بعد إصابة «هدى» بالشلل وإحالتها إلى التقاعد

«زبيدة» تطالب بمساعدتها على سداد ديون ابنتها

«أم سعيد»: ابنتي معاقة وتتلقى العلاج في السرير. تصوير: مصطفى قاسمي

تعيل مأمورة الضبط في الإدارة العامة للإقامة لشؤون الأجانب في دبي زبيدة علي عبدالله، أسرة مكونة من سبعة أبناء، هم خمس بنات وولدان، ولديها 12 حفيدا.

وتعاني زبيدة الملقبة بـ (أم سعيد)، إماراتية مُطلقة (48 عاماً) إرهاقات الحياة، بسبب معاناتها المالية من الديون المتراكمة عليها، بعد شلل ابنتها هدى (30 عاماً)، وعجزها عن النطق والحركة منذ ثلاث سنوات، والتي كانت تعمل في هيئة الطرق والمواصلات، إذ اقترضت الابنة 750 ألف درهم لمساعدة والدتها على إكمال بناء المنزل. وبسبب إصابتها بنزيف فجائيّ حادّ في المخ، وتوقف راتبها نحو عام، قبل إحالتها إلى التقاعد، تراكمت عليها الديون، ما أدى إلى عجزها عن سداد المتأخرات.

وتبلغ قيمة راتب (هدى) التقاعدي 5000 درهم، يسحبها البنك كاملة.

وتشكو (زبيدة) حالها: «ابنتي معاقة، وهناك أمر بالقبض عليها بعد تعميم من البنك على اسمها، مع أنها لا تتحرك، ولاتزال تتلقى علاجا في السرير، وهناك أنبوب في بطنها، حتى أنني أطعمها بيدي».

وشكرت (أم سعيد) إدارة عملها والموظفين الذين يقفون بجانبها في محنتها، قائلة إنهم فعلوا كل ما بوسعهم لمساعدتها، لكن الأزمة التي تمرّ بها مستمرة «فبالإضافة إلى ديون ابنتي، اقترضت من البنك لدفع تكاليف علاجها في مصر وتايلاند، إذ خضعت لعملية فكّ أعصاب وتنشيط الخلايا في المخ».

وأشارت إلى أن تقرير مستشفى راشد الطبي عن حالة (هدى) لم يساعدها في الحصول على نفقة علاجها من وزارة الصحة، الأمر الذي اضطرّها للجوء إلى البنك.

وكان مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي اللواء محمد أحمد المري، فاجأ (زبيدة) بتكريمها كـ «أم مثالية»، ضمن احتفالية لجنة حواء في الإدارة قبل نحو شهر، الأمر الذي أدخل البهجة والسرور إلى قلبها، فبكت يومها، وقالت «لم أفرح في حياتي قدر فرحتي بهذا التكريم». وتستعدّ (زبيدة) يومياً لطلبها للعمل في أيّ وقت، خلال الـ24 ساعة، ما يضطرها للخروج من منزلها في أحيان كثيرة مساءً، والعودة في اليوم التالي، بعد تنفيذ حملات دهم تفتيشية لمخالفين مطلوبين للعدالة.

وكانت قد بدأت عملها منذ 15 عاماً، وتحديداً في عام ،1998 بمهنة «سجّانة» ثم مأمورة ضبط، ضمن فريق البحث والتحري منذ قرابة ثماني سنوات، وهي تصف المهنة بـ«الخطرة جدا»، لما فيها من احتكاك بالمجرمين الذين قد يكونون مسلحين وقت الكمين أو يعانون أمراضاً معدية.

وتعد (زبيدة) أقدم مأمورات الضبط بالدولة، والأكثر خبرة بينهن، وقال عنها نائب رئيس قسم البحث والتحري في قطاع متابعة المخالفين الوكيل راشد عبدالله إن خبرتها منحتها حساً أمنياً في التغلب على المعوقات مع فريق البحث، فلها دور رئيس في الدهم مع الفريق، ولا أحد يتجاهل ملاحظاتها.

تويتر