إدارة الكلية: الجهات الخيرية لم تعد تسهم في تحمّل كُلفة غير القادرات على السداد

رسوم المواصلات تهدّد مستقبل طالبات في «التقنية»

إدارة كلية التقنية تتواصل مع جهات خيرية لحل مشكلة كلفة المواصلات. الإمارات اليوم

شكا ذوو طالبات في كلية تقنية البنات في دبي، فرض رسوم على مواصلات الكلية، من دون مراعاة ظروف الطالبات من فئة محدودي الدخل، مشيرين إلى أن إدارة الكلية اصدرت قراراً يلزم الطالبات بدفع 270 درهماً شهرياً لسائقي الحافلات، ومن تتخلف عن السداد لن تستفيد من خدمة المواصلات، وهذا المبلغ يزيد أو يقل حسب موقع منطقة الطالبة بالنسبة للكلية، مؤكدين أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف المواصلات، ما يهدد مستقبل طالبات بالتوقف عن استكمال دراستهن الجامعية.

في المقابل، أقرت مشرفة قسم شؤون الطالبات بالإنابة فاطمة ثاني، بوجود مشكلة في تغطية تكاليف مواصلات طالبات التقنية، إذ كانت الكلية تعتمد على مؤسسات وهيئات خيرية في تسديد تكاليف مواصلات الطالبات من ذوي الدخل المحدود، وهذه المؤسسات لم تعد تسهم في سداد كلفة مواصلات الطالبات غير القادرات على السداد، مشيرة إلى أن تكلفة مواصلات الطالبة الواحدة تصل إلى 6000 درهم سنوياً.

وأفادت بأن هناك 170 طالبة من ذوي الدخل المحدود، ما يعني أن الكلية تحتاج إلى أكثر من مليون درهم، لسداد تكاليف توصيلهن من وإلى الكلية.

وفي التفاصيل، قالت والدة طالبة تدعى (مريم)، إن الكلية في سنوات الدراسة الأولى، لم تفرض على الطالبات من ذوي الدخل المحدود رسوماً على المواصلات، لكنني «فوجئت بداية هذا العام بقرار أصدره قسم المالية في الكلية، يتضمن دفع مبلغ 270 درهما شهريا للحافلات»، بغض النظر عن ظروف الطالبة المالية، وفي حال عدم سداد الرسوم لن يسمح للطالبة باستخدام حافلات الكلية. مضيفة أنه عند استفسار ذوي الطالبات عن سبب فرض هذه الرسوم، أخبرهم المسؤولون، أنه في السنوات السابقة كانت الكلية تعتمد على تمويلات المؤسسات والهيئات الخيرية في سداد تكاليف المواصلات، ولكن بتوقف تلك المساعدات اضطرت إدارة الكلية إلى فرض رسوم مواصلات على الطالبات، مطالبة بإعفاء ابنتها من سداد رسوم المواصلات، حتى تستطيع استكمال دراستها في الكلية.

وأفادت والدة طالـبة أخـرى تدعـى (أم فاطمة)، بأن ابنتها طالبة بالسنة الثانية، وفي السنة التحضيرية كانت مواصلات الكلية مجانية، ولكن «بعد فرض الرسوم على خدمة المواصلات بدأنا نقلق، نظرا إلى تواضع ظروفنا المالية، خصوصا أن مصدر دخل الأسرة من مساعدات وزارة الشؤون الاجتماعية»، مؤكدة أن دفع 270 درهما شهريا يفوق قدرة الأسرة.

ولفتت إلى أن سائق الحافلة أخبرها بأنه في حال عدم السداد لن يمر على ابنتها، متابعة أنها راجعت إدارة الكلية، وقدمت إليها مستندات تفيد بتلقيهم مساعدات «الشؤون الاجتماعية»، ولا يوجد لديهم أي مصدر دخل آخر، وعلى الرغم من ذلك لم تتلق سوى رد واحد، هو أن «قرار الكلية سيطبق على جميع الطالبات».

وأكد والد الطالبة (م.خ)، أن «إدارة كلية التقنية لم تراعِ ظروف عائلتي المتواضعة، على الرغم من إخبارها الطالبة لن تستطيع الالتزام بسداد هذا المبلغ، إذ لم تبدِ الإدارة أي مرونة أو تعاطف مع حالة الطالبة»، مشيراً إلى أن ابنته طالبة في السنة الثالثة ولا تستطيع التوقف عن الدراسة، مناشداً إدارة الكلية مراعاة ظروف الأسرة، وإعفاء ابنته من رسوم المواصلات، حتى تستطيع استكمال دراستها.

