خريجات «تربية» ينتظرن «الشواغـــر» منذ 10 سنوات

قالت مواطنات إنهن تخرجن في كلية التربية بتخصصات مختلفة، منذ نحو 10 سنوات، وطوال هذه السنوات لم يستطعن الحصول على وظيفة مناسبة في وزارة التربية والتعليم، على الرغم من اجتيازهن عدداً من المقابلات الشخصية أكثر من مرة، كلما أعلنت الوزارة عن حاجتها إلى معلمين جدد، فيما أفاد وزير التربية والتعليم، حميد القطامي، بأن الوزارة تتولى تعيين المعلمين وفق احتياجاتها الفعلية كل عام، مشيراً إلى أن مشكلة هؤلاء الخريجات، مرتبطة بشكل أساسي بمتطلبات سوق العمل لكل تخصص على حدة.

وأكد القطامي حاجة الوزارة إلى جميع التخصصات بلا استثناء، إلا أن الشواغر التي تتوافر سنوياً تحدد أعداد المعلمين المطلوب تعيينهم، وذلك بعد استيفاء الشروط المطلوبة واجتياز اختبارات الوزارة.

إعادة صياغة

أكد تربويون أن العملية التعليمية ليست في حاجة فقط لتخصصات جديدة، ولكنها تحتاج إلى إعادة صياغة بعض التخصصات الحالية أيضاً، مؤكدين وجود ضرورة ملحة لتوفير عوامل جذب للمواطنين في قطاع التعليم، الذي يشهد عزوفاً كبيراً من قبل الذكور، حيث يبلغ عدد الملتحقين منهم بكليات التربية «صفراً»، فيما تشهد أعداد الطالبات الإناث الملتحقات بالكلية نفسها حالة من الثبات.

وقال مدير جامعة الإمارات، الدكتور عبد الله الخنبشي، لـ «الإمارات اليوم» إن الإقبال على الالتحاق بكليات التربية شهد تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة بسبب ضعف فرص التوظيف بعد التخرج.

وأفاد بأن الأعداد الحالية لخريجي كليات التربية لا تلبي احتياجات سوق العمل في مهنة التدريس، الأمر الذي ينذر بوجود مشكلة في توطين تلك المهنة مستقبلاً، إذا لم يتم تدارك تلك المشكلة ووضع الخطط والحلول المناسبة لها في أقرب وقت، سواء من خلال توفير مزايا وظيفية للمعلمين المواطنين في قطاع التعليم تنافس المهن الأخرى، أو من خلال تقديم خطط دراسية في الجامعات ترشد الطلاب لاحتياجات سوق العمل.

من جانبه حذر رئيس جامعة حمدان بن محمد الإلكترونية، الدكتور منصور العور، من إغلاق بعض الأقسام في جامعات، نتيجة تراجع إقبال الطلاب عليها، إضافة إلى ضعف تركيز كثير من المؤسسات التعليمية على تدريس العلوم الأساسية، مثل اللغة العربية والرياضيات والكيمياء والفيزياء، وغيرها من العلوم التي تبنى عليها التخصصات المختلفة، مؤكداً الحاجة الماسة إلى دعم هذه العلوم. وطالب بضرورة إيجاد محفزات للطلاب للالتحاق بالتخصصات التي أوشكت على التلاشي، ودراسة أسباب الإحجام عنها جيداً ووضع الحلول المناسبة لها، عازياً ذلك الإحجام إلى أساليب التدريس والمحتوى اللذين تعتمد عليهما بعض الجامعات، مؤكداً الحاجة إلى إعادة النظر فيهما، وطالب بتعزيز أساليب التعليم الإلكتروني كونه من أهم التخصصات التي تحتاج إليها الدولة حالياً ومستقبلاً.

وتفصيلاً، ذكرت المواطنة زينب حمود راشد، أنها منذ أن تخرجت في كلية التربية جامعة الإمارات سنة ،2003 تخصص التاريخ، وحتى اليوم، وهي تبحث عن فرصة عمل معلمةً، مشيرة إلى أنها خلال تلك السنوات أجرت أربع مقابلات في وزارة التربية والتعليم عقب إعلان الوزارة عن حاجتها إلى معلمين جدد، وفي كل مرة لا تحصل سوى على الوعود فقط.

