سائقون يشكـون ضيـق طـريـق «دبا ــ ضدنا» وعتمته
وصف سائقون في مدينة دبا الفجيرة شارع «دبا - ضدنا» بطريق الموت، إذ يفتقر إلى مقومات الطرق الآمنة، مؤكدين أنه ضيق وباتجاه واحد، يخترق منطقة جبلية وعرة وتسوده العتمة ليلاً، لعدم وجود أعمدة إنارة، موضحين أنهم شاهدوا حوادث عدة وقعت عليه، بعضها خلّف وفيات ومصابين، مطالبين بتطويره في أسرع وقت ممكن، حفاظاً على حياتهم.
في المقابل، قال وكيل عام وزارة الأشغال العامة، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، إن الوزارة تأخرت في تطوير الطريق، انتظاراً للانتهاء من خطط تطويرية تنفذها إمارة الفجيرة في المنطقة المحيطة به، مشيراً إلى أن «الوزارة حالياً في المرحلة النهائية لترسية أعمال تأهيله على شركة مقاولات»، متعهداً بتطويره وتحويله من فردي إلى طريق مزدوج.
يخترق منطقة جبلية رصدت «الإمارات اليوم» خطورة قيادة السيارات على طريق دبا ومناطق الفقيت وضدنا والعقة، وتحديداً أمام فندق «راديسون بلو»، إذ يضيق الطريق بصورة كبيرة، ويشهد منحنيات مفاجئة، وتمر السيارات بمرتفع عال، وبعدها منحفض ومنحنيات شديدة، ولايستطيع السائق رؤية السيارات القادمة في المقابل على الطريق الفردي. ويمتد الطريق كيلومترات عدة، مخترقاً منطقة جبلية، ويمتد بين ارتفاعات ومنخفضات شديدة، ما يجعل سائقي السيارات لا يرون القادمين من الجهة المقابلة، وتالياً تقع حوادث عدة. ويضطر السائقون إلى التحرك بسياراتهم في المنطقة الوسطى من الشارع، للابتعاد عن الجبل الملاصق للطريق، ما يعرّض السيارات المتقابلة للاصطدام وجهاً لوجه. وبسبب الضيق الكبير الذي يعانيه الطريق، اصطدمت عشرات السيارات بفواصل بلاستيكية مثبتة في الشارع، للفصل بين الحارتين المتقابلتين، حتى اختفت تلك الفواصل. وفي الليل، يسود الظلام، إذ لا توجد به أعمدة انارة، ويزيد الجبل المرتفع المحاذي له من ظلمته، حتى يشعر المار به بأنه دخل نفقاً مظلماً، ولا يرى شيئاً امامه سوى ما تكشفه مصابيح السيارة، وما يزيد الأمر سوءاً، وفق سكان في المنطقة، أن الطريق يفتقر إلى أجهزة رادار، ما يدفع سائقين متهورين إلى السير عليه بسرعات عالية جداً، غير مراعين لانحرافاته المفاجئة والحادة، وغير مبالين بأنه طريق فردي، تمنع طبيعته الجغرافية رؤية القادمين في الجهة المقابلة.
تدني الرؤية سجلت «الإمارات اليوم» حالة العتمة الشديدة على طريق ضدنا - دبا، التي تؤدي إلى تدني الرؤية، حتى باستخدام مصابيح الإضاءة العالية للسيارات أثناء القيادة. وقال سكان في مناطق يمر بها الطريق إن السرعة العالية التي تمر بها السيارات على هذا الطريق أدت إلى وقوع حوادث تدهور، خلّفت إصابات ووفيات. ومن بين تلك الحوادث، حادث أدى إلى وفاة فتاة من دولة آسيوية، وإصابة أربعة آخرين من جنسيتها، عندما انحرفت المركبة التي كانت تقلهم وسقوطها في وادٍ أسفل الطريق. وفي حادث آخر أصيب شخصان من دولة آسيوية، إذ انقلبت السيارة التي تقلهما على الشارع أمام فندق (راديسون بلو)، بعدما فقد قائدها السيطرة على مقود المركبة، ما أدى إلى اختلال عجلة السيارة وانحرافها عن المسار الصحيح، وانقلابها. وقبل أشهر قليلة وقع حادث تصادم بين ثلاث مركبات على الشارع نفسه، أسفر عن إصابات راوحت بين البليغة والمتوسطة لثلاثة آسيويين. |
وتفصيلاً، قال يوسف المطلعي: «أنا أسكن في مدينة خورفكان، وأتوجه يومياً إلى عملي في دبا، وليس أمامي سوى المرور على طريق (دبا- ضدنا) حتى أصل إلى عملي، على الرغم من الخطورة الشديدة التي أتعرض لها نتيجة سيري على هذا الشارع»، موضحاً أنه إذا أراد تفادي المرور على هذا الطريق، لن يكون أمامه سوى طريق بديل واحد، يزيد طوله على 60 كيلومتراً، مروراً بالفجيرة ومسافي.
