«الشؤون» تلتزم بمنهاج وعطلات «التربية»
ذوو معاقيـن يطالبـون بتقليــص إجازات مراكز التأهيل
طالب ذوو معاقين وزارة الشؤون الاجتماعية بتقليص فترة الاجازات في مراكز رعاية وتأهيل المعاقين، لتأثيرها السلبي في تطور مستوى أبنائهم، مؤكدين أنهم يصبحون بعد فترة من الاستمرار في الدوام قادرين على خدمة أنفسهم في بعض الأمور، لكن الأسر غير قادرة على التعامل معهم فترات طويلة، لعدم تمتعهم بالخبرة الكافية، ما يؤدي لتراجع قدرات أولادهم على التعامل مع البيئة المحيطة، وتالياً تدهور حالتهم وافتقادهم كل ما تعلموه خلال المرحلة التي تسبق العطلة.
في المقابل، قالت الوكيلة المساعدة لقطاع الخدمات المؤسسية والمساندة في وزارة الشؤون الاجتماعية، منى عجيف الزعابي إن «مراكز تأهيل المعاقين في الدولة تتبع منهاج وزارة التربية والتعليم، وتالياً تلتزم بمواعيد الفصول الدراسية والعطلات في الوزارة»، لافتة إلى أن استمرار عمل المراكز فترات أطول بحاجة لتعيين كادر جديد مؤهل للتعامل مع المعاقين.
اتفاق الإجازات أكدت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية وفاء حمد بن سليمان، أن أي انقطاع عن المركز يؤثر في المعاق بصورة سلبية غير أن ذوي معاقين يطالبون باتفاق إجازات أبنائهم المعاقين مع الاصحاء ليتمكنوا من مرافقتهم خلال العطلات، مشيرة إلى أن احساس المعاق بالحياة الاسرية أمر ايجابي لا يتخطاه أي أمر آخر. ولفتت بن سليمان، إلى أن مدة الاجازة يتعين ألا تزيد على اسبوعين، حتى لا تؤدي لنتائج سيئة تضطر المدرسين لاستنفاد وقت طويل في مراجعة المعلومات السابقة، وهو ما يتيح للأسر اصطحاب أولادها في نشاطات العطلات. وأشارت بن سليمان إلى استمرارية المراكز خلال الصيف تكلفها مبالغ طائلة قد يمكن استغلالها في افتتاح مراكز جديدة خصوصاً أن معظم ذوي المعاقين لن يرغبوا في إرسال أولادهم إلى مراكز التأهيل صيفا ما يجعل استمراريتها استنزافا للوزارة، في ظل نقص الكادر المؤهل الذي تحتاجه تلك المراكز. |
وأكدت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية وفاء حمد بن سليمان، أهمية استمرار جلسات الخدمات المساندة للمعاقين في أيام الإجازات مثل النطق والعلاج الوظيفي، لافتة إلى أن «مطالب بعض ذوي المعاقين بتقليص الإجازات منطقية، غير أن أسرا أخرى تفضل أن تكون إجازات ابنها المعاق في أوقات أبنائها الباقين ليتمكنوا من تنفيذ نشاطاتهم مجتمعين والحفاظ على ترابط الاسرة».
وتفصيلاً، طالبت والدة طفل معاق تدعى (أم أحمد)، مركز تأهيل المعاقين في دبي بتقليص فترة الإجازة السنوية الصيفية، مشيرة إلى أن «ابنها يعاني متلازمة داون، ووجوده في المركز يعينها على تربيته فضلاً عن تعلمه سلوكيات ايجابية تعجز وحدها عن تلقينها له».
وأضافت أن «حالة ابنها تسوء في كل عطلة خصوصاً أن فترات العطلات مبالغ فيها، فهو يحصل على إجازة نحو 15 يوما في نصف السنة، ونحو ثلاثة أشهر في الصيف، إضافة إلى العطل الأسبوعية والأعياد ما يدهور حالته ويفقده كل ما تعلمه خلال المرحلة التي تسبق العطلة».
وأيدتها مواطنة تدعى (أم فهد)، وهي أم لطفل يعاني التوحد في مركز رأس الخيمة لرعاية وتاهيل المعاقين، مؤكدة أن «ابنها يتعلم سلوكيات ايجابية في المركز، ويصبح بعد فترات من الاستمرار في الدوام قادراً على خدمة نفسه في بعض الأمور، غير أن حالته لا تلبث أن تسوء بعد كل عطلة، حتى يعود الاخصائيون إلى تدريبه». وأشار ت إلى أن الاخصائيين علموها طرق وأساليب تدريب بديلة خلال فترة الاجازة حتى لا ينسى ابنها ما تعلمه غير أنها لا تلاحظ استجابة سريعة من الطفل.
وقال (أبومحمد)، إن ابنه يعاني اعاقة ذهنية خفيفة، وتأخراً في النطق، وأنه تحسن بصورة ملحوظة خلال السنتين اللتين قضاهما في مركز الرعاية، وباتت الإعاقة غير ظاهرة عليه. وأضاف أنه لاحظ تراجع مستوى ابنه خلال فترات الإجازات، وأنه كان سيتطور بصورة ايجابية أكثر لولا فترات الإجازات الطويلة، مشيراً إلى أهمية استمرار النشاط الصيفي للمعاقين المتضمن بعض الطرق التعليمية، للحفاظ على ذاكرته وعدم إهدار ما تدربوا عليه خلال عام كامل.
وأوضحت الوكيلة المساعدة لقطاع الخدمات المؤسسية والمساندة في وزارة الشؤون الاجتماعية، منى عجيف الزعابي، أن الوزارة ملتزمة بمنهاج وزارة التربية والتعليم، وتدريسه في الفصول الدراسية، فضلاً عن حق المدرسين في الحصول على إجازاتهم. وأشارت إلى أن استمرار نشاط المراكز خلال فترة الصيف يتطلب تعيين أخصائيين جدد، مشيرة إلى «صعوبة ايجاد متخصصين مدربين للعمل مع أصحاب الاعاقة فضلاً عن عدم استفادة بعض صنوف الاعاقات في حال تغيير المدرب، واضطرار المدربين الجدد للتعامل بصعوبة مع المعاقين لفترات طويلة حتى يعتادوا عليهم، فضلاً عن الاسلوب التعليمي، ما يجعلهم غير مؤثرين في الاعاقات الشديدة».
وأفادت مديرة إدارة رعاية وتأهيل المعاقين بوزارة الشؤون الاجتماعية وفاء حمد بن سليمان، بأن استمرارية تلقي المعاقين للخدمات المساندة وتدريبات النطق والحركة وبعض التصرفات، يضاعف فرص نجاح الخطة التدريبية خصوصاً أن معظم المعاقين يتصفون بذاكرة قصيرة المدى، وينسون ما تعلموه في المراكز بالإجازة ما يضطر المدرسين لقطع مراحل طويلة من مراحل الدراسة بإعادة تذكير المعاقين بالمعلومات السابقة.