ثعابين تختفي وسط بعض الأشجار حول بيوت سكنية في منطقة الزهراء. تصوير: مصطفى قاسمي

ثعابين تهـاجم سـكاناً في زهـراء عجمان

قال سكان في منطقة الزهراء في عجمان إن «ثعابين وأفاعي يصل طولها أحياناً إلى متر ونصف المتر، تهاجم سكاناً في المنطقة»، لافتين إلى أن المنطقة تشهد بين حين وآخر ظهور الأفاعي، ما يثير الذعر في نفوس الأطفال والكبار، وأنهم تقدموا ببلاغات عدة إلى البلدية عجمان، واكتفت إدارة الصحة العامة والبيئة في البلدية بإرسال عدد من الأفراد تولوا رش مبيد يمنع دخول الثعابين، ولا يقضي عليها، مطالبين إدارة الصحة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحة تلك الثعابين والأفاعي، والقضاء عليها حرصاً على حياة سكان المنطقة.

في المقابل قالت بلدية عجمان إن لديها خطة موضوعة لمكافحة كل أنواع الآفات الموجودة في الإمارة، مؤكدة أن «هناك تعليمات مشددة للمراقب المسؤول بسرعة التحرك، على مدار الساعة حال تسلّم أي بلاغ بخصوص الثعابين».

وتفصيلاً، تقول مواطنة مقيمة في منطقة الزهراء تدعى، أم محمد، إنها كانت بصحبة طفليها في المنزل وفوجئت بوجود ثعبان في فناء المنزل وسط بعض الأثاث، لافتةً إلى أنها وأطفالها اصيبوا بحالة من الذعر، وأسرعت بإبلاغ البلدية وحذرت بعض جيرانها من الثعابين، مشيرةً إلى أن جيرانها أبلغوها بأنهم أيضاً يعانون هذه الظاهرة منذ فترات بعيدة، وسبق أن ابلغوا الجهات المسؤولة دون جدوى.

وأوضحت أنها أصبحت لا تستطيع الجلوس خارج حدود سكنها خوفاً على أطفالها من الثعابين، لافتةً إلى أنها أغلقت جميع نوافذ المنزل خشية دخول ثعابين إلى داخل المنزل، حتى لا يتعرض أطفالها إلى الخطر، متابعةً أن بلدية عجمان أرسلت عدداً من الأشخاص المختصين بالقضاء على الثعابين، مشيرةً إلى أن الفريق الذي حضر إلى منزلها رش بعض المبيدات داخل المنزل وحوله، لطرد الثعابين من المنطقة.

أنواع الثعابين

أفادت وزارة البيئة، إن هناك أسماء عدة للثعابين منها الأسماء العامة التي وردت في اللغة مثل «الحيات والأحناش والآين والعثاء والصل والعيم والعين»، ولكل من هذه الأسماء معنى يميز بعض الأنواع عن غيرها، أما الاسم الآخر فهو اسم للتعريف بالثعبان كوجود علامة مميزة به أو تسميته بمكان وجوده أو بغذائه، وليس هناك ما يدل على عمر الثعبان كغيره من الحيوانات، ولكن هناك دراسات أكدت أنه يعيش لفترة تراوح بين «15 و25» سنة تقريباً.

وأوضحت أن سموم الثعابين تختلف باختلاف الأنواع وتتفاوت نسب الحوادث من جهة لأخرى حسب عوامل التركيب الجغرافي، وعدد الأصناف، والصحة العامة، وكذلك كثافة السكان وأنواع الثعابين. وأكدت صعوبة تصنيف الثعابين، لأن هناك أسساً كثيرة يمكن الاعتماد عليها في التقسيم أو التصنيف، ويمكن اعتبار بعض هذه الأسس ركيزة للتصنيف، فهناك تصنيف بحسب السمية الموجودة لدى الثعابين، وتنقسم الثعابين إلى قسمين هما «ثعابين سامة، وغير سامة»، السامة منها ذات السمية الشديدة، وذات السمية الضعيفة، وغير السامة منها «ثعابين عاصرة، وثعابين غير عاصرة». وأشارت إلى أنه يمكن اعتبار مكان المعيشة ركيزة في التصنيف، فمثلاً هناك ثعابين صحراوية، وثعابين الصخور، وثعابين الأشجار، وثعابين البرك والمستنقعات، وثعابين البحار والمحيطات، وأحياناً يتم التصنيف حسب وجود أنياب في الثعبان، مثل ثعابين عديمة الأنياب، وثعابين ذات أنياب أمامية متحركة، وثعابين ذات أنياب أمامية ثابتة.

