مديرو مـدارس خاصـة: نقص الموجهين يؤدي إلى تدني مستوى معلمين وطلبة
أكد مديرو مدارس خاصة في رأس الخيمة نقص موجهي المواد الدراسية الأساسية خلال السنوات الماضية، نتيجة رفض المنطقة التعليمية تخصيص موجهين لزيارتها، ما تسبب في غياب الرقابة على المعلمين وعدم تلقيهم أي دورات تدريبية تسهم في تطوير مستواهم التعليمي، وتالياً تدني مستوى الطلبة في جميع المواد الدراسية.
طريقة تقليدية قال آباء طلبة يدرسون في الصف الـ12 في مدارس خاصة، فضلوا عدم ذكر اسمائهم، إن أبناءهم يعانون تدريس المواد الدراسية بطريقة تقليدية وغير مفهومة، وأن بعض المعلمين يلقنون الطلبة المناهج الدراسية من دون شرح بطريقة علمية ومبسطة، ما يؤدي إلى عدم فهم أبنائهم المواد الدراسية العلمية بطريقة سهلة وواضحة. وأضافوا أن إدارات المدارس عاجزة عن توفير موجهين لتقييم أداء المعلم وتطوير مستواه التعليمي، موضحين أن بعض المعلمين لم يتلقوا أي دورات تدريبية منذ تعيينهم في المدارس الخاصة، ما أثر سلباً في مستوى أبنائهم، خصوصاً في المرحلة الثانوية. وتابعوا أن أبناءهم يشكون عدم فهم بعض المواد الدراسية العلمية، لأن بعض المعلمين ليس لديهم الخبرة الكافية في شرح وتفسير المنهج الدراسي حسب مستوى كل طالب. وتابعوا أن أبناءهم يضطرون إلى أخذ دروس خصوصية قبل بداية الامتحانات النهائية لفهم المناهج الدراسية العلمية التي لم يفهموها في الفصول الدراسية. موضحين أن بعض المعلمين يملون على الطلبة المنهج الدراسي من دون تفسير بعض النقاط الصعبة، وأن طريقة الشرح تكون تقليدية وغير متطورة مقارنة مع المعلمين في المدارس الحكومية الذين يوصلون المعلومة للطلبة بطريقة سهلة وعلمية. |
وأوضحوا أنهم خاطبوا المنطقة التعليمية في رأس الخيمة، مطالبين بتخصيص موجهين للإشراف على سير العملية التعليمية وتقييم أداء المدرسين، إلا أنها أكدت أن الموجهين لديها يتابعون المدارس الحكومية فقط ولا وقت لديهم للإشراف على المدارس الخاصة.
في المقابل، أفاد رئيس قسم التعليم الخاص في منطقة رأس الخيمة التعليمية سالم سيف الجابر بـ«أن المنطقة غير ملزمة، حسب لوائح وزارة التربية والتعليم، بإرسال موجهين إلى المدارس الخاصة لتقييم أداء المعلمين فيها، وأنه يتم ارسال موجهين في ثلاث مواد دراسية فقط وهي اللغة العربية، والتربية الاسلامية، والعلوم الاجتماعية، إلى بعض المدارس الخاصة حسب وقت كل موجه»، مشيراً إلى أن عددهم في بقية المواد غير كافٍ لزيارتها، وأنه لا يوجد في لائحة التعليم الخاص ما يلزم إداراتها بتعيين موجهين.
وتفصيلاً، قال مدير مدرسة رأس الخيمة الحديثة الدكتور صالح القاب، إن «المدرسة تعاني نقصاً في موجهي المواد الدراسية الأساسية خلال السنوات الماضية، ولذا خاطبت إدارة المدرسة المنطقة التعليمية لإرسال موجهين لمتابعة وتقييم المعلمين في مختلف الفصول الدراسية، إلا أن المنطقة أبلغتنا بأنه لا يوجد وقت لديهم للإشراف على المدارس الخاصة، لأن عدد الموجهين يكفي لمتابعة معلمي المدارس الحكومية فقط».
وأوضح أن غياب الموجهين لمراقبة ومتابعة المعلمين أدى إلى تدهور مستوى بعض المعلمين خصوصاً في المواد العلمية، ما أثر سلباً في سير العملية التعليمية وتدني مستوى الطلبة في الحصول على المناهج الدراسية بطريقة متطورة ومفهومة.
وتابع «طالبنا بأن يتم تعيين موجهين حكوميين في المدارس الخاصة لرفع مستوى المعلمين وتقييمهم من أجل رفع مستوى الطلبة على أن تتحمل المدارس الخاصة كلفة الموجهين، إلا أن إدارة المنطقة ذكرت أن عدد الموجهين المعينين في المنطقة غير كافٍ لمتابعة وتقييم معلمي المدارس الخاصة».
وأكمل القاب أنه سيتم الاستعانة بشركات أجنبية تربوية لتقييم الكادر التعليمي، وتنفيذ ورش تدريب ومحاضرات لمعلمي المدرسة مقابل حصولها على مبالغ مالية كبيرة، مضيفاً أن «إدارة المدرسة حاولت الاستعانة بموجهين حكوميين لأنهم أكثر خبرة في مجال التدريس، لكن مع وجود نقص في موجهي المنطقة التعليمية اضطررنا إلى الاستعانة بموجهين من شركات خاصة».
