ندرة مياه الـري تتلـف مـزارع في الذيد
أكد مواطنون مزارعون في مدينة الذيد، التابعة للمنطقة الوسطى، في إمارة الشارقة، أنهم يعانون ندرة مياه الري، ما تسبب في تلف آلاف أشجار النخيل، موضحين أن «مزارعهم تدهورت، وكثير منها توقف عن الإنتاج في السنوات الأخيرة، نتيجة نضوب المياه الجوفية وتأخر الجهات المسؤولة عن توصيل كميات كافية من المياه إلى خزانات المزارع، بعد أن أصبحت موارد المياه نادرة، ما أدى إلى إصابة مزارعهم بالجفاف، إذ لم يتبق في مـزارعهم سوى أشجار نخيل يابسة ومزروعات جافة».
وأفادوا بأن مزارعين هجروا المهنة وأغلقوا أبواب مزارعهم منذ مدة طويلة بعد يأسهم من حل مشكلة شح المياه، وعدم توافر الإمكانات اللازمة للعمل في هذه المهنة، على الرغم من أن المدينة ريفية وتربتها صالحة للزراعة، مطالبين بتوفير مصادر للمياه وإنقاذ مزارعهم من الجفاف الذي أصابها.
في المقابل، أقر مدير المجلس البلدي في مدينة الذيد، محمد سلطان بن هويدن، بوجود 3000 مزرعة تعاني مشكلة ندرة الموارد المائية، 80٪ منها مهدد بالإغلاق بسبب عدم توافر مصدر ماء للري، وأن الجهات المسؤولة في المدينة لا تستطيع بمفردها حل الأزمة، لأنها غير قادرة على توصيل المياه إلى خزانات المزارع نظراً لافتقار المدينة إلى كميات وفيرة من المياه وندرة الأمطار خلال السنوات الأخيرة، متعهداً بالتنسيق مع الجهات المعنية لحلها.
وتفصيلاً، قال المواطن أبوعبدالله (صاحب مزرعة نخيل)، إنه نتيجة ندرة المياه أصاب الجفاف المحاصيل التي يزرعها، خصوصاً أشجار النخيل، ولذلك يطالب الجهات المعنية بحل المشكلة التي تهدد مزارع المدينة بأكملها، مؤكداً أن «المياه بدأت في التناقص منذ فترة وتحولت مزارع كثيرة إلى أرض قاحلة».
وتابع أن «عدم توفير ماء عذب صالح للزراعة، وتوصيله إلى خزانات مزارعنا بأسعار مدعومة من الحكومة، سيزيدان المشكلة تعقيداً، خصوصاً بعد أن نضبت المياه الجوفية أيضاً»، مطالباً بأن تحدد الحكومة لأصحاب المزارع شروطاً وقوانين لاستعمال المياه العذبة تضمن عدم الإسراف في استخدامها حتى نضمن وجودها فترات طويلة.
وذكر المواطن (أبومحمد)، أن مزارع المدينة بحاجة إلى مياه ري، وتوفير أساليب زراعية حديثة، مثل الموجودة في مزارع الإمارات الأخرى، إذ نتمنى أن توفر لنا الجهات المعنية الزراعة في بيوت زجاجية أوبلاستيكية، متابعاً أنه يفضل لو يتم توفير أنابيب ري حديثة تسقي المزروعات بطريقة موفرة للمياه، مشيراً إلى أن «نقص مياه الري تسبب في جفاف آلاف أشجارالنخيل وخسائر في المحاصيل، وأصبح المنظر العام للمزارع حزيناً، بعد أن أغلقت مزارع أبوابها وماتت أشجار نخيل في مكانها، بعد أن كانت مثمرة، ومصدر دخل لكثير من العائلات».
وأضاف أنه وزملاءه يتمنون من الجهات المعنية إيجاد حلول لمشكلة نقص المياه في المزارع لمساعدتهم في الاستمرار في النشاط الزراعي، لأنهم لا يستطيعون توفير المياه.
وقال (أبومصبح) إن مشكلة شح المياه في المزارع تؤرق مواطنين كثيرين في المدينة، لأنها طالت ولم تحلّ حتى الآن، ما تسبب في موت وجفاف الآلاف من أشجار النخيل، وتالياً أصيب أصحاب المزارع باليأس، واتخـذوا قرارات بإغلاقها وهجر المهنـة والعمل في مهن أخرى.
وتابع أن المزارع المهجورة أصبحت كثيرة، وأن أي زائر للمدينة سيلاحظ انتشار أبواب ضخمة مغلقة، وهي مزارع كانت مصدراً للدخل وتشكل منظراً جميلاً، إلا أن الأمور زادت تعقيداً على الرغم من اهتمام الدولة بمياه الأمطار، وإقامة العديد من السدود، بعد أن بات شح مياه الأمطار في الفترة الأخيرة مشكلة من دون حل.
وأوضح مدير المجلس البلدي في مدينة الذيد، محمد سلطان بن هويدن، أن أسباباً عدة أدت إلى تفاقم المشكلة أخيراً، في مقدمتها شح مياه الأمطار، الذي أدى إلى نقص المياه الجوفية، فضلاً عن استخدام بعض أصحاب المزارع وعمال أساليب غير حضارية في استخدام المياه، ما زاد من استهلاكها، فضلاً عن تأخر الجهات المعنية في حل الأزمة منذ بدايتها، ما أدى إلى تفاقم جفاف المــزارع.
وأضاف أن المجلس حريص على تطوير القطاع الزراعي في المنطقة، لكن مشكلة ندرة المياه تحتاج إلى تضافر أطراف عدة في الدولة لحلها في أسرع وقت ممكن، قبل أن تزداد أضرار المزارع، ولذلك تتعين إقامة مشروعات حديثة لمد المزارع بالمياه.