محمد ينام على مقعد خارج مقهى طوال اليوم. الإمارات اليوم

مواطن يسكن على مقعد في قهوة شعبية

لم يجد المواطن الكفيف سيف عبدالرحمن محمد (82 عاماً)، من سكان مدينة رأس الخيمة القديمة، ما يؤنس وحدته طوال سنوات ماضية سوى الجلوس على مقعد في مقهى شعبي لمدة تجاوزت عاماً، واتخاذه مسكناً له على الرغم من سوء حالته الصحية، ويطالب بتوفير غرفة نظيفة له وإجراء عملية جراحية لعينيه تعيد إليه بصره الذي فقده منذ أشهر عدة.

يرقد سيف على مقعد خارج مقهى في مدينة رأس الخيمة القديمة طوال اليوم، وينام في الشتاء والصيف على المقعد نفسه، لأنه يخاف أن ينام في مسكنه الذي وصفة بـ«الخرابة»، خوفاً من تعرضه للسرقة، كما يعاني وجود ماء في عينيه أدى إلى فقدانه حاسة البصر، إضافة إلى عدم تمكنه من السير بمفرده لمسافات طويلة، واصابته بمرض الزهايمر.

وقال صديقه سعيد الاصلي لـ«الإمارات اليوم»: «سيف (مقطوع من شجرة)، غير متزوج، وليس لديه اشقاء أو أقارب من الدرجة الاولى.

وتابع «كان سيف يسكن في منزل شعبي في مدينة رأس الخيمة القديمة، وقد باعه لأحد أقاربه قبل سنوات».

وأضاف «ظل يسكن في غرفة في المسكن منحه إياها قريبه، لعدم وجود مسكن يؤويه»، مضيفاً أنه ترك مسكنه منذ عام تقريبا وجاء ليقيم على مقعد موجود خارج المقهى.

وأوضح أن «المواطن يقضي يومه على مقعد ولا يغادر المكان إلا عند خروجه لقضاء حاجته أو للاغتسال»، مشيراً إلى أنه يوجد أحد الاشخاص من جنسية دولة آسيوية يهتم به، ويأخذه إلى البحر ليقضي حاجته ويغتسل، مقابل مبلغ من المال، وحاول أصدقاؤه أخذه إلى مستشفى صقر الحكومي للعلاج إلا أنه رفض، وبعد ذلك تم نقله إلى مستشفى كبار السن وأمراض الشيخوخة في مستشفى عبيدالله في الامارة، فنزع المحاليل الطبية وخرج من المستشفى والدماء تنزف من يده.

وأكمل أن «سيف يخاف كثيراً من الجلوس وحده، ويفضل الجلوس في المقهى بين أصدقائه لشعوره بالمؤانسة بينهم»، مضيفاً: لا يوجد أحد يسأل عنه من أقاربه.

إلى ذلك، حاولت «الإمارات اليوم» سؤال سيف عن أسرته إلا أنه لم يذكر أي شيء عنهم.

وتابع قائلا، إنه كان يعمل غواصاً في المراكب البحرية في الإمارة، وسافر إلى الكويت والبحرين للعمل غواصاً، إضافة إلى عمله صياداً، وبدأ في إلقاء أغنية البحارة أمام الحاضرين.

وتابع أنه متقاعد منذ 20 عاماً ويحصل على معاش يقارب 6000 درهم شهرياً، وأنه يمنح بعض الأشخاص هذا المبلغ مقابل توفير الخدمات الشخصية له، مشيراً إلى أن أحد العمال يأخذ منه 1000 درهم شهرياً نظير أخذه إلى البحر للاغتسال وقضاء حاجته.

وأضاف أنه يعطي صاحب المقهى مبلغاً من المال شهرياً مقابل توفير وجبتي الغداء والعشاء له، لافتاً إلى أنه وحيد وليس له أسرة، وأنه ترك غرفته التي كان يسكن فيها بسبب تعرضه للسرقة المستمرة من بعض الأشخاص.

وطالب سيف بتوفير غرفة نظيفة له وإجراء عملية جراحية لعينيه تعيد إليه بصره الذي فقده منذ أشهر عدة.

الأكثر مشاركة