«تراث الشارقة»: خطة لعملية ترميم شاملة قريباً

مسجد الدليل يعاني الإهمال وعدم الصيانة

جدران المسجد وتبدو عليها آثار التشققات. تصوير: مصطفى قاسمي

شكا مصلون في الشارقة تهالك مبنى مسجد الدليل الأثري، لافتين إلى أن المسجد تم بناء جدرانه من الحجر المستخرج من البحر، ما أدى إلى تهالكها بسبب الملوحة، مضيفين أن الحمامات متهالكة وغير صالحة للاستخدام، إضافةً إلى قلة عددها للنساء والرجال، وكذلك تهالك أماكن الوضوء، متسائلين عن «مبررات إهمال المسجد الذي يحمل بين جدرانه تاريخاً طويلاً، وعدم الاكتراث من جانب إدارة التراث، ما جعل المصلين والسكان المجاورين للمسجد، يشعرون بالضيق».

في المقابل، قال مساعد مدير إدارة التراث للشؤون الفنية والترميم في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، المهندس محمد خميس، إن «الدائرة تولت ترميم مسجد الدليل منذ 10 سنوات، لافتاً إلى أن المسجد كان يتبع الأوقاف قبل تلك الفترة، وتم ضمه إلى التراث، فيما ظل إمام المسجد فقط تابعاً للأوقاف».

وتفصيلاً، قال أحد سكان المنطقة الذين يؤدون الصلاة في مسجد الدليل، وهو مواطن يدعى حسن آل على، «المشكلة الأساسية أن حمامات المسجد لا تكفي الأعداد الكبيرة من المصلين، سواء من النساء أو الرجال»، لافتاً إلى أن المسجد متهالك ومبني من الحجارة المستخرجة من مياه البحر، وحوائط عدة في المسجد تم بناؤها من الطين، مشيراً إلى أن مبنى المسجد كبير وبه محرابان، إضافةً إلى وجود الأعمدة الكبيرة، مبدياً تخوفه من سقوط تلك الأعمدة على المصلين.

وذكر أن بعض المصلين راجعوا الأوقاف التي أخبرتهم بأن المسجد يتبع إدارة التراث، متابعاً «قمنا بتقديم شكاوى عدة إلى إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة دون جدوى، ومازلنا نعاني تهالك الحمامات وقلة عددها، إضافةً إلى المياه المتدفقة من حمامات المسجد وأماكن الوضوء باتجاه المساحات المحيطة به، ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها».

وتساءل ساكن آخر، يدعى محمد حميد، عن مبررات وأسباب إهمال مسجد الدليل، موضحاً أن مياه الوضوء تتسرب من أماكن الوضوء ولا أحد يكترث لها، ما يؤدي إلى ضيق المصلين والسكان المجاورين للمسجد، مطالباً الجهات المعنية بالعمل على إنهاء معاناة المصلين والسكان على حد سواء.

وأيده مصل آخر يسكن بجوار المسجد يدعى محمد جلال، قائلاً إن «الحوائط المتهالكة تجعلنا نخشى على أنفسنا من سقوطها في أي وقت، ما يعرض حياتنا وحياة نسائنا للخطر»، لافتاً إلى أنه «لا مجال للصلاة إلا في هذا المسجد، لأنني أعمل في السوق القديم بالقرب منه».

وأضاف «نعاني صعوبة في دخول المسجد في بعض الأيام، خصوصاً إذا تأخرنا عن مواعيد إقامة الصلاة».

من جانبه، أفاد مساعد مدير إدارة التراث للشؤون الفنية والترميم في دائرة الثقافة والإعلام، بأن «المسجد واحد من المباني الأثرية المزمع ترميمها في غضون الأشهر المقبلة»، لافتاً إلى أن «الدائرة ستحل مشكلة المسجد جذريا».

وتابع أن الدائرة تلقت شكاوى عدة من المصلين، وهناك خطة لترميم المسجد، لافتاً إلى أن المسجد يحتاج إلى هدم بعض الحوائط وإعادة بنائها، إضافةً إلى صيانة كاملة، متوقعا أن تستغرق عملية إتمام الترميم والصيانة اللازمة لإعادته إلى ما كان عليه وقتاً طويلاً.

تويتر