العائق المالي يحرمها مواصلة دراستها في كلية الاتصال الجماهيري
كفيفة تقهر السرطان.. والفقر يهدّد دراستها الجامعية
تغلبت الطالبة الكفيفة (وفاء)، على مرض السرطان، بعد صراع استمر أربع سنوات، وانتهى بعلاج كيميائي في مستشفى توام، لكنها لم تتمكن من قهر الفقر الذي بات يهدد مستقبلها الدراسي وحياتها المهنية.
وتحلم (وفاء) البالغة من العمر 40 عاماً، باستكمال دراستها الجامعية في جامعة الشارقة، إذ أن مرض السرطان لم يستطع منعها من إكمال تعليمها، على الرغم من إعاقة فقدان البصر التي تعانيها، بل أنها تفوقت في دراستها على كثير من زملائها الاصحاء وحصلت على تقدير (جيد جداً) في السنة الاولى من دراستها الجامعية ولم تستطع استكمال مسيرتها التعليمية بسبب العائق المالي الذي اصبح يقف حجر عثرة في طريقها.
وتروي وفاء قصتها قائلة «أنا فلسطينية الجنسية كنت أعيش مع والديّ في لبنان ولكنهما توفيا نتيجة الحرب قبل 25 عاماً، بعد ذلك جئت إلى الدولة قبل سبع سنوات، وعشت مع اخي، وكان حلمي الوحيد استكمال دراستي، فالتحقت بإحدى المدارس للدراسة من المنزل وحصلت على شهادة الثانوية العام الماضي بنسبة 87٪، وكنت وقتها مصابة بسرطان الصدر، وصارعت المرض لمدة أربع سنوات إلى أن شفيت بعد الخضوع للعلاج الكيميائي في مستشفى توام».
وتابعت «خلال تلك الفترة داومت على عمل الفحوص الطبية في مستشفى توام، وحتى بعد الشفاء من المرض استكملت الفحوص خوفاً من عودة المرض مرة اخرى، ولم يكن المرض والاعاقة البصرية التي اعانيهما عائقاً في تحقيق حلمي الدراسي، ودخلت مركز (تمكين) لتدريب وتأهيل المكفوفين وضعاف البصر التابع لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وأكملت أربعة أشهر من التدريب على جهاز الحاسوب واللغة الانجليزية، بعدها دخلت كلية الاتصال الجماهيري في جامعة الشارقة (تخصص علاقات عامة)، وأنهيت الفصلين الاول والثاني بتفوق وكان معدلي التراكمي ،3.2 في ظل أن درجة الامتياز عند معدل ،3.6 وتكفل فاعلو الخير بمساعدتي على دراستي الجامعية لمدة عام، ولكني حالياً لا أجد من يساعدني على المصروفات الجامعية، وأخي لا يستطيع التكفل بسداد مصروفات الدراسة كونه يعمل في إحدى الجهات الخاصة براتب 5000 درهم، يدفع منه جزءاً لإيجار المسكن وبقية الراتب يكفي بالكاد مصروفات الحياة، وإمكاناته المالية المتواضعة لا تسمح له بمساعدتي أكثر من ذلك».
و(وفاء) تحمل الوثيقة اللبنانية للاجئين الفلسطينيين، وتعاني ضعفاً شديداً في الإبصار مع وجود اهتزازات مستمرة في العينين، ما يجعلها غير قادرة على تمييز الأشياء، وسبق ان أجريت لها عمليات عدة في أماكن مختلفة، ما يرجح وجود عيب خلقي أدى إلى ضعف الإبصار، وهذا ما يشير إليه التقرير الطبي الصادر من مستشفى الكويت في الشارقة.
في ظل صراع (وفاء) مع المرض والإعاقة البصرية مازالت تصر على استكمال حلمها بعزيمة قوية في التغلب على الصعاب، قائلة «العلم هو النور الذي يضيء لي الطريق، خصوصاً بعدما فقدت البصر لا أريد أن أفقد البصيرة»، متمنية أن تجد حلاً لسداد الرسوم الجامعية المترتبة عليها، مناشدة أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها على التكفل بالأقساط الجامعية وتحقيق حلمها من الجانبين الدراسي والمهني».