ولفتت طالبات آخريات في كلية تقنية البنات في دبي، إلى أن ذويهن من ذوي الدخول المحدود، ولا يستطيعون دفع هذا المبلغ شهريا، خصوصاً أن بعض الطالبات هن وإخواتهن يدرسن في الكلية نفسها، ولا تستطيع أسرهن تحمل هذه التكاليف شهريا، متابعات أنهن يخشين أن تصل بهن الحال إلى التوقف عن الدراسة.

وقالت الطالبة (هـ.د): «أنا طالبة في في بكالوريوس التقنية، في بداية سنوات دراستي في الكلية، لم نكن نعاني دفع رسوم المواصلات، بل كنا نقدم شهادات من الشؤون الاجتماعية تفيد بتلقي أسرتنا مساعدات مالية، وكانت إدارة الكلية تكتفي بهذا الإثبات لتعفينا من الدفع»، متابعة أن والدها لا يعمل، ويتلقى 7000 درهم شهرياً من وزارة الشؤون الاجتماعية، وعدد أفراد عائلتها كبير، وسداد 270 درهماً شهريا سيؤثر في ميزانية أسرتها.

وأكدت (هـ.د) أن بعض صديقاتها توقفن عن الحضور إلى الكلية بسبب عجز أسرهن عن دفع رسوم المواصلات، كما أن بعض الطالبات يفكرن في التوقف حاليا عن متابعة الدراسة والبحث عن فرصة عمل، وأخريات يوفرن من مصروفاتهن الشخصية لاستخدام سيارات الأجرة، مشيرة إلى أن بعض الطالبات راجعن المسؤولين في الكلية أكثر من مرة، ولكن لا يوجد أي رد سوى أن «القرار يجب تطبيقه».

وأشارت (هـ.د)، إلى معاناة صديقة لها يتيمة الأب، وتمر بظروف مالية صعبة، ولا تستطيع تحمل تكاليف المواصلات، فأحيانا تسدد رسوم المواصلات إلى سائق الحافلة بالتقسيط، وأحيانا تستخدم سيارات أجرة أقل كلفة، مؤكدة أن هناك كثيراً من الطالبات يمررن بظروف مالية صعبة وإدارة الكلية على علم بظروفهن، ولا تحرك ساكناً، لمساعدتهن على استكمال دراستهن مراعاة لظروفهن.

وذكرت (ف.ت)، وهي طالبة في السنة الأولى، أنها خلال السنة التحضيرية لم تكن تدفع أي مبلغ إلى إدارة الكلية، وكانت المواصلات مريحة ومجانية، ولم تواجه أي مشكلة فيها، ولكن بعد إصدار القرار، بدأت تواجه مشكلة، لأن والدها متقاعد ووضعة المالي لا يساعده على سداد هذا المبلغ شهريا، وحاولت شرح ظروف عائلتها لإدارة الكلية، ولكن لم تتلقَ أي رد منهم.

من جانبها، أكدت مشرفة قسم شؤون الطالبات بالإنابة فاطمة ثاني، أن إدارة الكلية تبذل قصارى جهدها لمساعدة الطالبات، والعمل على حل المشكلات التي تواجههن، مشيرة إلى أنه خلال السنوات الماضية كانت الكلية تتلقى مساهمات مالية من جهات خيرية، لتحمل كلفة مواصلات الطالبات غير القادرات على السداد، ولكن هذه المساهمات توقفت، و«عند مخاطبة الجمعيات والمؤسسات الخيرية لم ترد علينا»، مؤكدة أن كلفة مواصلات 170 طالبة من ذوي الدخول المحدودة أكثر من مليون درهم سنوياً.

وأوضحت أن الإدارة تحاول التواصل مع مؤسسات وهيئات خيرية في سبيل تأمين أكبر قدر ممكن من التبرعات، لتحمل نفقة مواصلات الطالبات غير القادرات، حرصاً على مستقبلهن، لافتة إلى أن هناك ذوي طالبات في الكلية تطوعوا بمخاطبة جهات خيرية عدة، لمساعدة الكلية على الوصول إلى حل.

تويتر