مبادرة «صندوق الفرج» أطلقتها وزارة الداخلية و«الإمارات اليوم» لمساعدة السجناء المعسرين. الإمارات اليوم

«صندوق الفرج» ينهي معاناة النزيل «عبدالله»

أنهى «صندوق الفرج» في وزارة الداخلية، معاناة النزيل عبدالله حسن علي (52 عاماً) والقابع خلف قضبان السجن المركزي في عجمان، إذ تكفل بسداد المبلغ المتبقي من الدية الشرعية البالغة 200 ألف درهم، وقدره 160 ألف درهم، فيما كان متبرعون قد بادروا بمساعدته بـ 40 ألف درهم،ونسق «الخط الساخن» مع إدارة «صندوق الفرج» في ترتيب إجراءات خروجه من السجن.

40 عاماً في الدولة

قال عبدالله حسن علي إنه يعيش في الدولة منذ 40 عاماً، ولم يسبق له دخول السجن أو التورط في أية قضية، لكن حادث الدهس الذي ارتكبه من دون أن يقصد تسبب في دخوله السجن وتدهور حالته النفسية وأحوال أسرته العاجزة عن مساعدته، لكن سرعان ما تحولت هذه الأحزان إلى أفراح بعد إعلان صندوق الفرج عن تكفله بسداد المبلغ المتبقي من الدية.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت الأحد الماضي معاناة عبدالله لعدم قدرته على سداد الدية، إثر تسببه في حادث مروري العام الماضي، نتج عنه وفاة شاب إماراتي دهساً على شارع الإمارات، ويمكث في السجن منذ ستة أشهر.

وأعرب النزيل عبدالله عن سعادته وشكره العميق لصندوق الفرج والمتبرعين الذين بادروا بمساعدته على سداد الدية الشرعية المترتبة عليه، معتبراً مبادرة «صندوق الفرج» التي أطلقتها وزارة الداخلية بالتعاون مع صحيفة «الإمارات اليوم»، لمساعدة السجناء المعسرين، خطوة جيدة تؤكد إنسانية جميع أفراد المجتمع الإماراتي ورغبتهم في تقديم العون الإنساني للقابعين في السجون، وتؤكد روح التكافل بين أفراد المجتمع.

وروى عبدالله، قصة معاناته قائلاً: «إنها بدأت منذ أواخر العام الماضي بعد وقوع حادث مروري، إذ صدر حكم قضائي ضدي من المحكمة بإلزامي بسداد دية قدرها 200 ألف درهم لأهل المتوفى، وبسبب ظروفي المالية المتواضعة، إذ كنت أعمل سائق تاكسي لم أتمكن من توفير المبلغ الذي يفوق قدراتي المالية، فتم القبض عليّ وحجزي في السجن منذ ستة أشهر، لحين سداد قيمة الدية لذوي المتوفى».

وأشار إلى أن أسرته التي تتكون من زوجة وثمانية أطفال تمر بظروف معيشية صعبة، إذ أصبحوا يلقون صعوبات في توفير مصروفاتهم الحياتية ودفع كٌلفة الدراسة والعلاج بعد غيابي عنهم وسجني الذي منعني عن إعالتهم، ومصدر دخلهم الوحيد مرتب ابنتي البسيط التي تعمل في جمعية خيرية في عجمان. وذكر أنه لم يسدد أي جزء من الدية المستحقة عليه، وتمنى الخروج من السجن والرجوع لأطفاله وأسرته التي تشتتت وأصبحت بلا معيل، والحصول على فرصة عمل جديدة ليعوض أولاده عما حدث، وهو ما سيفعله خلال الفترة المقبلة، بعد أن تكفل متبرعون وصندوق الفرج بسداد الدية.

وشرح كيفية وقوع الحادث العام الماضي، قائلاً إنه «كان يقود مركبته على شارع الإمارات برفقة أصدقائه قادمين من رحلة ترفيهية قاصدين إمارة عجمان، وفوجئ بشاب مواطن ينزل من فوق دراجته النارية يقف في منتصف الشارع ليلتقط خوذته التي سقطت منه على الطريق، فحاول تفاديه، لكنه لم يستطع إذ ظل الشاب واقفاً ولم يتمكن من الابتعاد فاصطدمت السيارة بالشاب ودهسته وتوفي بعد الحادث بلحظات».

وتابع أن «الشاب كان يقود دراجته النارية على شارع الإمارات واصطدم بمركبة أخرى قبل حادث دهسه، لكنه لم يصب، فصف دراجته على جانب الشارع، وانطلق يجري إلى مكان الحادث حتى يأخذ خوذته، وفوجئت بوقوفه على الشارع وحاولت الابتعاد عنه، ولكني لم استطع فدهسته رغما عني».

وأكمل وبعد الحادث تم إخباري بأن الشاب فارق الحياة وتمت محاكمتي وإلزامي بدفع الدية الشرعية، نظراً لتسببي في وفاة مواطن دهساً، ولم أتمكن من دفع 200 ألف درهم وعجزت عائلتي وأصدقائي عن مساعدتي على توفير المبلغ، فدخلت السجن، وأكملت الآن ستة أشهر، حتى جاء الفرج من صندوق الفرج.

وكانت وزارة الداخلية و«الإمارات اليوم» أطلقتا في مايو الماضي، مبادرة صندوق الفرج بهدف مساعدة السجناء المعسرين، الذين يقبعون في السجن بسبب قضايا مالية، وتلقت المبادرة منذ الإعلان عنها مساعدات بلغت نحو 37 مليون درهم، من شركات ومؤسسات وفاعلي خير دعماً لها، وتمكنت من دفع مبالغ مستحقة على عدد من السجناء المعسرين.

ونصت مذكرة التفاهم بين «الإمارات اليوم» ووزارة الداخلية على التعاون لتنظيم حملة مساعدات، لمصلحة نزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية، على مستوى الدولة، لتســـوية قضاياهم المالية، وتسديد ديونهم والديات الشـــرعية وتذاكر السفر.

الأكثر مشاركة