سكان أكدوا أنهم يضطرون إلى استخدام لوحات إرشادية تسهل وصول الأشخاص في المناسبات. من المصدر

سكان في رأس الخيـمة يشكون توقف «الترقيم والعنونة»

شكا سكان في رأس الخيمة توقف مشروع «الترقيم والعنونة» في مناطقهم السكنية، فضلاً عن غياب تسميات لشوارع وطرق في الإمارة، ما جعل من الصعب تحديد مواقعها بدقة، وتالياً عرقلة مهمة الأشخاص الراغبين في الوصول إليها، منتقدين الطريقة التي تمت بها عملية ترقيم وتسمية بعض الشوارع والطرق والبيوت قبل توقف المشروع، إذ إن عملية اختيار الأسماء في كثير من الأحيان لم تكن مدروسة ولا تنسجم مع طبيعة المناطق، وهو ما أفقدها الأهداف المرجوة منها، خصوصاً تسهيل الوصول إليها وتوفير الخدمات الضرورية لها.

في المقابل، قال مدير عام بلدية رأس الخيمة، محمد صقر الأصم، إن البلدية بدأت قبل فترة تطبيق مشروع ترقيم البيوت والمنشآت وعنونة الشوارع في الإمارة بإشراف لجنة تضم مجموعة من الكفاءات الجامعية، وبالفعل حققت إنجازات مهمة تمثلت في ترقيم وتسمية العديد من المناطق والشوارع والطرق، لكن تلك الجهود توقفت أخيراً انتظاراً لتطبيق مشروع سيتم تنفيذه على مستوى الدولة، يتميز بالدقة ويضم رقم المنزل أو المنشأة واسم الشارع والرمز البريدي.

وتفصيلاً، قال حميد إبراهيم، إن توقف تطبيق مشروع الترقيم والعنونة في المناطق السكنية، فضلاً عن غياب تسميات شوارع وطرق في الإمارة، جعل من الصعب تحديد مواقعها بدقة، مضيفاً «بدأت الجهات المعنية في الإمارة تطبيق العنونة، لكن فوجئت بأن تسمية بعض الشوارع في مناطق عدة لم تكن مدروسة ومخالفة للأسس المتبعة عالمياً، مثل إطلاق شارع (الثقافة) على طريق يمر عبر منطقة تجارية في الظيت، فضلاً عن أن عملية ترقيم البيوت لا تتم بصورة مرتبة، إذ يتم ترقيم المنزل الواحد بأكثر من رقم».

وذكر خليفة حسين، أن تطبيق المشروع في الفترة الأخيرة لا ينسجم مع المعايير العالمية المعروفة التي تأخذ في الحسبان الاتجاهات الرئيسة، إذ لم يتم الترقيم من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، إضافة إلى تسمية الشوارع الرئيسة فقط فيما تتم عملية تعريف الطرق المتفرعة منها بالأرقام وهذا غير مفيد لسكان هذه المناطق.

وقال علي المنصوري، «منطقة جلفار التي أسكن فيها لاتزال بعيدة عن مشروع العنونة الذي توقف، أي لا تحمل الشوارع أسماء ولا أرقاماً، وكذلك الطرق الداخلية لذلك يواجة السكان مشقة في تقديم وصف دقيق عن المكان الذي يقطنونه لمن يرغبون في زيارتهم من داخل رأس الخيمة أو من الإمارات الأخرى».

وتابع «من أجل التغلب على المشكلة ألجأ لأحد أمرين: أولهما الاتفاق مع من يزورني على مكان محدد ومعروف لنلتقي فيه مثل محطة بترول أو مركز تجاري وبعدها أصطحبه إلى المكان المقصود، أو التواصل معه عبر الهاتف المتحرك لتقديم الإرشاد له حتى يتمكن من الوصول إلى وجهته».

وأفاد محمد الشحي الذي يسكن منطقة شعبية، بأنه نتيجة لعدم توافر عنونة للأماكن والشوارع تبلغ المعاناة ذروتها عندما يتعلق الأمر بالمناسبات، إذ يأتي الزائرون من أماكن بعيدة ولا يتمكنون من الوصول بسهولة إلى المكان الذي تقام فيه المناسبة.

وأوضح: منذ فترة توفي أحد أقاربي وواجهتني صعوبة في تسهيل مهمة وصول المعزين من داخل وخارج الامارة فلجأت لوضع لوحات إرشادية عبر الطريق المؤدي إلى خيمة العزاء، مؤكداً أنه لو طبقت الجهات المعنية نظام العنونة لما واجهت مشقة في التعريف بمكان العزاء وتسهيل مهمة وصول الأشخاص إليه.

وطالبت أم بدر (موظفة )، بأن يتم تطبيق نظام الترقيم والعنونة على جميع المناطق ولا يقتصر على المدن فقط، خصوصاً أنه يشكل أهمية، إذ يسهم في تسهيل وصول خدمات الطوارئ، موضحة أنه منذ مدة عانت جدتي ضيقا حادا في التنفس نتيجة إصابتها بنوبة ربو، ونتيجة لعدم إدراج المنطقة التي أقيم فيها ضمن مشروع العنونة فقد مكثت وقتاً طويلاً أشرح لسائق سيارة الإسعاف مكاني حتى يتمكن من الوصول.

وأوضح مدير عام بلدية رأس الخيمة، محمد صقر الأصم، أن مشروع العنونة يحظى باهتمام من جانب الجهات المعنية في الإمارة كونه يندرج ضمن الخدمات الضرورية، إذ ينطوي على العديد من الأهداف المهمة كتنظيم البيئة السكانية بصورة عصرية تساعد على التواصل من خلال تسهيل حركة السكان والزائرين والتعريف بالأماكن التي يرغبون في الوصول إليها من دون مشقة، علاوة على توفير الخدمات وتحديد المشروعات المستقبلية.

وتابع أن إنجاز المشروع سيتم خلال الفترة المقبلة، ويتضمن النظام اعتماد أسماء جديدة لطرق وشوارع الإمارة، ما يسهل الوصول إليها، ويوضح النظام رقم المنزل أو المنشأة واسم الشارع والرمز البريدي للمنطقة، موضحاً أنه سيتم ترقيم كل المنشآت والمباني والمساكن والمؤسسات والدوائر والمؤسسات الحكومية والمرافق العامة.

الأكثر مشاركة