سجنـاء في دبي يحلـمــون بـ « بداية جديدة »
حال عدم استطاعة ثمانية نزلاء في السجن المركزي في دبي سداد ثمن تذاكر السفر دون عودتهم إلى بلدانهم، على الرغم من انتهاء مدد محكومياتهم، وصدور أحكام قضائية بإبعادهم عن الدولة، وشمولهم بالعفو في الشهر الكريم.
وناشد النزلاء أصحاب الأيادي البيضاء مساعدتهم على تأمين ثمن تذاكر السفر، حتى يتمكنوا من العودة إلى بلدانهم، والعيش مع ذويهم، معربين عن شعورهم بالندم، بسبب ما اقترفته أيديهم من ذنوب في حق أنفسهم، وعائلاتهم والآخرين، ومؤكدين رغبتهم في بدء حياة جديدة خالية من الأخطاء.
وقال سليمان محمد عثمان، (باكستاني)، لـ«الإمارات اليوم»، إنه دخل السجن بتهمة السرقة عام ،2010 وحكم عليه بالسجن ثمانية أشهر، والإبعاد عن أرض الدولة، وقد انتهت فترة عقوبته منذ نحو ثمانية أشهر، لكنه لم يستطع مغادرة السجن، لأنه لا يملك ثمن تذكرة سفره إلى بلده، لتنفيذ الشطر الثاني من الحكم، وهو الإبعاد.
وأضاف سليمان، البالغ من العمر 41 عاماً: «لقد سددت ثمن جريمتي مضاعفاً، لكنني عاجز عن سداد ثمن تذكرة السفر حتى أتمكن من العودة إلى بلادي وبدء حياتي من جديد. أنتظر من يمدّ لي يد المساعدة، ويفتح أمامي باب العودة إلى عائلتي».
أما جهانثير سوامياه، بنغالي الجنسية، الذي صدر ضده حكم بالحبس أربعة أشهر والإبعاد عن أرض الدولة، على خلفية قضية سرقة، فقال إنه يشعر بالندم على ما اقترفته يداه، ويحلم بأن تتاح له العودة إلى المجتمع والناس، وأن يتمكن من العمل، حتى يعيل أسرته، ويؤدي دوره نحوها كاملاً.
وكان جهانثير البالغ من العمر 34 عاماً، قد أنهى مدة العقوبة في شهر يناير الماضي، أي قبل نحو سبعة أشهر، لكنه لم يستطع مغادرة السجن بسبب عدم قدرته على تأمين ثمن تذكرة السفر للعودة إلى بلاده.
وأكد نارتيال تنكلا، كاميروني الجنسية، ويبلغ من العمر 34 عاماً، أنه مرّ بتجربة صعبة جداً، خسر فيها كثيراً من الأشياء، لكنه تعلم منها أشياء كثيرة أيضاً.
وتابع: «دخلت السجن بتهمة التزوير عام ،2009 وصدر ضدي حكم بالحبس ثلاث سنوات مع الإبعاد عن أرض الدولة، لكن شملني العفو بسبب حفظي القرآن الكريم كاملاً. وأصبح في وسعي الخروج من السجن، واستعادة حياتي، وإعادة تصويب مسارها، لكن المشكلة أنني لا أجد من يساعدني على تأمين ثمن تذكرة السفر حتى أتمكن من العودة إلى وطني».
وناشد نارتيال أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته على الخروج من محنته، ومدّ يد الخير له، لأنه يشعر بأنه لايزال يمتلك الفرصة لمساعدة نفسه، كما يقول.
وبنبرة مشابهة، تحدّث كل من «جو هوك» و«نج سن هونغ»، اللذين سجنا عاماً، بعد إدانتهما في قضية تقليد عملات، وصدر ضدّهما حكم بالإبعاد عن الدولة، مؤكدين أن العفو الذي شملهما أخيراً، بعدما قضيا فترة حكمهما في السجن المركزي، سيساعدهما على معرفة الطريق الصحيح الذي يتعين عليهما أن يسلكاه في حياتهما المقبلة.
ولكن «جو» و«نج»، وهما من الجنسية الماليزية، لا يستطيعان التكفل بتذاكر سفرهما إلى بلدهما، لذا، فهما يناشدان من لديه إمكانات مالية أن يساعدهما على شراء تذاكر سفرهما إلى دولتهما.
ويعيش كلّ من «دليب كومار» هندي، و«ازاد خودو بيري» أوزباكستاني، و«أوبيكا ميشيل» نيجيري، أوضاعاً مشابهة للأوضاع التي يعيشها السجناء السابقون، فقد قضوا فترة محكوميتهم، لكنهم لايزالون قابعين في السجن، في انتظار من يساعدهم على تأمين ثمن تذاكر السفر، حتى يتمكنوا من تنفيذ حكم الإبعاد عن الدولة.
جدير بالذكر أن وزارة الداخلية، ممثلة في صندوق «الفرج»، وقعت أخيراً مذكرة تفاهم مع «الإمارات اليوم»، بهدف التعاون المشترك بين الجانبين، لمساعدة الحالات الإنسانية من نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية من المعسرين على مستوى الدولة، وتسوية قضاياهم المالية، وتسديد ديونهم المدنية، والدّيات الشرعية المترتبة عليهم، إضافة إلى تذاكر السفر، بهدف الإفراج عنهم.