مواطنات يطالبن بطبيبة نساء في مستشفى دبا الفجيرة
أكدت مواطنات في دبا الفجيرة عدم تخصيص طبيبة أمراض نساء وتوليد، خلال الاجازات الأسبوعية في مستشفى دبا الفجيرة، الامر الذي يضطر النساء اللواتي يتعرضن لحالات مرضية طارئة، خصوصاً الحوامل، الى اللجوء إلى مستشفى الفجيرة، الذي يبعد نحو 70 كيلومتراً عن مناطق سكنهن، مطالبات وزارة الصحة بتعيين استشاريات نساء وتوليد في المستشفى، نظراً الى بعد المسافة، والمشقة، والمشكلات الصحية التي قد تتعرض لها المريضة في بعض الحالات الحرجة، وتعذر على «الإمارات اليوم» الحصول على رد بشأن هذه الشكاوى من وزارة الصحة، على الرغم من اجراء العديد من الاتصالات، على مدى أسابيع عدة.
وتفصيلاً، قالت المواطنة (أم سعود) إنها قصدت مستشفى دبا الفجيرة اثناء حملها في الشهر الأخير، في يوم إجازة اسبوعية بعدما عانت من آلام الولادة مساءً، لكنها فوجئت بالممرضة تطلب منها التوجه إلى مستشفى الفجيرة، فحاولت اقناعها بأن الامر عاجل، وظروفها لا تسمح بالانتقال سريعاً الى مستشفى الفجيرة، إذ إن زوجها في أبوظبي، ولا تملك وسيلة نقل، لكن الممرضة اجابتها بأن هذا الامر ليس شأنها، وأن كل ما عليها التوجه بسرعة الى المستشفى، لأنها لن تكون مسؤولة عن أية مضاعفات تتعرض لها.
وتابعت (أم سعود): «اتصلت بعائلتي للاستنجاد بهم، لكن أياً منهم لم يكن موجوداً في المنطقة، فاتصلت بزوجي الذي اضطر إلى ترك عمله والسفر بشكل عاجل لمرافقتي الى المستشفى».
وذكرت المواطنة رقية الضنحاني، أنها تعرضت لموقف مشابه، متسائلة «ما أهمية وجود المستشفى إن لم يستقبل حالات الولادة الطارئة؟».
وقالت إنه «في يوم الخميس، وقبل نهاية الدوام الرسمي، كان عندي موعد مع الطبيبة، واثناء عملية الفحص أخبرتني الطبيبة انه يتوجب عليّ التوجه إلى مستشفى الفجيرة مباشرة، لأنني على وشك الولادة، وسألتها: لماذا التوجه الى مستشفى آخر ولا اتمكن من الولادة هنا، فأجابتني بأنه آخر يوم عمل في الأسبوع، واستشارية أمراض النساء والتوليد غادرت، الامر الذي يتعذر معه الولادة في المستشفى».
وأضافت الضنحاني «نقلتني شقيقتي إلى مستشفى الفجيرة، وهناك لم تكن الامور تسير بشكل أفضل، إذ ابلغتها الطبيبة المختصة في البداية أن موعد الولادة لم يحن بعد، وان عليها العودة في اليوم التالي لإجراء عملية طلق اصطناعي، وبعد عودتي صباحاً قالت الطبيبة إن امامي يومين على الولادة، وانه يمكنني العودة الى البيت، واذا شعرت بآلام الولادة اراجع المستشفى فوراً»، وتابعت «لكن والدتي أصرت على إعادة فحصي مجدداً نظراً الى الآلام الشديدة التي كنت اعانيها، ولدى إجراء الفحص تبين أنني على وشك الولادة، فاستدعيت الممرضات على عجل».
وأوضحت أنه «لو كان لدينا طبيبة أمراض نساء وتوليد في مستشفى دبا الفجيرة في كل الاوقات لما اضطررت الى تلك السلسلة من المراجعات في أوقات كانت خلالها الآلام لا تبارحني».
وأعربت المواطنة (أم علي) عن استيائها من تكرار نقل حالات الولادة الطارئة الى مستشفى الفجيرة الذي يبعد عن سكنهم نحو 70 كيلومتراً، متسائلة «لم لا يتم تعيين طبيبة أخصائية في مستشفى دبا الفجيرة؟». وأضافت أن عملية توليد النساء تتولاه ممرضات، ودور الطبيبة يقتصر على الاشراف على حالتهن أو استدعائها في الحالات الحرجة، أو الولادة بعملية قيصرية أو لإجراء طلق اصطناعي، لكن جميع الحالات، سواء الطبيعية منها أو التي تحتاج الى تدخل جراحي تحوّل إلى مستشفى الفجيرة.
وطالبت (أم علي) إدارة المستشفى بضرورة النظر في الشكاوى التي تعانيها النساء في المنطقة، ومراعاة خصوصيتهن وظروفهن، نظراً الى بعد المسافة عليهن واحتمال حدوث حالات ولادة مبكرة ومفاجئة. وأكدت أن معظم الأطباء المتخصصين يقدمون استقالاتهم وينتقلون إلى إمارة أخرى، أو يفتحون عيادات خاصة بسبب ضعف الرواتب، وهذا ما يزيد الوضع سوءاً، ونضطر إلى فتح ملف في مستشفيات خاصة في رأس الخيمة والشارقة ودبي، وإجراء عملية الولادة هناك، على الرغم من ان تكاليف هذه المستشفيات تلائم فقط أصحاب الدخول المرتفعة، ولا تتناسب مع الأوضاع المعيشية والامكانات المالية الضعيفة.
يشار الى ان المجلس الوطني الاتحادي أكد في أوقات سابقة أن أداء وزارة الصحة بات متراجعاً نظراً الى المخالفات والنواقص التي تعانيها مختلف المنشآت الصحية التابعة للوزارة. وطالب عضو المجلس سلطان المؤذن في تصريحات سابقة الجهات المعنية بتشكيل لجنة للتحقيق في هذا الامر.
وكشف تقرير رسمي أخيراً عن نقص كبير في الكوادر الطبية في الإمارات الشمالية، الامر الذي قالت وزارة الصحة إنها تسعى الى ايجاد الحلول المناسبة بشأنه.