وتابع: «الضيق الشديد لهذا الطريق، ومنحنياته ومرتفعاته المفاجئة، تجعل مستخدميه معرضين للاصطدام بالسيارات المقابلة، ما يضطر كثيراً من السائقين إلى السير في أقصى اليمين، منعاً لاصطدامهم بالسيارات المواجهة لهم، وتالياً تعرضهم للاصطدام، أو الاحتكاك بالجبل الملاصق للطريق».
ولفت إلى أن «بعض المتهورين لا يراعون خطورة الطريق، وتسببوا في حوادث عدة، خلّفت ضحايا ما بين مصابين ومتوفين»، واصفاً الشارع بـ«طريق الموت»، نتيجة ضيقه الشديد، لأنه مكون من اتجاه واحد، ومعتم لغياب أعمدة الإنارة.
وذكر المواطن (خالد. م) أن «الطريق يشهد حركة مرورية كثيفة، كونه الوحيد الذي يربط بين المدينتين الكبيرتين دبا وخورفكان، وما بينهما من مناطق سكنية عدة، مثل شرم وضدنا والفقيت والعقة»، مضيفاً «على الرغم من ضيق الطريق إلا أن مئات الشاحنات والمركبات الثقيلة تمر منه، ما يزيد خطورته».
وطالب (علي. ا) وزارة الأشغال باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من خطورة هذا الطريق، مشيراً إلى أنه يفتقر إلى مطبات صناعية، ولا يوجد به سوى علامة إرشادية واحدة، توضح أن السرعة 60 كيلومتراً في الساعة، وهي سرعة لا يلتزم بها سائقو السيارات، لعدم وجود جهاز رادار يرصد المخالفين».
ويتساءل المواطن سعيد شرف: «كيف تتجاهل الجهات الحكومية إنارة شارع مهم وحيوي مثل هذا الطريق؟»، متابعاً: «هل يعقل أن طريقاً يربط مدينتين كبيرتين وعدداً كبيراً من المناطق السكنية، ويستقبل مئات السيارات كل ساعة، لايوجد به عمود إنارة واحد؟».
وأضاف: «أطالب بأن تتم إنارة الطريق في أسرع وقت ممكن، حماية لأرواح ركاب السيارات، وإقامة مطبات اصطناعية، وتثبيت جهاز رادار واحد على الأقل، بما يضمن خفض السرعة»، مضيفاً أن «هذه الإجراءات لابد أن تتم بصورة عاجلة، بالإضافة إلى توسعة الطريق، ووضع فواصل اسمنتية بين الحارتين، منعا لحوادث الاصطدام بين السيارات المتقابلة».
في المقابل، أوضح وكيل عام وزارة الأشغال العامة، الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، أن الوزارة «تعمدت التأخر في تأهيل الطريق، انتظاراً للانتهاء من خطط تطويرية تنفذها إمارة الفجيرة في المنطقة المحيطة به»، موضحاً أن «الوزارة خشيت من أن يحتاج لتطوير جديد بعد انتهاء خطة الفجيرة، ما يتسبب في إهدار المال العام».
وتابع: «تبين أن خطة المشروعات التي كان مقرراً تنفيذها من قبل إمارة الفجيرة، تم إرجاؤها، وتالياً قررت الوزارة البدء في أعمال تطوير الطريق قريباً».
وأشار إلى أن «الوزارة حالياً في المرحلة النهائية لترسية أعمال تطوير الطريق على شركة مقاولات، لتحويله من فردي إلى طريق مزدوج».