إدارة المدرسة: اتخذنا إجراءات كفيلة بحماية خصوصية جيراننا
عائلة مواطنة تتضرر من إزعـــاج مدرسة مجاورة
اتهمت عائلة مواطنة، مدرسة النور الدولية الخاصة في الشارقة، بالإزعاج الدائم وانتهاك خصوصيتها منذ عشرات السنين، موضحة أن المدرسة ملاصقة للبيت وحافلات المدرسة تقف أمام المدخل، كما الكرة تصل إلى ساحة البيت أثناء حصص التربية الرياضية، مشيرة إلى أن المدرسة تمارس ضغوطها عليها طوال الوقت بقصد أو دون قصد، من أجل شراء البيت بثمن بخس لعمل توسعات في المدرسة.
من جانبه، قال مدير المدرسة، طارق الشيخ «اتخذنا إجراءات لحماية الأسرة من الإزعاج، وصون خصوصيتها»، متابعاً «أنشأنا جداراً فاصلاً بين المدرسة والبيت يمنع وصول الكرة إلى فناء البيت، ومنعنا توقف الحافلات المدرسية أمام مدخل البيت»، مشيراً إلى أن فكرة شراء البيت كانت منذ سنوات وغير مطروحة حالياً.
وتفصيلاً، قالت المواطنة شروق محمد، لـ «الإمارات اليوم» إن «الأسرة تعاني منذ عشرات السنوات انتهاك الخصوصية التي تسببها لنا مدرسة النور، الملاصقة لبيتنا إثر التوسع المستمر للمدرسة ومبانيها، أو من خلال وقوف حافلات المدرسة وسيارات أهالي الطلبة أمام مدخل البيت، ما يمنعنا من الحركة بحرية»، ما اضطرنا إلى استئجار بيت آخر سننتقل إليه قريباً، بعدما أصبح بيتنا غير صالح للإقامة فيه بسبب الإزعاج المستمر».
وأضافت «نعاني ممارسات وسلوكيات مزعجة وضغوطاً عدة، من المدرسة بقصد أو دون قصد»، لافتة إلى أن «المدرسة حاولت أكثر من مرة شراء البيت، ونظراً لكثرة الضغوط ورغبتنا في الهدوء والاستقرار وافقنا على بيع البيت للمدرسة، قبل سنوات عدة، لكن المدرسة عرضت ثمناً زهيداً لا يتناسب مع قيمة البيت ومساحته، وعبثاً حاولنا مع إدارة المدرسة رفع الثمن لكنها رفضت، وبدورنا رفضنا البيع، ما زاد من حجم الضغوط والممارسات المزعجة».
وتابعت أن «المعاناة طالت أقاربنا الذين يزورونا جراء الإزعاج والضغوط التي تسببها لنا المدرسة، وفي أكثر من مرة حاولنا التواصل مع مختلف الجهات الحكومية في الشارقة، ولم نحصل على رد، خصوصاً في السنوات السابقة، إذ كنت صغيرة السن ووالدتي تخجل من الشكوى والمتابعة والمطالبة، أما اليوم وقد أدركت ولمست حجم المشكلة وتبعاتها وحجم الضغوط التي تمارسها المدرسة ضدنا، أيقنت أن هذه المشكلة لابد من حلها».
وأكدت شروق أنها «ترغب في بيع البيت لكن بسعر معقول وليس كما عرضت علينا المدرسة بمقايضة البيت بشقة تتكون من غرفتين وصالة، لأننا ما عدنا نحتمل كل تلك المضايقات والإزعاج، ولم يعد لدينا رغبة في البقاء في البيت بسبب ممارسات المدرسة التي أساءت لنا كثيراً».
مشيرة إلى «أننا اضطررنا بسبب كل تلك الإزعاجات إلى البحث عن بيت للإيجار وعثرنا على بيت مناسب وسننتقل إليه قريباً بعد الانتهاء من بعض أعمال الصيانة فيه، لأننا ما عدنا نحتمل البقاء في هذا البيت»، لافتة إلى أن «بيتنا أصبح جزءاً من المدرسة خصوصاً بعد إجراء توسعات عدة في المدرسة، وإضافة مبانٍ وغرف صفية لها على حساب راحتنا وخصوصيتنا».
