«تعليمية أبوظبي» تؤكّد أن القرار يهدف إلى توحيد التفتيش وضمان سلامة الإجراءات الرقابية
طلاب في مدارس خاصة يشكون أداء الامتحـانات في الـ «حكومية»
أكد طلاب بالصف الثاني عشر بفرعيه العلمي والأدبي، في مدارس خاصة، تضررهم من تأديتهم الامتحانات في مدارس حكومية، عازين السبب إلى سوء المراقبة عليهم وتحفز المراقبين ضدهم ما يؤثر في تركيزهم بأداء الامتحان، موضحين أن «المراقبين يفرقون بينهم وطلاب المدارس الحكومية في المعاملة»، منتقدين طريقة تعاطيهم مع الأجواء الامتحانية في العديد من المدارس، ما يؤدي لإرباكهم أثناء أداء الامتحان»، فيما أكد مسؤولو مدارس حكومية ومراقبون أن طلاب المدارس الخاصة اعتادوا تساهل لجان المراقبة في مدارسهم، إذ تتعمد ذلك لتحصل على نتائج متقدمة ومرتفعة للدلالة على جودة التعليم بها.
في المقابل، أفاد رئيس قسم الإدارة التربوية في إدارة أبوظبي التعليمية، الدكتور خالد العبري، بأن «أداء طلاب المدارس الخاصة، امتحانات الصف الـ،12 في مدارس حكومية، مطبق منذ سبع سنوات، والهدف منه توحيد نظام التفتيش وضمان سلامة الاجراءات الرقابية»، مؤكداً أن «هذا القرار لضمان سير العملية التعليمية، ونمتلك في مجلس أبوظبي للتعليم كل السبل الخاصة بضمان النظام والالتزام داخل قاعات الامتحانات»، نافيا وقوع أي تجاوزات من المراقبين.
وتفصيلاً قال الطالب بمدرسة أشبال القدس الخاصة، محمد ذكري، إن «ما يجري أثناء أدائنا الامتحانات من بعض المراقبين، يثير الاستفزاز ويخلق أجواء القلق والارتباك بين الطلبة»، مستهجناً ذلك لكون هذا السلوك من قبل المراقبين يخالف المبادئ والأسس التي تعتمد عليها العملية الامتحانية والتعليمات المتكررة لوزارة التربية، ومجلس أبوظبي للتعليم، بوجوب التقيد بالتعليمات الامتحانية من قبل الطلبة والمراقبين والتأكيد على الجو الامتحاني الهادئ والمريح».
وأضاف «نؤدي امتحاناتنا في مدرسة دوريش بن كرم، ولكننا نشعر بفرق في المراقبة بين لجاننا ولجان طلاب المدرسة نفسها، إذ تتسم لجاننا بالشدة والحزم، فيما تتميز لجانهم بالهدوء المُرضي».
وأيده زميله أنس عماد، قائلاً إن «التعامل غير اللائق من المراقبين مع الطلاب زاد من الشعور بالقلق والضغط النفسي الذي يرافق الامتحانات، وأفقدهم الأجواء المريحة والظروف المناسبة التي من المفترض ان تتوافر في قاعات الامتحان، حتى يتم الأداء بشكل سليم».
وذكر الطالب أيمن محمود، أن «من مظاهر الإزعاج الذي يقلق راحتي أثناء تأدية الامتحان كثرة التنبيه والتذكير من المراقبين بقرب انتهاء الوقت المخصص للمادة الامتحانية وقبل أكثر من نصف ساعة على انتهائه وبمعدل خمس دقائق بين المرة والأخرى وبطريقة تحمل الحرص على وقت الطلبة في ظاهرها وفي باطنها لا تخلو من الاستفزاز».
وشدد على أن الطلاب يتلقون هذه الإشارات بحساسية عالية من القلق، إذ يستطيع الطالب التمييز بين الحالتين بكل يسر وسهولة ولا تنطلي عليهم هذه الحيل من قبل المراقبين وغاياتهم إفراغ القاعات من الطلبة، ليعودوا إلى منازلهم مبكرين، إضافة إلى حركات أخرى مستفزة مثل الجلوس على مقاعد الطلبة وإطلاق التنبيهات المتواصلة من على المقعد بطريقة تفقد الطالب القدرة على التركيز في امتحانه، إضافة إلى بعض المراقبات اللواتي ينتعلن الكعوب العالية، التي تصدر أصواتاً مزعجة خلال التجول داخل القاعات.
ودعا الطالب يوسف هلال القايدي، إلى ضرورة التنبيه على المراقبين بالتزام تعليمات الوزارة ومجلس أبوظبي للتعليم، بضرورة توفير الهدوء والراحة النفسية للطلاب داخل قاعات الامتحانات ليستطيع الطلاب إكمال امتحاناتهم في أجواء مريحة وسليمة، بعيداً عن التشويش المتعمد أو غير المتعمد من أجل الوصول إلى نتائج مرضية.
ويرى الطالب في مدرسة المشاعل الخاصة، محمد اسماعيل الرفاعي، أنه يؤدي الامتحانات بمدرسة الاتحاد النموذجية، وشعر بالغربة في المكان، خصوصاً أنه لا يعرف فيه أحد من الطلاب او المعلمين، لكنه استعان على ذلك بالاستعداد الجيد للامتحانات.
