«المنطقة التعليمية»: الدرجات المخصصة للأسئلة تتناسب مع ورقة الامتحان
طلبة في رأس الخيمة يتضرّرون من توزيع درجات الامتحانات
أعرب ذوو طلبة في الثانوية العامة بإمارة رأس الخيمة، عن انزعاج أولادهم من الطريقة التي استخدمت في التصحيح ورصد درجات امتحانات الفترة الأولى، مشيرين إلى ان الدرجات المخصصة لأوراق الامتحانات كانت غير منصفة، بل مدمرة لطموحات أولادهم، بعدما أخفقوا في الحصول على نسب نجاح مرتفعة تمكنهم من تحقيق رغباتهم الأكاديمية.
ومن جانبه، قال نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، إبراهيم البغام، إن مسألة تحديد الدرجات لكل سؤال في الامتحانات لا تأتي من فراغ بل نتيجة التطورات التي أدت إلى تقليص عدد أوراق الامتحان، وأصبح عددها يراوح بين ثلاث وأربع ورقات، وزيادة الدرجات المخصصة للأسئلة، مشيراً إلى أن الامتحانات تخضع لمراقبة التوجيه، ورصد كل ما يحدث ميدانياً وتسجيل الملاحظات، خصوصاً عندما تكون هناك مشكلة عامة لرفع الظلم عن الطلبة.
معالجة الإخفاقات أبدت والدة طالبة بمدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي في رأس الخيمة، زهرة علي، استغرابها درجات امتحانات الفترة الأولى المتدنية، قائلة إن «زملاء ابنتها في المدارس الخاصة حصلوا على علامات مرتفعة، بينما حصل زملاؤها في مدارس التعليم العام على علامات متدنية، على الرغم من أن الامتحانات موحدة»، لافتة إلى وجود ظلم لحق بطالبات المدرسة، مطالبة إدارة المنطقة التعليمية بالسعي بصورة جادة لمعالجة كل الإخفاقات التي حدثت في الفترة الأولى وحرمت الطالبات تحقيق نسب نجاح مقنعة. |
تفصيلاً، أكد ذوو طلبة وجود خطأ في مصطلح في ورقة امتحان الجيولوجيا تسبب في فقدان طلبة ثلاث درجات مرة واحدة، مشيرين إلى أن عدم التزام طلبة بالنص في الإجابة عن أسئلة الامتحان ولو بكلمة واحدة أدى إلى فقدانهم درجة السؤال بالكامل، مطالبين بمراعاة أولادهم في ما تبقى من امتحانات لتعويض ما لحق بهم من احباط بسبب توزيع الدرجات واجحاف التصحيح، وفق تعبيرهم.
وقال (حميد)، والد طالب بالمرحلة الثانوية، إن ابنه أدى امتحانات المرحلة الأولى وفوجئ بتدني درجاته بسبب الأسلوب المتبع في التدقيق الذي يلتزم بنص الإجابة الموجودة في نموذج التصحيح، وأي تغيير في النص يفقد الطالب درجة السؤال، مطالباً بضرورة مراعاة هذه الجزئية في الامتحانات المقبلة.
وذكرت (أم شيخة) والدة طالبة في مدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي في رأس الخيمة، أن ابنتها التي تدرس في القسم العلمي تعد متفوقة وتتوقع لها معلماتها الحصول على التميز في شهادة الثانوية العامة، لكن المفاجأة كانت في نسبة نجاحها غير المقنعة في امتحانات الفترة الأولى، إذ حصلت على نسبة مخيبة للآمال والطموحات.
وأضافت «بعد ظهور النتيجة فوجئنا بالدرجات المتدنية، ولم نسكت على ذلك لأن قناعتنا بأن ما حدث لا يعبر عن المستوى الأكاديمي الحقيقي لابنتنا، وبادرنا بالاتصال بكل بالجهات المعنية لتفسير ما حدث، مثل إدارة المدرسة والمنطقة التعليمية وحتى المعلمات القائمات على تدريس المواد، وخلاصة ما توصلنا اليه يكشف عن ظلم واضح وقع على الطالبات بسبب توزيع الدرجات وأيضاً طريقة التصحيح التي تعتمد الحرمان الكامل من الدرجة المخصصة للسؤال حتى ولو بخطأ جزئي بسيط.
وطالبت (أم شيخة) بمزيد من المراعاة للطالبات الممتحنات وتوزيع درجات الأسئلة بعدالة عند التصحيح تجنباً لإلحاق الضرر بالطالبات.
وأكدت والدة الطالبة (سارة) تعرض ابنتها إلى اجحاف هي وزميلاتها الطالبات في امتحانات الفترة الأولى، مشيرة إلى أن توزيع الدرجات منح العديد من الأسئلة البسيطة درجات كبيرة مثل ما حدث في امتحان الجيولوجيا، إذ تم تخصيص ثلاث درجات للأسئلة المتعلقة بتعريف المصطلحات، ما يعني أن وقوع الطالبة في ثلاثة أخطاء يحرمها من الحصول على نتيجة نجاح بنسبة 90٪، حتى لو تمكنت من الإجابة الصحيحة عن جميع الأسئلة الأخرى.
وترى أن ما تبقى من الامتحانات يتطلب اعادة النظر في طريقة رصد الدرجات، بحيث تكون منصفة لجهود الطالبة، ولا تضيع جهودهم هباء. وتتساءل والدة الطالبة (حصة) «لماذا تخسر الطالبة درجات السؤال كاملة لمجرد انها لم تلتزم بالصيغة المنصوص عليها في الاجابة؟»، لافتة إلى أن مجرد تغيير كلمة واحدة في نص الاجابة عن السؤال يكون مدعاة لإقناع المصحح بإعطاء الإجابة علامة الخطأ.
من جهته، أكد نائب مدير منطقة رأس الخيمة التعليمية، إبراهيم البغام، أن توزيع درجات أسئلة الامتحانات لا يأتي عشوائياً إنما تم تحديده وفق منظومة دقيقة، لافتاً إلى أن التطورات الأخيرة في العملية التعليمية أدت إلى تقليص عدد أوراق الامتحان، وما تبع ذلك من تقليص عدد الأسئلة لكل مادة، بحيث أصبحت ورقة الامتحان تراوح بين ثلاث وأربع ورقات، وهو الشيء الذي حدا بواضعي الامتحان إلى الاعتماد على ما قل ودل من الأسئلة، وزيادة الدرجات المخصصة للأسئلة، بحيث تغطي الدرجة الكاملة لكل امتحان. وأشار إلى أنه في السابق كان عدد أوراق الأسئلة لامتحان المادة الواحدة في حدود 10 ورقات، وهو ما يتيح الفرصة لواضعي الامتحانات إعداد أسئلة كثيرة وتحديد درجات أقل لكل سؤال. وأوضح البغام أن تقليص ورقة الامتحان وزيادة الدرجات يمكن ان يؤثرا سلباً في نتائج الممتحنين وفقدانهم درجات كثيرة عندما يخطئون في الإجابة، مشيراً إلى أن جميع الأمور المتعلقة بالامتحانات تخضع إلى المراقبة والتوجيه ورصد كل ما يحدث ميدانياً وتسجيل الملاحظات وإحالتها إلى واضعي الامتحانات لاتخاذ ما يرونه مناسباً، خصوصاً عندما تكون المشكلة عامة وتُشتمّ منه رائحة الظلم.