة سكان المناطق النائية في المناطق الصحراوية في مختلف مناطق الإمارة.