«التعليم العالي»: المشكلة في اختلاف سعر العملة.. و«المالية» تحدد قيمة الصرف

طلبة مبتعثون في «أستراليا» يشــكون ضعف رواتبهم

طلبة مواطنون يدرسون في جامعة «غريفث» الأسترالية يعانون صعوبة المعيشة. أرشيفية

شكا طلاب مواطنون مبتعثون للدراسة في استراليا، ضعف المبلغ المالي الذي يتقاضونه من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرين إلى أنه وصل إلى نحو 2900 دولار استرالي شهرياً، بعد أن كان الراتب يساوي 4000 دولار في عام ،2008 مؤكدين أنه لا يكفي لسد احتياجاتهم مع ارتفاع مستوى المعيشة في استراليا، ما يؤثر سلباً في قدرتهم على التعلم، مطالبين برفع المبلغ ليتناسب مع مستوى المعيشة، فيما أكد مدير عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سعيد الحساني، أن الوزارة لم تخفض رواتب الطلبة الدارسين في استراليا، موضحاً أن المشكلة نتجت عن اختلاف سعر صرف الدولار الاسترالي، مؤكداً أن الوزارة تعتمد الرواتب التي تحددها وزارة المالية وفق الدراسة الدورية لأسعار العملات.

وتفصيلاً، شكا الطالب خالد الحوسني، الذي يدرس الهندسة في جـامعة «q .u .t» في استراليا ضعف الراتب الذي يحصل عليه من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الذي وصلت قيمته أخيراً إلى نحو 2900 دولار استرالي، وذلك بعد أن كان نحو 4000 دولار في عام .2008 وتابع الحوسني أنه اضطر إلى السكن بعيداً عن الجامعة بأكثر من 15 كيلومتراً، بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار السكن، الذي يلتهم نحو نصف الراتب، فضلاً عن ارتفاع مستلزمات الحياة الأساسية من طعام وشراب في استراليا.

شروط الابتعاث

وضعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الدولة شروطاً عدة لابد من توافرها في الطلبة المبتعثين للدراسة خارج الدولة، أهمها:

أن يكون الطالب من مواطني الدولة، وأن يكون حسن السير والسلوك.

أن يكون حاصلاً على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها بنسبة 90٪، وينظر إلى النسبة الأعلى في حال تقدم أعداد كبيرة للابتعاث.

يشترط ألا تقل درجة امتحان «السيبا» في اللغة الإنجليزية والرياضيات عن 150 درجة.

يجب أن يكون الطالب حاصلاً في شهادة الصف العاشر والحادي عشر على نسبة 80٪ فما فوق، وذلك حسب متطلبات بعض المؤسسات التعليمية.

يشترط ألا يقل معدل الطالب في المؤهل السابق للدراسات العليا عن جيد جداً.

يجب أن تتم معادلة الدرجة العلمية السابقة للمرحلة المطلوبة حال الحصول عليها من جامعات خارج الدولة أو تصديقها حال الحصول عليها من مؤسسات تعليمية خاصة داخل الدولة.

تكون الدراسة عن طريق الانتظام الكامل في بلد الدراسة.

يقتصر الابتعاث على الدولة التي تحددها الوزارة سنوياً وعلى الطالب تحديد رغبتين منها، ويحق للوزارة اختيار إحداها وفق خطتها الاستراتيجية.

يشترط أن يكون التخصص المطلوب ضمن التخصصات التي تحددها الوزارة سنوياً.

وقال الطالب محمد عبدالله المازمي، يدرس إدارة إنشاءات عقارية في جامعة «غريفس» في استراليا، إنه يدفع شهرياً نحو 1200 دولار، إيجاراً للمسكن، ويتبقى له نحو 700 دولار عليه أن يقضي بها بقية احتياجاته على مدار الشهر، مشيراً إلى أنه توقع زيادة في رواتب الطلبة المبتعثين مع بداية العام الجديد، إلا أن الطلبة لم يجدوا سوى 200 دولار تمت إضافتها إلى الراتب، ليصبح راتبهم الحالي 2900 دولار، نظراً لتغير سعر صرف العملة فقط.