وأكدت أنها في كل مرة تجتاز الاختبارات بنجاح، إلا أنها في النهاية تفاجأ بعدم وجود شواغر في تخصص مادة التاريخ، وتضطر إلى الانتظار حتى الإعلان عن وظائف جديدة.

وأشارت زينب إلى أنها بعد مرور كل هذه السنوات، بدأت تفقد الأمل في الحصول على فرصة عمل مناسبة، في التخصص الذي درسته وقضت فيه سنوات الجامعة تحلم بالوظيفة، خصوصاً بعدما اكتشفت أن تخصص التاريخ غير مطلوب منذ نحو أربع سنوات، في كثير من المناطق التعليمية.

وأضافت أنها حاولت التقدم للحصول على وظيفة في أماكن مختلفة إلا أن شهادتها معلمة تاريخ غير مطلوبة، ولا تؤهلها للعمل في أي تخصص آخر، الأمر الذي يشكل عقبة كبيرة في طريق حصولها على فرصة عمل مناسبة، مطالبة وزارة التربية والتعليم بالنظر إلى مشكلة عشرات الخريجات في التخصصات غير المطلوبة بشكل كبير، وتأهيلهن للعمل في تخصصات أخرى حتى لا تذهب سنوات دراستهن التي قضينها في الجامعة هباءً.

من جانبها أكدت المواطنة شيخة عبيد علي، أنها تواجه مشكلة البحث عن وظيفة، منذ تخرجها في كلية التربية جامعة الإمارات، تخصص التربية الإسلامية، سنة ،2001 مشيرة إلى أنها تقدمت للحصول على وظيفة ثلاث مرات، من دون جدوى، الأمر الذي اضطرها أخيراً إلى العمل معلمة مساعدة في مدارس تعليم الكبار، براتب 1000 درهم شهرياً.

وأشارت إلى أنه يتم الإعلان عن وجود شواغر كل سنة، إلا أن هذه الشواغر تكون محدودة للغاية ولا تستوعب كثيراً من الخريجات، وفي كل سنة تجتاز اختبارات ومقابلات ثم تنتظر إلى العام التالي ولا تملك سوى الصبر والانتظار على أمل تحقيق حلمها في العثور على وظيفة، مطالبة وزارة التربية بضرورة العمل على حل مشكلات المواطنات الخريجات.

وقالت المواطنة عائشة أحمد عبدالله، إنها تخرجت في كلية التربية سنة ،2001 تخصص لغة عربية، وطوال هذه السنوات فشلت في العثور على فرصة عمل في وزارة التربية والتعليم، في تخصصها، لافتة إلى مرورها بكثير من التجارب في الالتحاق بالوظائف التي تعلن عنها الوزارة سنوياً، مطالبة بضرورة توفير شواغر للخريجات المواطنات، خصوصاً اللائي مضى على تخرجهن سنوات كثيرة من دون عمل.

وذكرت المواطنة سندية عبدالله خليفة، خريجة كلية التربية، تخصص التاريخ دفعة ،2004 أن مشكلة نقص الشواغر تواجهها منذ تخرجها، وحتى اليوم، مشيرة إلى أنها تقدمت للحصول على وظيفة في وزارة التربية والتعليم مرات عدة منذ تخرجها، وفي كل مرة تتلقى الاجابة نفسها «إن تخصص التاريخ غير مطلوب ضمن الشواغر المتوافرة في منطقة الفجيرة التعليمة»، لافتة إلى أنها تتبع منطقة الفجيرة بحكم محل إقامتها.

وقالت طالما أن الوزارة لا تحتاج إلى معلمات مادة تاريخ لماذا هذا التخصص موجود حتى الآن في كلية التربية؟ لماذا لا يوجهون الطلبة إلى التخصصات المطلوبة بدلاً من تخريج عاطلين وعاطلات؟ مطالبة وزارة التربية والتعليم بالعمل على حل هذه المشكلة، مؤكدة أنها ترغب في العمل والاستفادة من دراستها.

الأكثر مشاركة