«عبدالله» ينتظر متبـرعاً يسدد عنه الدية الشرعية
يعيش النزيل عبدالله حسن علي (52 عاماً) خلف قضبان السجن المركزي في إمارة عجمان، منذ ستة أشهر، بسبب عدم قدرته على دفع دية شرعية قيمتها 200 ألف درهم، نتيجة تسببه في حادث مروري العام الماضي، نجمت عنه وفاة شاب إماراتي دهساً على شارع الإمارات.
وروى عبدالله قصة معاناته قائلاً إنها «بدأت منذ أواخر العام الماضي، بعد وقوع حادث مروري، إذ صدر حكم قضائي ضدي من المحكمة بإلزامي بسداد دية قدرها 200 ألف درهم لأهل المتوفى، وبسبب ظروفي المالية المتواضعة - إذ كنت أعمل سائق سيارة أجرة (تاكسي) ولم أتمكن من توفير المبلغ الذي يفوق قدراتي المالية - تم القبض عـليّ وحجزي في السجن منذ ستة أشهر، إلى حين سداد قيمة الدية لذوي المتوفى». وأشار إلى أن أسرته التي تتكون من زوجة وثمانية أطفال تمر بظروف معيشية صعبة، «إذ أصبحوا يلقون صعوبات في توفير مصروفاتهم الحياتية، ودفع كلفة الدراسة والعلاج، بعد غيابي عنهم وسجني الذي منعني عن إعالتهم، ومصدر دخلهم الوحيد راتب ابنتي البسيط التي تعمل في جمعية خيرية في عجمان». وذكر أنه لم يسدد أي جزء من مبلغ الدية المستحقة عليه، ولايزال محبوساً في سجن عجمان، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة التدخل لحل مشكلته، ومساعدته بسداد 200 ألف درهم حتى يتمكن من الخروج من السجن والرجوع إلى أطفاله وأسرته التي تشتت وأصبحت بلا معيل، والحصول على فرصة عمل جديدة ليعوض أسرته عما حدث.
وشرح كيفية وقوع الحادث العام الماضي، قائلاً إنه كان يقود مركبته على شارع الإمارات برفقة أصدقائه قادمين من رحلة ترفيهية قاصدين إمارة عجمان، وفوجئ بشاب مواطن ينزل من فوق دراجته النارية يقف في منتصف الشارع ليلتقط خوذته التي سقطت منه على الطريق، فحاول تفاديه، لكنه لم يستطع، إذ ظل الشاب واقفاً ولم يتمكن من الابتعاد فاصطدمت السيارة بالشاب ودهسته وتوفي بعد الحادث بلحظات. وتابع أن «الشاب كان يقود دراجته النارية على شارع الإمارات، واصطدم بمركبة أخرى قبل حادث دهسه، لكنه لم يصب بأذى، فصفّ دراجته على جانب الشارع، وانطلق يجري إلى مكان الحادث ليأخذ خوذته، ففوجئت بوقوفه على الشارع، وحاولت الابتعاد عنه، لكنني لم استطع، فدهسته رغماً عني».
وأكمل: «بعد الحادث تم إخباري بأن الشاب فارق الحياة، وتمت محاكمتي وإلزامي بدفع الدية الشرعية، نظراً لتسببي في وفاة مواطن دهساً، ولم أتمكن من دفع الدية، وعجزت عائلتي وأصدقائي عن مساعدتي على توفير المبلغ، فدخلت السجن، وأكملت الآن ستة أشهر، وأخشى أن تطول فترة بقائي في السجن وتتعقد حياتي أكثر».
وقال عبدالله إنه يعيش في الدولة منذ 40 عاماً، ولم يسبق له دخول السجن أو التورط في أية قضية، لكن حادث الدهس الذي ارتكبه من دون أن يقصد تسبب في دخوله السجن وتدهور نفسيته وأحوال أسرته العاجزة عن مساعدته. وعبّر عبدالله عن أمله في أن تساعده مبادرة «صندوق الفرج» في حل مشكلته.