وأشار المازمي إلى أن تلك المشكلة التي يعاني منها الطلبة المبتعثون للدراسة في استراليا تؤثر سلباً في نفسياتهم، وفي قدرتهم على التعلم، مشيراً إلى أنه يضطر بداية من نصف الشهر إلى السحب من بطاقات الفيزا بالسالب، لانتهاء الراتب مبكراً.

وأعرب الطالب سيف محمد أبوالمالح، الذي يدرس هندسة الطيران في جامعة «q .u .t» في استراليا عن قلقه من صعوبة التأقلم مع تذبذب سعر العملة الذي يحدث باستمرار، والذي يضعهم في حرج كبير، ويؤثر في حياتهم الدراسية والشخصية. وطالب أبوالمالح، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بضرورة النظر إلى الدارسين في الخارج بشيء من الاستثناء، لافتاً إلى أن مشكلات صرف العملة تؤثر فيهم سلباً، موضحاً أن مهمتهم التي ابتعثوا من أجلها تتطلب عدم التفكير في ما سواها، لكن ضعف المخصصات المالية، وعدم كفايتها، يصعبان عليهم المهمة. وشدد على ضرورة أن تحدد رواتب الطلبة المبتعثين وفق ظروف البلد الذي يدرسون فيه، بعد دراسة أوضاعه وظروفه المعيشية، من أجل توفير البيئة التعليمية المناسبة لهم. وشكا الطالب (م.ع) خفض رواتب الطلاب المبتعثين في استراليا من 4300 دولار إلى 2750 دولار أخيراً، بسبب ارتفاع قيمة الدولار السوقية، مشيراً إلى غلاء المعيشة في استراليا، وعدم كفاية الراتب لسداد متطلبات المعيشة، موضحاً أن إيجار السكن في استراليا يتطلب نحو 1450 دولاراً شهرياً، بينما يتكلف الطعام ومتطلبات المنزل نحو 1000 دولار شهرياً، ولا يتبقى من الراتب إلا نحو 300 دولار فقط لا تكفي لسداد فواتير الكهرباء والماء والغاز والإنترنت. وأشار إلى أنه يتم تغيير الراتب كل ستة أشهر، لأن قيمة الراتب ثابتة بالدرهم، ويتم تغيره حسب قيمة الدولار السوقية كل أستة أشهر، مضيفاً أنه عندما سافر إلى استراليا في نوفمبر ،2009 كان الراتب يساوي 4300 دولار، ثم انخفض إلى 4000 في ديسمبر ،2009 وفي يونيو 2010 اصبحت قيمته 3700 دولار، وفي ديسمبر 2010 تراجع إلى 3500 حتى وصل إلى 2900 دولار أخيراً وهو راتب لايكفي لسد احتياجاتنا.

في المقابل، أكد مدير عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سعيد الحساني، أن راتب الطلبة المبتعثين يحدد بالعملة المحلية للدولة، وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 15 لسنة ،2008 الذي حدد راتب الطلبة لدرجة البكالوريوس، للأعزب مبلغ 8000 درهم، والمتزوج 12 ألف درهم، وراتب طلبة الدراسات العليا 10 ألف درهم للأعزب والمتزوج 14 ألف درهم، مشيراً إلى أن ما حدث ناتج عن عدم استقرار سعر الصرف مقابل الدرهم، ولذلك فإن الشكوى تأتي من طلبة استراليا فقط، بينما طلبة بقية الدول لم تتغير رواتبهم، إما لارتباط الدرهم بالدولار كما في الولايات المتحدة، أو لضيق هامش سعر الصرف بالنسبة للعملات الأخرى.

وذكر أن وزارة المالية تدرس قيمة الدرهم مقابل العملات الأخرى كل ستة أشهر، ثم تحدد قيمة الراتب للطلبة في الدول التي تحدث فيها مشكلات نتيجة اختلاف سعر صرف العملة في الدولة التي يدرسون فيها، وتحديد المبلغ المالي المستحق لهم وفق هذا الاختلاف، سواء كان زيادة أو نقصاً.

تويتر