سكـان فـي مصفــوت يشكـــون إزعاج وغبار الكسّارات
قال سكان في منطقة مصفوت في إمارة عجمان لـ«الإمارات اليوم» إن مساكنهم تضررت بسبب وجود كسارات في منطقة قريبة منها. وأكد أحدهم سقوط لبنة من جدار في منزله على طفله، الأسبوع الماضي، وخلّف كسراً في ساقه، عازياً ذلك إلى تأثير التفجيرات المتكررة في أساسات المنزل. كما شكا السكان الإزعاج المستمر والغبار الذي تسببه التفجيرات، والآليات، ومعدات الحفر، على مدار الساعة. وأضافوا أن مرور الشاحنات بصورة متواصلة من منطقتهم يعرض أطفالهم لخطر الحوادث المرورية.
من جانبه، أكد مدير مكتب بلدية عجمان في مصفوت سالم عبدالله الكعبي، عدم وجود تأثيرات فعلية لقرب المساكن من الكسارات، لافتاً إلى عدم تلقي المكتب أي شكاوى من هذا النوع. وتابع أن البلدية ستمنع الشاحنات من المرور عبر الأحياء السكنية الأسبوع المقبل، بعد إنجاز الشارع الجديد، الذي يربط الكسارات بالطريق الرئيس، حفاظاً على البيئة السكانية.
وتفصيلاً، قال أحد سكان مصفوت إن ابنه محمد (12 عاماً) أصيب بكسر في ساقه جراء سقوط لبنة عليه من جدار في منزله، ما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات القريبة، قبل نقله إلى مستشفى في دبي، مكث فيه يومين، خضع خلالهما لعملية جراحية، وتركيب صفيحة معدنية في ساقه، بسبب تعرضها للكسر.
وأضاف أن مسكنه «شارف على الانهيار، بفعل التفجيرات المتكررة التي تهتز لها أرجاؤه»، معرباً عن خوفه على أفراد عائلته من التعرض لحوادث مشابهة.
وأوضح أن الحادث الذي تعرض له (محمد) كان من الممكن أن يتحول كارثة، مؤكداً أنه وعدداً من السكان المتضررين راجعوا بلدية عجمان، والتقوا مسؤولين فيها، وشرحوا لهم مشكلتهم الناجمة عن وجود الكسارات قريباً من مساكنهم، مضيفاً أن «البلدية أرسلت بدورها لجنة للاطلاع على واقع المنطقة، ورفعت اللجنة تقريراً إلى البلدية بنتائج الجولة التي أجرتها في المنطقة، لكننا لم نلحظ أي تغيير».
وتابع أنه يواظب على تدعيم منزله، نتيجة ما يلحق بأساساته من ضعف بفعل التفجيرات اليومية للكسارات، وهو ما يكلفه نحو 30 ألف درهم سنوياً، مضيفاً أنه لا يملك المقدرة المالية للانتقال إلى مسكن آخر في منطقة آمنة، لاسيما أن بناء منزله كلّفه قرضاً بقيمة مليوني درهم تقريباً، ولايزال يسدد أقساطه، مطالباً بتعويض السكان عن الأضرار التي لحقت بهم، ليتمكنوا من العيش بأمان. ولفت إلى أن «المساكن موجودة في المنطقة قبل الكسارات»، معتبراً أنها «دخلت إلى حياتنا بشكل مفاجئ، وبدأت العمل من دون مراعاة لحياة الناس». وتساءل: «هل يجب أن ينتهي الموضوع بكارثة حتى تتدخل الجهات المعنية لوقف الكسارات؟».
وقال الساكن (أبوإبراهيم) إنه يتكلف سنوياً نحو 30 ألف درهم لصيانة مسكنه وتدعيمه، بسبب الأضرار التي تلحقها التفجيرات المتكررة به. وأضاف أنه لا يستطيع فتح نوافذ منزله، بسبب أصوات الحفريات، مستغرباً عدم إيجاد حلول للمشكلة، على الرغم من توجه سكان في المنطقة إلى البلدية، ومطالبتها بمعالجة المشكلة.
وناشد (أبوخالد)، وهو من سكان مصفوت أيضاً، الجهات المعنية دراسة واقع المساكن في المنطقة، وإيقاف عمل الكسارات، ونقلها إلى مناطق أخرى، مشيرا إلى أن «السكان فقدوا الراحة، التي تعتبر أهم العوامل في البيئة السكنية». وشرح أنه وأسرته غالباً ما يستيقظون مذعورين على صوت تفجير ما، فيما يشعر أولاده بالخوف من هذه الأصوات، ويعجزون عن النوم.
وحذر من استمرار وجود الشاحنات والعمال على الواقع الاجتماعي في المناطق السكنية.
وتلقت «الإمارات اليوم» اتصالات من سكان في مصفوت قالوا فيها إن مشكلة الكسارات والشاحنات مستمرة منذ ثلاثة أعوام، من دون أي تدخل أو مبادرة من الجهات المعنية لمعالجتها.
من جهته، أكد مدير مكتب بلدية عجمان في مصفوت سالم عبدالله الكعبي، أن راحة المواطنين تتصدر أولوية اهتمامات البلدية، على الرغم من الجانب الاقتصادي للكسارات، مشيراً إلى أن البلدية تراقب التزام الكسارات بالمعايير البيئية بشكل متواصل، والتزامها بالقانون، وبأوقات العمل، حرصاً على راحة السكان.
وطالب الكعبي المتضررين بتقديم شكوى رسمية، واللجوء إلى الطرق القانونية لتحصيل حقوقهم، مضيفاً أن لجنة من البلدية زارت المنطقة في وقت سابق، ودرست نتائج عمل الكسارات، ولم يثبت وجود أضرار على السكان، فيما أقر بوجود مشكلة ناجمة عن مرور الشاحنات في المناطق السكنية، الأمر الذي جرى التعامل معه. وأشار إلى أن البلدية تعمل بشراكة مع وزارة البيئة على ضمان التزام الكسارات بالشروط البيئية، وأن لجاناً دائمة تحضر إلى المنطقة، وتدرس واقع الكسارات، وترفع تقاريرها إلى الجهات المختصة في وزارة البيئة وغيرها، مؤكداً عدم ورود تقارير تشير إلى خطورة الكسارات على المساكن، وعدم ورود شكاوى من السكان في الوقت نفسه لدراسة الواقع بطريقة تفصيلية، وتقييم الحالة الحقيقية للمساكن. وحول سقوط جزء من حائط منزل على طفل يبلغ 12 عاماً، وحدوث كسر في ساقه، قال إن البلدية لم تتلق أي بلاغ رسمي بأية حادثة، نافياً علمه بالواقعة، لكنه أكد منع الشاحنات من المرور في المناطق السكنية نهائياً قبل نهاية الأسبوع المقبل، وهو موعد انتهاء الجزء الأخير من الشارع الجديد المخصص للشاحنات.