الجفاف يتسبّب بموت آلاف أشـجار النخيل في «أذن»
تدهور مخزون المياه الجوفية في المنطقة الشمالية، جراء جفاف العديد من الآبار، فيما انحدرمنسوب المياه في بعضها، ما أدى إلى موت 4000 نخلة في منطقة أذن وحدها، وفق مزارعين أكدوا أن مزارع نخيل تحتضر، وفي طريقها إلى الزوال، في حال عدم اتخاذ اجراءات عملية حاسمة من جانب الجهات المعنية تضمن توفير مصادر بديلة لمياه الري، تتمثل في اقامة مشروع محطة لتحلية مياه البحر.أفي المقابل، أكد مصدر رسمي في بلدية رأس الخيمة، ان المياه الجوفية تخضع لمراقبة لجنة فنية تتألف من جهات عدة، وضمن مهامها الإشراف على عمليات اصدار تراخيص حفر الآبار الجوفية، وذلك بعد التأكد من مطابقتها الشروط المنصوص عليها في الإقرار الخاص بهذا الشأن، كما انها تراقب ميدانياً مدى التزام شركات حفر الآبار الجوفية بتنفيذ الإجراءات الصارمة للحفاظ على المياه الجوفية، التي تشمل حظر حفر الآبار بطريقة عشوائية، ومقابل ذلك تعاقب الشركات المخالفة بغرامة قدرها 10 آلاف درهم، وإجبارها على ردم البئر المخالفة، وأحياناً تصل العقوبات الى وقف الشركة عن العمل.أ
وفي التفاصيل، قال علي سيف الخاطري، من كبار مزارعي النخيل في أذن، إنه نتيجة للعطش الذي تشهده المنطقة الشمالية بأسرها في السنوات الأخيرة، فقد خسر مزارعون في منطقة أذن وحدها 4000 نخلة، وما تبقى من النخيل مهدد بالموت عطشاً.
وأضاف أن «أذن تعد من أهم المناطق الزراعية في الدولة، إذ يوجد بها العديد من المزارع التي كانت قبل الجفاف ساحة خضراء توفر للأسواق المحلية جميع احتياجاتها من المحاصيل الزراعية علاوة على ما تحويه من أشجار نخيل، لذا فإن ما أصاب مَزَارع أذن من انقراض نخيل يمثل انذاراً مبكراً بمدى المصاعب التي يتعرض له النخيل في منطقتنا جراء التدهور في مخزون المياه الجوفية.
ويعزو الخاطري، الذي يمتلك مزرعتين للنخيل في منطقة أذن، ظاهرة جفاف المياه الجوفية الى ما حدث من ندرة هطول أمطار في السنوات الـ10 الأخيرة بكميات كبيرة، ما أفقدأ جوف الأرض المورد المهم الوحيد الذي يمدها بالمياه العذبة، لافتاً الى أن «جميع الآبار التي كان يروي منها نخيله، وعددها ثمانٍ، أصيبت بالجفاف، ما أدى إلى اغلاق أجهزة ضخ المياه والتوقف عن ري النخيل الذي مات منه حتى الآن 1500 نخلة» .
وأضاف، قبل تفاقم أزمة مياه الري وبلوغ الآبار الجوفية مرحلة الجفاف الكامل، انحدرت المياه الى أعماق تبلغ في بعض المناطق أكثر من 1000 قدم ومع ذلك لم يتوقف المزارعون عن حفر الآبار، إذ كان دافعهم انقاذ النخيل من الموت عطشا، لكن مساعيهم دائماً كانت تبوء بالفشل فيكتشفون أنهم يخسرون الأموال الطائلة، ولجأ مزارعون إلى شراء أجهزة كشف عن المياه الجوفية، وبعضهم فوجئ بعد حفر الآبار الجوفية امتثالاً لإشارة ايجابية من الجهاز بأن كمية المياه الجوفية لا تتعدى معدل بوصة وربع فقط.
وأيده راشد ابراهيم قائلاً إنه خسر 85 نخلة في الفترة الأخيرة، جراء جفاف آبار المياه، وكان يعتقد ان سوسة النخيل وراء تلك الأضرار التي تتعرض لها أشجار النخيل، لكنه اكتشف ان السوسة بريئة، إذ كانت تشكل منذ سنوات مصدراً للأمراض التي تصيب النخيل، غير ان أضرارها لا تتجاوز عادة بضع نخلات في الحقل، وفي السنوات الأخيرة أمكن الحد من انتشارها بالوسائل العلاجية التي يستخدمها المزارعون، وتشمل المصائد الفيرمونية والمكافحة البيولوجية والشباك الواقية.
ويطلق سعيد سالم حسين، الذي فقد ثلاث آبار في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى موت أعداد كبيرة من النخيل، تحذيراً من اختفاء النخيل من مجتمع الإمارات، مشيراً إلى أن ذلك يعني فقدان إحدى أهم ركائز الأمن الغذائي في الدولة.
ويرى أن الحلّ الأمثل لمشكلة العطش الذي أصاب المزارع ليس صعباً، إذ يتمثل في اقامة مشروع محطة لتحلية مياه البحر مثلما فعلت امارة أبوظبي، أو على الأقل الاستفادة من مياه الصرف الصحي في كونها تحوي عناصر مهمة تساعد على تسميد الأرض ما يجعلها صالحة للزراعة.