« البلدية » تؤكّد حرصها على دعمهم وتوفير الخدمات البيطرية اللازمة للحيوانات
مربو ماشية في رأس الخيمة يطالبــون بحماية تسويقية
طالب مربو ماشية محلية في رأس الخيمة، بلدية الإمارة بتوفير الحماية التسويقية لهم في مواجهة الحيوانات المستوردة، ودعمهم مالياً وعينيا حتى يتمكنوا من الاستمرار بقوة في تربية وتطوير الثروة الحيوانية وحماية الأمن الغذائي، موضحين أنه عندما تدعمهم الجهات المعنية، سيكونون داعمين لجهود الدولة الهادفة لتحقيق الأمن الغذائي اعتمادا على الامكانات المحلية، مقترحين إنشاء سوق خاصة بهم وتخصيص زرائب مجهزة لتربية حيواناتهم.
لحوم محليةأكد أحد أهالي إمارة رأس الخيمة، حسن إبراهيم، حرصه على شراء الحيوانات المحلية لمأمونيتها، مضيفاً أنه لا يطعم أسرته سوى لحوم محلية تعيش في البيئة المحلية وتعتمد في تغذيتها على المراعي الطبيعية، عكس الحيوانات المستوردة التي يطعمها أصحابها أعلافا أو ربما غير أعلاف مصنوعة من مواد قد تضر بالصحة العامة. وطالب بضرورة إنشاء سوق خاصة بالحيوانات المحلية لتسهيل الحصول على هذه المنتجات بصورة مباشرة من البائع إلى المشتري، ومساعدة المواطنين الراغبين في تربية الحيوانات لكي يتمكنوا من تجاوز المصاعب المعيشية والخدمية لحيواناتهم، ومنافسة المنتجات المستوردة من الخارج. |
من جهته، قال مدير عام بلدية رأس الخيمة، المهندس محمد صقر الأصم، إن «البلدية حريصة على تقديم الخدمات لمربي الحيوانات، وخصصت المنطقة الواقعة بالقرب من الجسر ساحة مكشوفة يقصدها المواطنون مربو الحيوانات لبيع منتجاتهم وشراء احتياجاتهم»، مؤكداً أهمية بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية وتحسين سلالاتها والعمل على تكاثرها وتوفير الخدمات البيطرية حماية لها من الأمراض.
وتفصيلاً، تلقت «الإمارات اليوم» شكاوى عدة من المواطنين المهتمين بتربية الحيونات في إمارة رأس الخيمـة، من زيادة كلفة هذه المهنة التي لا تدر عليهم الدخل المناسب، بالإضافة إلى المنافسة التسويقية التي يواجهونها من الحيوانات المستوردة.
وشكا المواطن سعيد الشحي، ارتفاع الكلفة المعيشية لرؤوس الأغنام التي يمتلكها، مشيراً إلى أن الكلفة لا تقل عن 13 ألف درهم شهريا، حتى تصبح الحيوانات جاهزة للبيع، وأنـه يضطر أحيانا إلى بيع بعض رؤوس الأغنـام، كي يتمكن من سداد تلك الكلفة.
وذكر أنه «مثل غيره من مربي الحيوانات يواجه منافسة تسويقية خاسرة مقابل الحيوانات المستوردة، التي غالبا ما تباع بأسعار أقل من مثيلتها المحلية».
وقال مواطن ثانٍ، أحمد علي الشحي، إنه «من الأهالي الذين يعيشون في بيئة جبلية تبعد عن المدن، ومهتم بتربية الحيوانات وبحوزته الآن 17 رأساً من الأغنام، وبعض المواطنين في منطقته لديهم أعداد قليلة بسبب عدم استطاعتهم تحمل نفقات تربية الحيوانات الباهظة»، مطالباً بتوفير حماية تسويقية للمنتجات المحلية، متمثلة في إنشاء سوق خاصة بالحيوانات المحلية في رأس الخيمة، لتحقيق الكثير من المنافع المالية للمواطنين مربي الحيوانات، بهدف تشجيعهم على الاستمرار في تربية الحيوانات وتحسين السلالات وتأمين الحماية لهم من المنافسة التسويقية غير المتكافئة مع الحيوانات المستوردة، مناشداً البلدية توفير رعاية بيطرية لحيواناتهم.
وذكر راشد إبراهيم أنه قبل بضع سنوات كان من المهتمين بتربية الحيوانات ونجح في امتلاك مجموعة تتألف من 30 رأسا من الماعز وكان يبيع إنتاجه في الأسواق بأسعار مغرية لكن مع مرور الوقت ونتيجة لما طرأ من ارتفاع في أسعار العلف الحيواني والخدمات البيطرة، اضطر إلى التوقف عن تربية الحيوانات، بعد تعرضه لخسائر مالية، لافتاً إلى أنه حال تحسن الأمور بعكس ما هي عليه، وتوفير دعم للمربين فإنه سيعود إلى تربية الحيوانات مرة أخرى لدعم الأمن الغذائي.
وشكا ناصر المنصوري ارتفاع أسعار الأغنام المحلية في الأسواق، لافتاً إلى أنه حضر منافسة على شراء ماعز محلي ووصل سعره أكثر من 3000 درهم، مطالباً الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بالثروة الحيوانية المحلية، والسعي إلى تكاثرها وجودتها ما يؤدي إلى خفض الأسعار، وجعل الذبائح المحلية في متناول الجميع.
وأفاد بأنه من الضروري أن تكون تربية الحيوانات المحلية في مقدمة الاهتمامات، وفي صميم المساعي المبذولة لتأمين الأمن الغذائي، ومنحها أهمية كونها تشكل استثمارا لخيرات البيئة المحلية، مشيراً إلى أن إهمال الثروة الحيوانية المحلية سيجعل المجتمع تحت رحمة الحيوانات المستوردة.
في المقابل، قال مدير عام بلدية رأس الخيمة، المهندس محمد صقر الأصم، إن «البلدية حريصة على تقديم كل الدعم لمربي الحيوانات»، مشيراً إلى تخصيص المنطقة الواقعة بالقرب من الجسر ساحة مكشوفة لبيع وشراء الحيوانات المحلية، وهذه المنطقة يرتادها المواطنون مربو الحيوانات للبيع والشراء، خصوصاً في مناسبات مثل الأعياد إذ تكتظ تلك الساحة بالعديد من المواطنين لبيع وشراء الحيوانات بمختلف أصنافها.
وأكد الأصم أهمية بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الثروة الحيوانية المحلية وتحسين سلالاتها والعمل على تكاثرها وتوفير الخدمات البيطرية وحمايتها من الأمراض، مشيراً إلى أن الثروة الحيوانية المحلية تشكل سندا رئيسا للجهود المبذولة لتحقيق الأمن الغذائي، خصوصاً توفير اللحوم الطازجة.
وأضاف أن «العديد من المواطنين في المناطق الجبلية يبذلون جهوداً مقدرة للحفاظ على ما معهم من الحيوانات، وتالياً يمكنهم أن يلعبوا دورا مهما في تطويرها بالنحو الذي يسهم في تغطية جزء مهم من حاجـة الاستهلاك المحلي المتزايد على اللحوم المحلية»