سكــان المناطق النــائية في رأس الخيمة يطـالبون بـ «تطعيم متنقّل»
طالب مواطنون يقطنون مناطق نائية في رأس الخيمة، الجهات المعنية في الإمارة بتوفير الخدمات الصحية الوقائية، الموجهة إلى من يرغب في أداء فريضة الحج أو العمرة في ديارهم، منعا من تكبدهم عناء الانتقال إلى المراكز الصحية والمستشفيات في المدن.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن مناطقهم تخلو من خدمات الطب الوقائي، ومراكز التطعيم. لافتين إلى أنهم يتكبدون مشقة كبيرة، من أجل الحصول على الطعوم.
وفي المقابل، أكد مدير إدارة الطب الوقائي في رأس الخيمة الدكتور محمد عبدالواحد أن الإدارة نفذت برنامج تحصين وقائي مصحوبا بنشاط تثقيفي متكامل، الغرض منه تسهيل حصول الراغبين في أداء مناسك فريضة الحج على جرعات التطعيم الوقائية المقررة، من غير ازدحام أو مشقة، علاوة على تزويدهم بالتوعية الصحية الضرورية التي تجنبهم الأخطار الصحية المحتملة.
وتفصيلاً، قال المواطن سعيد حميدان من سكان منطقة شعم، إن معظم المتوجهين لأداء فريضة الحج، رجالاً ونساء، من كبار السن ويواجهون صعوبة عند الانتقال إلى مراكز التطعيم، لعدم وجود مراكز تطعيم في المناطق النائية في الإمارة، مطالباً بعدم اقتصار برامج التحصين على المستشفيات والمراكز الصحية، لأنها أحيانا تكون بعيدة عنهم. واقترح المواطن علي الشحي الذي يسكن إحدى الشعبيات، أن يتم توفير خدمات التحصين الخاصة بالحجاج بواسطة عيادات متنقلة تصل إليهم في بيوتهم، لافتاً إلى أنه عندما أراد والده، وهو طاعن في السن، الذهاب إلى السعودية لأداء فريضة الحج، واجه مشقة في الانتقال الى مستشفى شعم، لذلك «أرى أن الحل الأمثل يكمن في العيادات المتنقلة، لمساعدة كبار السن وتخفيف أعباء السفر عليهم».
وقال المواطن أحمد جمعة، الذي يقيم في شعبية بمنطقة المنيعي، إن المناطق النائية تعاني نقصاً في خدمات الصحة الوقائية، موضحاً أن الأهالي يبذلون مشقة في الحصول على أي تطعيمات، مطالباً الجهات المعنية بتوفير مراكز تطعيم أو تزويد المناطق النائية بحملات تطعيم متنقلة، خصوصاً في موسم الحج لخدمة الحجيج.
من جانبه، أكد مدير إدارة الطب الوقائي في رأس الخيمة الدكتور محمد عبدالواحد، أنه في إطار المساعي المبذولة، لتأمين صحة وسلامة جميع الراغبين في أداء فريضة الحج، من المواطنين والمقيمين، تم تحديد تسعة مراكز للتطعيم باللقاح الرباعي للحمى الشوكية أو الأنفلونزا الموسمية مجانا. مشيرا إلى أنه تم تخصيص أربعة مراكز لاستقبال أبناء المناطق البعيدة، هي مستشفى شعم، ومركز المنيعي، ومركز أذن، ومركز مسافي، بينما تتولى خمسة مراكز أخرى توفير الخدمات للحجاج في المدن، مثل مركز رأس الخيمة، النخيل، الرمس، المعمورة والجزيرة الحمراء.
ونبه جميع الأشخاص المتوجهين الى الأراضي المقدسة بضرورة الالتزام الصارم ببرامج التطعيم، مؤكداً أهمية حصولهم على جرعة التطعيم المخصصة للحمى الشوكية والأنفلونزا الموسمية خلال مدة لا تقل عن 10 أيام قبل السفر.
وأوضح عبدالواحد أن برامج جرعات التطعيم تبقى غير ملزمة بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين سبق لهم الحصول عليها، سواء لغرض القيام بأداء الحج أو العمرة، إذا ما كان ذلك خلال فترة لا تزيد مدتها على ثلاث سنوات بالنسبة للحمى الشوكية وسنة واحدة للأنفلونزا.
وحول الأنشطة التثقيفية المصاحبة لبرامج التحصين، أفاد بأنها عبارة عن لقاءات يجري تنظيمها كلما توافرت مجموعات من الأشخاص أثناء التطعيم، وتكتسب أهميتها من كونها تتضمن برامج نظرية وعملية تعمل على التبصير بالاشتراطات الصحية الوقائية الواجبة على المرء، والحرص على تنفيذها أثناء تأدية فريضة الحج، لأنها تشكل حائط الصد، لتفادي جميع الأخطار الصحية المحتملة.
وأضاف أن تلك اللقاءات يصاحبها توزيع الكتيبات والنشرات التي تحوي مواد تعزز جهود الثقافة الوقائية الصحية، وأيضا الاجابة عن الاستفسارات التي يطرحها الحجاج.
وقال عبدالواحد إن «إدارة الطب الوقائي تركز أيضا على توعية المسافرين بكيفية التعامل مع البطاقة الصحية، وضرورة مراجعة المراكز الصحية، لتدوين البيانات المتعلقة بالحالة الصحية للحجاج، خصوصاً الأشخاص الذين يصنفون بأنهم أصحاب الأمراض المزمنة، لأن من شأن ذلك أن يسهل عملية تقديم الخدمة الصحية إليهم عند الضرورة، أثناء وجودهم في الأراضي المقدسة.