وقالت إنها علمت من بعض الجيران أن المنطقة التي تسكنها كانت في البداية منطقة تجارية وتحولت أخيراً إلى سكنية، لافتةً إلى أن «المنطقة ظلت فترة طويلة مهجورة من دون سكان أو محال تجارية، ما جعلها مرتعاً للثعابين»، مشيرةً إلى أن ثعابين هاجمت جيرانها منذ فترة، ما اضطرهم إلى مكافحتها بالجهود الذاتية.

وأيدها أبويوسف أحد سكان منطقة الزهراء في عجمان، قائلاً «إنني وزوجتي نشاهد الثعابين والأفاعي في حوش المنزل وسبق لنا الاتصال ببلدية عجمان وإبلاغها، بوجود ثعابين وأفاعٍ في المنطقة»، مطالباً الجهات المعنية بـ«وضع حد لهذه الظاهرة حرصاً على صحة أطفالنا، خصوصاً أن معظم أطفال المنطقة يقضون كثيراً من اللهو في فناء المنازل»، لافتاً إلى أن «مواصفات منطقة الزهراء باتت غير مناسبة للسكن، لعدم تخصيص ملاعب وممرات وبقع خضراء للأطفال، الأمر الذي لا يفسح المجال للأطفال للعب والاستمتاع بوقتهم إلا في فناء المنازل، وبعد ظهور الثعابين لم يعد لديهم أي مكان للهو».

وأضاف أبويوسف أن «كثيراً من السكان شاهدوا أفاعي في فناء منازلهم وفي جميع ربوع المنطقة»، لافتاً إلى أن هذا الأمر دفعهم إلى كتابة شكاوى كثيرة إلى البلدية بوجود ثعابين وأفاعٍ سامة، يصل طولها إلى متر ونصف المتر في بعض الأحيان.

وقال ساكن آخر يُدعى علي الطويل، إنه حذر جميع الجيران من ظهور أفاعٍ سامة في أحواش المنازل في المنطقة، مشيراً إلى أن بعض السكان شاهدوا أفاعي وعقارب، بأعداد كثيرة، بادياً مخاوف أطفاله من جراء تلك الثعابين، مؤكداً أنه يمنع أبناءه من اللعب في حوش المنزل وخارجه.

وأوضح أن «تلك الثعابين تختفي وسط بعض الأشجار الخضراء التي طرحت من جراء مياه الصرف الصحي، داعياً الجهات المسؤولة إلى مكافحة هذه الظاهرة، حرصاً على سلامة السكان وأطفالهم».

من جانبها، قالت بلدية عجمان، إن «ثعبان الشجر فقط ينشط طوال العام وهو غير سام، أما بقية الثعابين فإنها تعيش الآن بياتا شتويا»، مشيرةً إلى أن «الثعابين الأخرى تتكاثر وتظهر في الصيف، بسبب حرارة الجو في فصل الصيف، الأمر الذي يجعل الثعابين تدخل البيوت هرباً من البرودة».

ولفتت البلدية إلى أنها تلقت بعض الشكاوى، من سكان في منطقة الزهراء عن ظهور ثعابين وأفاعٍ، مشيرةً إلى أن «كل الثعابين التي تم الإبلاغ عنها تم العثور عليها وقتلها». وأكدت البلدية أن «هناك تعليمات مشددة للمراقب المسؤول بسرعة التحرك حال تسلّم أي بلاغ بخصوص الثعابين واتخاذ الإجراءات اللازمة حسب حجم الخطر»، لافتة إلى أن هناك مسؤول مكافحة على مدار الساعة مستعداً لتلقي البلاغات والتعامل معها. وأوضحت أنه إذا حدث تأخير في التبليغ عن وجود ثعابين، فهذا يؤدي إلى اختفائها، وفي هذه الحالة يعمل المسؤول على رش مبيد لمنع عودة الثعبان مرة آخرى، متابعةً أن البلدية لديها طارداً للثعابين يتم رشه حول مكان الثعبان، مطالبة السكان بسرعة الإبلاغ حال ظهور أي ثعبان.

الأكثر مشاركة