وترى مديرة مدرسة المنار الخاصة منى ناصر الدين، أن نقص الموجهين أدى إلى تدني مستوى معلمي المواد العلمية في المرحلة الثانوية لعدم متابعة المعلمين ورفع مستواهم التعليمي عبر الورش التدريبية والتأهيلية التي تجريها منطقة رأس الخيمة التعليمية.
وأشارت ناصر الدين إلى أن المنطقة ترسل موجهين اثنين فقط في مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية ولم تعد ترسل موجهاً للمواد الاجتماعية، ولذا طلبت إدارة المدرسة من المنطقة منذ بداية العام الدراسي الجاري زيارة موجهي المدارس الحكومية للمدارس الخاصة للإشراف على العملية التعليمية في الفصول الدراسية وتقييم أداء كل معلم لمعرفة مستوى الكادر التعليمي والعمل على تطويره لرفع مستوى طلبة المدرسة.
وذكرت أن المنطقة ردت أنها لا تستطيع إرسال موجهين في المواد العلمية، لأنه لا يوجد عدد كافٍ للموجهين لزيارة المدارس الخاصة وتقييم أداء معلميها، موضحة أن «إدارة المدرسة بحاجة إلى موجهين في مواد الكيمياء والأحياء والفيزياء لطلبة المرحلة الثانوية، وأنه من حق المدارس الخاصة أن تشرف وزارة التربية والتعليم على سير العملية التعليمية ومراقبة الكادر التعليمي ورفع أدائه بالتنسيق مع المدارس الخاصة».
وأوضحت أن المنطقة التعليمية لم تشمل المدارس الخاصة ضمن خطة توزيع الموجهين لتقييم أداء المعلمين في مختلف المواد الدراسية، وهذا يؤدي إلى إحداث فجوة كبيرة بين أداء المعلمين في المدارس الحكومية والخاصة، على الرغم من تطبيق المنهج الدراسي نفسه.
وتابعت طلبت من إدارة المنطقة وضع برنامج لزيارة الموجهين إلى المدارس الخاصة مرة واحدة في الاسبوع لإبداء ملاحظاتهم على المعلمين، وتقييم أدائهم لإجراء الدورات والورش التدريبية لهم بهدف رفع مستوى الطلبة في المواد الدراسية، إلا أنه لا توجد أي خطة من قبل المنطقة التعليمية لتقييم أداء الكادر التعليمي في المدارس الخاصة.
وأفادت بأن استمرار المعلم في تدريس المنهج الدراسي نفسه للطلبة سنوات طويلة دون مشاركته في أي ورش تدريبية أو محاضرات لتقييمه يجعل من الفصل الدراسي أمراً مملاً بالنسبة للطبة.
وذكر القائم بأعمال مدير المدرسة العربية الخاصة هاشم أبوالريش، أن إدارة المدرسة ترسل معلمين متميزين لبعض الفصول الدراسية للإشراف على سير العملية التعليمية في المرحلة الثانوية وتقييم أداء زملائهم المعلمين، بسبب افتقارها إلى موجهين أكفاء في المواد العلمية وعدم تخصيص المنطقة التعليمية موجهين لزيارة الفصول الدراسية وحضور حصص دراسية لتقييم أداء المعلمين.
وأضاف أن رفع مستوى المعلمين مرتبط بزيارة موجهين في مختلف المواد الدراسية للمدارس الخاصة وتقييم أداء المعلمين بعد الاطلاع على طريقة شرحهم للمناهج الدراسية أثناء الحصص الدراسية، متابعاً أن المنطقة التعليمية ترسل موجهين في اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعية وهذا غير كافٍ لأنها مواد سهلة ولا تحتاج إلى تقييم أداء المعلم. وأوضح أن المدرسة بحاجة إلى موجهين في المواد العلمية، خصوصاً الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات وخصوصاً في المرحلة الثانوية، مضيفاً أنه في حال لم تستطع المنطقة ارسال موجهين لتقييم أداء المعلمين، فإنه من حق معلمي المدارس الخاصة حضور ورش التدريب والتأهيل المهني التي تنفذها المنطقة لمعلمي المدارس الحكومية، خصوصاً أن المدرسة تطبق منهج الوزارة.
من جانبه، أوضح رئيس قسم التعليم الخاص في منطقة رأس الخيمة التعليمية سالم سيف الجابر، أن عدد الموجهين في المنطقة التعليمية للمدارس الحكومية لا يكفي لإرسالهم إلى المدارس الخاصة لتقييم أداء المعلمين وتأهيلهم والإشراف على سير العملية التعليمية، لأن جميع الموجهين لديهم وقت محدد للإشراف على الفصول الحكومية على مدار العام الدراسي.
وأشار إلى أنه يتعين على المدارس الخاصة إجراء دورات التنمية المهنية للمعلمين، عبر دورات تدريبية وتأهيلية للمعلمين كافة في جميع التخصصات التعليمية لرفع مستواهم الأكاديمي تماشياً مع تطور المناهج الدراسية.