إيجار المنزل يأتي على عائد تجارتها بالكامل

بائعة البهار.. تعيش حياة « خالية من المذاق »

موزة: الإماراتية قادرة على أداء دورها في الشدة والرخاء. الإمارات اليوم

اختارت المواطنة موزة بنت معضد خلفان، ممارسة مهنة التجارة، سعياً لكسب رزق حلال، يعينها على مواجهة احتياجات أسرتها المعيشية المتنامية، ويغطي قيمة إيجار بيتها، على الرغم من أنها تنتمي اجتماعياً إلى فئة المطلقات، وتحصل على إعانة شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية.

ولكن موزة تعاني مشكلة تزعجها وتحرمها راحة البال، تتمثل في عدم امتلاكها بيتاً خاصاً، تعيش فيه مع ابنتها. وهذه «مشكلة عويصة» وفق تعبيرها، لأن قيمة الأقساط التي يتقاضاها المؤجر منها تستنزف عائد تجارتها المالي بالكامل، الأمر الذي يجعل الجهود التي تبذلها من أجل تحقيق أحلامها عديمة القيمة، أو بلا مذاق، كما تقول.

وتؤكد موزة لـ «الإمارات اليوم» أن «عدم وجود بيت، يمثل بالنسبة لي، مشكلة كبيرة، تقلق حياتي وتحرمني النوم، فأنا أقيم في بيت بالايجار مقابل 30 ألف درهم سنوياً، مما يثقل كاهلي ويسبب لي القلق والأرق، لأن هذا المبلغ يأتيأ على العائد المالي الذي أحصل عليه من جهودي التجارية بالكامل، والذي كنت آمل أن أوفره لأسرتي، حتى ألبي لها احتياجاتها، وأحسن مستوى حياتها قليلاً».

أأ وبالنسبة إلى جيرانها في منطقة المعيريض في رأس الخيمة، فقد كان مشهداً مألوفاً أن يروها تخرج من بيتها صباح كل يوم، متأبطة كيساً يحتوي على بضاعتها التي تتكون من مواد تستخدم في المأكولات، مثل البهارات واللومي وبعض أنواع الخضار. لكن مع مرور الوقت فضّلت موزة ممارسة تجارتها وهي جالسة في الأسواق، في زوايا محددة، حتى يسهل على زبائنها العثور عليها عندما يحتاجون إلى شراء شيء من بضاعتها.

وتحكي موزة عن مصاعب عدة، واجهتها خلال سعيها الدؤوبأ طلباأ للرزق، كان من أقساها الانتقادات التي وجهت إليها والتعليقات المحبطة، بسبب خروجها للعمل، إذ رأى بعض أقربائها في ذلك شيئاً معيباً.

ومنهم من أبلغها بأن عملها يتعارض مع التقاليد الاجتماعية، فيما قال آخرون إن خروج المرأة للعمل في الأسواق لا يليق بمكانة المواطنة.

أما الزبائن الذين تتعامل معهم بالبيع والشراء، فلم يكونوا قادرين على إخفاء مظاهر الاستغراب عندما يعلمون أنها مواطنة إماراتية، لأنهم لم يعتادوا رؤية المرأة المواطنة تتاجر في الأسواق.

لكن ذلك كلّه لم يثن عزيمة موزة، ولم ينل من إصرارها على الاستمرار في العمل والنجاح، لأنها تؤمن بأن المهنة التي تمارسها شريفة، وهي تؤدّيها في وضح النهار، وأمام أعين الجميع بلا شعور بالخجل أو العـار. أ وتؤكد موزة لـ «الإمارات اليوم» أنها سعيدة بمهنتها، لأنها توفر للمواطنين والمقيمين احتياجات عدة.

وتضيف: «أنا راضية تماماً عن نفسي، وأشعر بالفخر لكوني مواطنة أثبتت للجميع أن المرأة الإماراتية التي شاركت الرجل مصاعب الحياة القاسية قبل الطفرة الاقتصادية، تستطيع أن تكون كذلك حتى بعد الطفرة الاقتصادية. لكنني أشعر بأن رحلتي ستكون طويلة جداً، وأن عدم وجود بيت سيكون العقبة الأكبر في طريقي».

للتواصل مع حملة «تراحم»

يمكنكم الاتصال بهاتف رقم 0502630666

تويتر