وذكر زميله محمد إبراهيم، أنه عقب تسلم ورقة الامتحان مباشرة لا يلتفت إلى ما يجري حوله حتى لا يفقد تركيزه، ويتغاضى عن أي استفزاز أو تشتيت يصدر من أي شخص في قاعة الامتحانات سواء أكان طالباً، أو أحد المراقبين، مؤكداً أن «مدة الامتحان ساعة ونصف الساعة، تحدد مستقبلنا العلمي والمهني، لذا يتعين التركيز فيها والابتعاد عن أي شىء يعطلنا خلالها».
وأوضح رئيس قسم الإدارة التربوية في إدارة أبوطبي التعليمية، الدكتور خالد العبري، أن أداء طلاب المدارس الخاصة، امتحانات الصف الثاني عشر، في مدارس حكومية أمر ليس بجديد، ومطبق منذ سبع سنوات، والهدف منه توحيد نظام التفتيش وضمان سلامة الاجراءات الرقابية.
وتابع أن «هذا القرار لضمان سير العملية التعليمية، ونمتلك في مجلس أبوظبي للتعليم كل السبل الخاصة لضمان النظام والالتزام داخل قاعات الامتحانات»، نافيا وقوع اي تجاوزات من المراقبين.
وأرجع خالد قرار أداء الطلاب الامتحانات داخل مدارس حكومية، إلى الرغبة في معرفة المستوى التعليمي في المدارس بصورة صحيحة ومحايدة، مشيراً الى أن الهدف من شكاوى الطلاب معروف، وليس بجديد.
محاولات غش قال وكيل مدرسة الاتحاد النموذجية، عبدالله محمد السيد، (حكومية)، إن طلاب المدارس الخاصة اعتادوا تساهل لجان المراقبة في مدارسهم، لأن بعض المدارس تتعمد ذلك لتحصل على نتائج متقدمة ومرتفعة للدلالة على جودة التعليم بها، لذا يشعرون بالمفاجأة أثناء أدائهم الامتحان في لجان المدارس الحكومية التي تتميز بالانضباط، والالتزام. وأوضح السيد، أن في بداية الامتحان تكون هناك محاولات غش من الطلاب، ولكن المراقبين يحتوونها، وفي حال تكرارها يتم اتخاذ اجراء رسمي مع الطالب، مشدداً على أن «المدارس الحكومية تطبق روح القانون مع الطلاب جميعاً دون تفرقة بينهم، وذلك لمصلحتهم». ونفى وكيل المدرسة أن يكون هناك استهداف لطلاب المدارس الخاصة او لأي طالب، وأن الجميع داخل قاعات الامتحانات سواسية، مشيراً الى أن «الشكاوى دائما ما تصدر عن الطالب الذي لم يستعد جيدا للامتحان بهدف إلقاء اللوم على المدرسة، لعدم اقتناعه بأن التقصير من جانبه». وأكد معلمون مراقبون لامتحانات الـ،12 انهم يواجهون العديد من المشكلات داخل القاعات، وانهم يحتوونها بقدر المستطاع حرصاً منهم على مستقبل الطلاب وذكر معلم لغة عربية، محمد مصطفى، أن «بعض الطلاب يأتون بعد بدء الامتحان على الرغم من التعليمات الصريحة بدخول اللجنة قبل بداية الامتحان بربع ساعة ما يربك المراقب ويسبب إزعاجاً لبقية الطلبة»، إضافة الى أن بعض الطلاب يدخلون قاعة الامتحان وبحوزتهم أوراق خاصة بالمادة ومتعلقات، وحينما يطلب منهم المراقب تركها خارج القاعة لا يستجيبون إلا بعد أن يطلب منهم ذلك مرات عدة. وأكد معلم الكيمياء، عبدالرحمن سالم، أن «أكثر المشكلات التي تواجهه هي الخاصة بالهاتف الجوال، فالمراقب لديه تعليمات بعدم دخول الطالب بالهاتف وإن سمح له بالدخول به لابد أن يكون مغلقاً وليس صامتاً ولكن هذا لا يرضي كثيراً من الطلبة بحجة معرفة الوقت منه وحينما يبلغهم بأنه سيعلمهم بالوقت كلما طلبوا، دخلوا معه في نقاش يدل على عدم حرصهم على الوقت، وعلى الرغم من ذلك يتكرر الأمر كل امتحان». وأوضح أن بعض المراقبين يطلبون من طلبة الالتزام داخل اللجنة، إلا أنهم يدخلون معه في مناقشة، ما يثير تحفظ واستياء المراقبين، مشيراً الى أن بعض الطلاب يرفضون التعاون مع المراقب ليمر وقت الامتحان في هدوء وسلام. وأكد معلم الكيمياء، مطر السقطري، أن أكثر المشكلات التي تحدث بين الطالب والمراقب هي عملية الغش الشفوي، خصوصاً أن هذه السنة من أكثر السنوات التي يكثر فيها هذا الأمر، وحينما يطالبهم المراقب بعدم التحدث، لا يسـمع إلا الرد السريع «لم نتحدث»، إضافة إلى أن التفات الطـلاب كـثيراً والنـظر يمـيناً وشـمالاً يثـير الشـك لدى المراقب ويتفرغ لمراقبة من يقوم بذلك، فيشعر الطالب بأنه مستهدف، وقال «أغرب ما يقال من الطلاب حينما يذهب لهم المراقب ويطالبهم بعدم الحديث، هو قول الطلبة (نحن لا نتحدث في المادة)، أو أن يطلب منه أحد الطلبة، وبمنتهى الوضوح أن يتركهم يغشون، لأن الامتحان صعب وطويل». |