قضى في السجن 3 سنوات بسبب عجزه عن سداد المبلغ

راكير.. سجين على ذمّة «دية»

راكير حفظ 3 أجزاء من القرآن داخل السجن. تصوير: أسامة أبوغانم

فقد راكير علم عرب علم، عمله، ويعيش بعيداً عن أسرته وبلده منذ ثلاث سنوات، بعد دخوله السجن المركزي في دبي إثر تسببه في حادث سيارة أودى بحياة أحد الأشخاص، وحكم عليه بسداد دية قيمتها 200 ألف درهم، واستمر مسجوناً بسبب عجزه عن دفع قيمة الدية.

وتفصيلاً، قال علم، وهو بنغالي، يبلغ من العمر 38 عاماً، لـ«الإمارات اليوم» إن قصته بدأت في عطلة أسبوعية منذ أكثر من ثلاث سنوات حين قرر استئجار سيارة ليقل عمه الذي يقيم في الدولة، وتسلم السيارة دون أن يدرك أن رخصتها منتهية وليست خاضعة لأي مظلة تأمينية.

وأضاف أنه كان يسير في طريقه واقترب من إحدى الإشارات ولم يلحظ أنها كانت حمراء، فأكمل طريقه ما أدى إلى الاصطدام بسيارة أخرى تسير في طريقها الطبيعي، وأسفر الحادث عن وفاة سائق السيارة الأخرى على الفور، وتطورت الأحداث سريعاً وأحيل إلى النيابة التي أمرت بحبسه على خلفية الحادث، ووجهت إليه اتهامات قيادة سيارة منتهية الترخيص وإلحاق أضرار بممتلكات الآخرين والمساس بسلامة جسم الغير.

وأشار علم إلى أنه راجع شركة التأجير حتى تتحمل مسؤوليتها تجاه السيارة المنتهية الترخيص، لكنه لم يستطع التوصل معهم إلى نتيجة وتم تحميله مسؤولية الحادث، وقضت عليه المحكمة بدفع دية السائق المتوفى وقيمتها 200 ألف درهم، ونظراً لعجزه عن دفع الدية لايزال مسجوناً منذ ثلاث سنوات.

وتابع أنه قضى 11 عاماً في دبي، منها ثلاث سنوات داخل السجن، فيما عمل لمدة ثماني سنوات في إحدى الشركات ولم يرتكب حادثاً واحداً في حياته، لافتاً إلى أن لديه أسرة كبيرة تتكون من أبوين وزوجة وطفل (7 سنوات) وطفلة (5 سنوات)، مشيراً إلى أنه كان العائل الوحيد لأسرته، نظراً لكبر سن والده، لكن بعد دخوله السجن اضطر والده إلى العمل حتى ينفق على الأسرة، خصوصاً أن له أشقاء صغاراً.

وأعرب علم عن أمله في أن تساعده مبادرة صندوق الفرج في سداد الدية المستحقة عليه حتى يستطيع الخروج إلى الحرية مجدداً، بعد تجربة مريرة داخل السجن، موضحاً أنه يحب دولة الإمارات ويعتزم استكمال حياته من جديد والعودة إلى عمله بعد الخروج من السجن، مشيراً إلى أنه حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن أثناء وجوده في السجن، ويحرص على تطوير نفسه لحين انتهاء محنته.

وأفاد بأن عمه حاول مساعدته لكن اضطر إلى مغادرة الدولة أخيراً، ولم يعد لديه من يعينه على محنته حالياً، خصوصاً أن مبلغ الدية المطلوب كبير جداً ولا يقوى على سداده، ولا يوجد أحد يقرضه هذا المبلغ.

تويتر