«بيئة رأس الخيمة»: نسعى إلى تحويل المنطقة إلى محــميّـة طبيعية لخدمة السياحة والتعليم
الزحف السكاني يقلــل تكاثر الأسماك في عين ضاية
حذّر مواطنون مهتمون بالثروة السمكية في رأس الخيمة، من تعرض منطقة عين ضاية الحاضنة للأسماك والقشريات، لأضرار ناجمة عن الزحف السكاني تجاه البحر، بالإضافة إلى ممارسات غير مسؤولة أثناء الصيد، محذرين من الأخطار التي تتهدد الثروة السمكية جراء حرمان الأسماك من العثور على مواقع آمنة تتخذها ملجأ يوفر لها الغذاء، ويهيئ لها بيئة مناسبة للتكاثر والنمو، معتبرين أن منطقة عين ضاية، أحد أهم المواقع الجاذبة للأسماك، تتعرض للتلف حالياً، مطالبين الجهات المعنية بتشديد الإجراءات الاحترازية التي تعمل على توفير الحماية للمواقع البحرية الحاضنة للأسماك والقشريات.
وفي المقابل، أكد المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية، في رأس الخيمة، الدكتور سيف الغيص، أهمية المناطق الحاضنة للأسماك والقشريات، خصوصاً عين ضاية، مشيراً إلى أن إلحاق الضرر بتلك المنطقة وغيرها من شأنه أن يحدث ضرراً فادحاً بالأحياء البحرية، خصوصاً الثروة السمكية.
وقال «عندما تكون المناطق التي تشكل مرتعاً للأسماك تلجأ إليه بحثاً عن الغذاء أو لوضع البيض غير آمنة، فإن الأسماك ستهرب بعيداً إلى أماكن أخرى، ونتيجة لذلك يحدث تناقص في حصيلة الإنتاج السمكي».
وتفصيلاً، قال المواطن سعيد محمد، وهو من هواة الصيد، «لاحظت أن الثروة السمكية شهدت تناقصاً متسارعاً في حصيلة الصيد خلال السنوات الأخيرة»، لافتاً إلى اختفاء بعض الأصناف المهمة، بسبب ممارسات بعض الصيادين الذين يستخدمون أساليب من شأنها تدمير الثروة السمكية، مثل اتباع طريقة الصيد المسماة (الجرف)، التي من نتائجها أحياناً إتلاف القاع الذي يمثل المرتع المهم الذي تعيش فيه الأسماك وتتكاثر.
وأوضح أنه في السابق، لم يكن الصياد في حاجة للإبحار بعيداً عن الشاطئ حتى يعود طراده محملاً بكمية كبيرة من الأسماك، أما اليوم فتغيرت الأمور كثيراً ولم يعد أمام الصياد من مفر سوى الإبحار بعيداً باتجاه الأعماق بحثاً عن الصيد، ومع ذلك لا يصطاد إلا قليلاً من الأسماك، ومن أصناف غير مرغوبة لدى المستهلك.
ويرى إبراهيم المنصوري، وهو أيضاً من المهتمين بالثروة السمكية، أن المعضلة ليست في طرق الصيد السيئة فقط، وإنما أيضاً ما يحدث من تدمير للحاضنات السمكية المنتشرة على الشواطئ، خصوصاً منطقة عين ضاية، التي تشكل مرتعاً خصباً يستقطب أعداداً كبيرة من الأسماك التي توجد في مياه رأس الخيمة، لافتاً إلى أن هذه المنطقة تواجه خطراً في الوقت الحالي بسبب الزحف السكاني الذي أخذ يتمدد باتجاه البحر، في غياب الأراضي السكنية ناحية البر.
وقال المنصوري، إن «الأسماك بدأت تختفي من المياه القريبة من الشواطئ، بسبب فقدانها مراتعها التي تمدها بالغذاء، وتمكنها من وضع البيض، مطالباً بعدم السماح للمساكن بالتمدد باتجاه الشواطئ، حفاظاً على الثروة السمكية.
وأكد إبراهيم أبوخليل، أهمية منطقة عين ضاية، كونها حاضنة الثروة السمكية والقشريات، مشيراً إلى أن هذه المنطقة تتمتع أيضاً بمواصفات بيئة طبيعية خلابة، ما يجعلها مؤهلة لأن تكون مشروعاً سياحياً يجلب عائدات ضخمة.
ومن جانبه، شدد المدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة والتنمية، في رأس الخيمة، الدكتور سيف الغيص، على أهمية الوعي البيئي مرتكزاً يسهم في حماية عين ضاية بصورة إيجابية، علاوة على إشراك أفراد المجتمع كافة في برامج المحافظة على البيئة البحرية، مضيفاً أن «الهيئة قدمت اقتراحاً أخيراً للاستفادة من مزايا التنوع البيولوجي التي تتمتع بها المنطقة، بهدف تحويلها إلى محمية طبيعية تخدم الأغراض السياحية والتعليمية.
وأكد حرص الهيئة على حماية منطقة عين ضاية، باعتبارها منطقة تحوي أشجار القرم الكثيفة التي تجعلها بيئة جاذبة للأسماك والقشريات.
وتابع الغيص: «لدينا حلول مقترحة لحماية عين ضاية وغيرها من الأماكن الحاضنة للأسماك والقشريات، من خلال زيادة مستوى الوعي البيئي بالنحو الذي يحدث تطوراً إيجابياً للسلوك تجاه البيئة، خصوصاً البحرية، كونها تشكل مرتكزاً يوفر سياجاً من الحماية لتلك المنطقة وغيرها، وإشراك أفراد المجتمع كافة في برامج المحافظة على البيئة البحرية.