أكدت أن المبنى متهالك.. وسكان شككوا في صدقية الأسباب
«وصل» تنذر سكان بناية في الكرامة بإخلائها
عدّ سكان بناية في منطقة الكرامة قرار مؤسسة «وصل»، التابعة لمؤسسة دبي للعقارات، بوجوب ترك شققهم في موعد أقصاه 31 ديسمبر المقبل، مفاجئاً وغير مناسب لظروفهم العائلية، لاسيما أن عقود الإيجار لعدد كبير منهم تنتهي خلال العام المقبل، موضحين أن معظم سكان البناية تسلموا إنذارات قبل أسابيع تطالبهم بإخلاء شققهم مع نهاية العام الجاري، نتيجة عدم أهلية المبنى للسكن وتهالكه، معتبرة أن ذلك يشكل خطراً عليهم.
في المقابل، قال مسؤول في شركة وصل (فضل عدم ذكر اسمه)، إن قرارها بتوجيه إنذارات الإخلاء جاء نتيجة حرصها على سلامة مستأجريها وعلى حمايتهم من الخطر الذي أصبح وشيكاً، والذي تشكله المباني القديمة في منطقة الكرامة على قاطنيها، نتيجة قدمها الشديد وتهالكها وانتهاء عمرها الافتراضي. وكانت مؤسسة دبي للعقارات أسست مؤسسة «وصل» في العام ،2007 لتطلع بتطوير وإدارة أملاكها العقارية الحكومية وغير الحكومية.
وتفصيلاً، قال مستأجر يدعى أبوحسن ويسكن في البناية المعروفة باسم «R04»، إنه رفض تسلم الإنذار بالإخلاء أو التوقيع عليه، لأنه لا يريد أن يتحمل مسؤولية تسلم الإنذار، «في وقت لا يمكنه فيه تنفيذ محتواه بأي حال من الأحوال»، وفق تعبيره.
وأضاف أن «هناك تجربة مماثلة لمستأجرين كانوا يقطنون بنايات كائنة في منطقة القصيص تديرها «وصل»، لكنهم اضطروا لترك مساكنهم بعد توجيه إنذارات لهم تشير إلى إلزامية الاخلاء، بسبب ضرورة تنفيذ قرار البلدية بهدم المبنى، إلا أن «وصل» لم تباشر حينها الهدم، بل أجرت أعمال صيانة وتجديد للمبنى، على إثرها رفعت أسعار إيجارات الشقق وأجّرتها لمستأجرين جدد. وذكر أبولؤي أن «شركة وصل تسارع في زيادة الإيجار كل عام بنسبة 20٪، إذ إنه كان يدفع نحو 9000 درهم إيجاراً لشقته خلال العام الماضي، ليرتفع إلى نحو 11 ألف درهم خلال العام الجاري، مشيراً إلى عدم اكتفاء «وصل» برفع الأسعار، ومطالبتها السكان بالإخلاء فجأة، مؤكداً أنه تسلم إنذار الاخلاء قبل نحو شهرين، وهي مدة زمنية قصيرة جداً، لا يتمكن خلالها من الانتقال إلى منزل آخر قبل نهاية العام. وأوضح أن «وصل» عرضت عليه الانتقال إلى مساكن أخرى متهالكة أكثر من مسكنه الحالي، معتبراً أن ذلك لا يحل مشكلته، بل يضعه في مشكلة جديدة، كما أنه لا يفسر قرار «وصل» التي تصر على أن قرار الاخلاء يرجع الى عدم أهلية المبنى، في وقت تنقلهم فيه إلى مبنى متهالك أكثر من المبنى الذي يسكنون فيه.
ويرى أبوأحمد الذي يسكن في البناية نفسها، أنه لن يترك شقته في الموعد الذي حدده إنذار الإخلاء، إذ ينتهي عقد إيجاره في يوليو المقبل، مضيفاً أنه من الصعب جداً نقل موقع السكن ونقل الأبناء إلى مدارس أخرى قريبة من موقع السكن الجديد، بعد أن بدأ العام الدراسي. وطالب «وصل» بضرورة تمديد المدة حتى العام المقبل، إلى أن ينتهي العام الدراسي الجاري، مشيراً إلى أنه تقدم بتظلم عبر إدارة حقوق الإنسان في شرطة دبي، يشكو فيه قرار «وصل» بإخلاء السكان شققهم. وأوضح مسؤول في شركة وصل، أنه استناداً إلى تقارير من جهات مختصة تفيد بضرورة إخلاء وهدم هذه المباني القديمة في فترة سريعة، تفادياً لحدوث أي كارثة قد تصيب المستأجرين، فقد وجهت الشركة إنذارات لسكان المبنى بضرورة الإخلاء. وأضاف أن الشركة طالبت جميع المستأجرين بضرورة إخلاء هذه المباني، حفاظاً على سلامتهم، وذلك حتى موعد أقصاه 31 ديسمبر المقبل، مؤكداً أنها عرضت وحدات بديلة على المستأجرين، مانحة لمن تضرروا أكثر الأولوية في استئجارها، وأعطت إضافة إلى ذلك تسهيلات ومزايا إيجارية، تتضمن إلغاء قيمة عمولة الشركة البالغة 5٪ من قيمة عقد الإيجار، إضافة الى إيجار مجاني لمدة شهر على مدة العقد.