وتساءلت «كيف يتم الترخيص لمدرسة بتوسعات على حساب راحة وخصوصية السكان والمواطنين وحرمانهم من التمتع بقسط من الهدوء»، متابعة «أنني في الفترة الأخيرة تقدمت بشكوى للجهات المعنية، وأنتظر الرد سريعاً ومناسباً ومنصفاً ليريحنا من المعاناة اليومية التي لا تنتهي منذ عشرات السنين، وكل ما نتمناه الراحة والهدوء والاستقلالية والحفاظ على الخصوصية التي هي حق طبيعي وأساسي لكل فرد في كل أسرة».
وأضافت «سبق واشتكينا في مركز شرطة الغرب على المدرسة، بعدما قفز طالب داخل البيت من فوق الجدار، ولم تكن تلك الحالة الوحيدة، بل تكررت كثيراً، ولكن في تلك المرة استطعت أن أصوره وهو يقفز». متابعة «الشرطة لم تفعل شيئاً سوى احتجاز الطالب نصف يوم ثم أطلقته، ولم تحرك ساكناً بشأن الأسوار ولا الحافلات ولم تضع حداً لمنع دخولهم مرات أخرى»، متساءلة «ما رأي القانون في مثل هذه القضية التي تسبب لنا الإزعاج والأذى والتدخل في خصوصيتنا كل لحظة؟ وما دور الشرطة في مسألة وقوف الحافلات وسيارات ذوي الطلبة في مدخل البيت، وتمنعنا من الدخول والخروج وتجعلنا ننتظر طويلاً حتى ندخل بيتنا؟ وهل هناك قوانين في البلدية تتيح هذا الأمر أو ترفضه، أقصد هل يجوز بناء المدارس ملاصقة للبيوت إلى هذا الحد؟».
وأكدت أن «المدرسة تمارس ضدنا ضغوطاً كثيرة بما فيها استمرار قرع الجرس على مدار الساعة وليس وقت الدوام الرسمي فقط، وكل ما تقوم به تجاهنا لا يمكن وصفه إلا بالتحايل المفضوح من أجل دفعنا إلى بيع البيت».
وقالت «الطلاب (ومنهم شباب وأطفال) يتسللون إلى بيتنا، ويطرقون الجرس والباب بلا داعٍ بما يشغلنا عن أعمالنا ويؤذي أسماعنا لأن الطرق يكون عالياً جداً، وأحياناً يستعملون قطعاً حديدية أو حصى، ويقذفونها داخل البيت، حتى اضطررنا إلى تركيب مظلة داخلية، خوفاً من الاصابة»، مشيرة إلى أن «الإزعاج المستمر يحطم أعصابنا ويخلق التوتر والاكتئاب داخل البيت، ولا يراعي وجود مرضى أو كبار السن أو أطفال».
وتابعت شروق أن «المدرسة أحاطت بيتنا بسور الملاعب من ثلاث جهات، وبدا بيتنا كأنه سجن محاط بالأسوار».
وبدوره، قال مدير مدرسة النور الدولية في الشارقة، طارق الشيخ «قمنا بكل ما في وسعنا لضمان حرية جيراننا، ومن بين تلك الإجراءات إنشاء جدار يمنع دخول الكرة إلى فناء البيت، ويحفظ استقلالية وخصوصية الأسرة، بالإضافة إلى منعنا وقوف الحافلات المدرسية أمام مدخل البيت، كي لا نتسبب لهم في الأذى أثناء الدخول والخروج من البيت». ولفت إلى أن «مسألة شراء البيت كانت في مرحلة سابقة ومضى عليها زمن طويل وغير مطروحة في الوقت الحالي، خصوصاً أننا قمنا بكل الخطوات والإجراءات التي لا تلحق الأذى والضرر بالأسرة المجاورة، وفي ما يتعلق بتوسعنا، فإننا لا نستطيع القيام بأية خطوة في هذا الخصوص إلا من خلال الموافقات الرسمية والإجراءات القانونية، وبالتالي عندما نقرر التوسعة يتم ذلك بخطوات وإجراءات رسمية وقانونية وعمليات كشف ومتابعة من قبل الجهات المعنية، وبالتالي فما نقوم به أو ما قمنا به سابقاً قانونياً ومسموحاً به، لأنه لا يمكن لنا التوسعة مهما كانت بسيطة إن لم نحصل على موافقات بهذا الشأن».