سكان في رأس الخيمة يطلبون إلزام الصيدليات بـ «المناوبة الليلية»
شكا سكان بمنطقة المعمورة في رأس الخيمة لـ «الإمارات اليوم» عدم وجود صيدليات مناوبة ليلاً، وقالوا إن مرضى من شرائح عمرية مختلفة، وجدوا أنفسهم عاجزين عن التصرف حينما داهمتهم وعكات صحية بعد أوقات الدوام الرسمي، إذ تعذر عليهم العثور على صيدليات مناوبة، مطالبين بتشديد الرقابة على الصيدليات وإلزامها بالالتزام ببرنامج المناوبة، تحسباً للآثار التي قد تنجم عن الحوادث والوعكات الصحية الطارئة.
وأفاد مسؤول وحدة الشكاوى في دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، عبدالله سالم الشميلي، بأنه جال أخيراً، في مناطق عدة من الإمارة، خلال ساعة متأخرة ليلاً، ووجد ثلاث صيدليات تمارس عملها، الذي يستمرّ حتى الثالثة صباحاً، موزعة على ثلاث مناطق هي شارع المنتصر، وقرب مقرّ الجمعية التعاونية في النخيل، وعند موقع بنك القاهرة القديم.
وقال سعد ناصر، أحد سكان منطقة المعمورة، إن طفلته البالغة ثلاث سنوات تعرضت أخيراً، لنوبة عنيفة من السعال في وقت متأخر ليلاً، وهي تعاني أصلاً من حساسية في صدرها، ومصابة بالربو، فلجأ إلى الصيدليات لشراء مستحضر يخفف عنها السعال، وتنقل بين مناطق وشوارع عدة بحثاً عن صيدلية مناوبة، ولكن بلا جدوى، إذ «كانت الصيدليات كلها مغلقة، وهو ما اضطرني للانتظار حتى بدء الدوام الصباحي، ومن ثم نقلها الى المركز الصحي».
وطالب خالد سعد، وهو من سكان منطقة النخيل، بالحرص على أن «يحتفظ نشاط الصيدليات بجانبه الإنساني، ويخرج من إطار الخدمة التجارية»، لافتاً إلى «ضرورة احترام برامج المناوبة الليلية»، مضيفاً أنه تعرض أخيراً لمغص كلوي حادّ في الثالثة صباحاً، فغادر منزله لشراء دواء يعينه على تحمّل الألم. ولدى وصوله إلى الصيدلية المناوبة، وجد الصيدلي يتهيأ لإغلاقها، فسأله عن سبب ذلك، وأخبره الصيدلي بأن المناوبة تنتهي في الثالثة فجراً، وتتوقف عن ممارسة نشاطها حتى الصباح.
ولفتت المواطنة «أم طارق» إلى أن «المرء لا يغادر مسكنه في ساعة متأخرة من الليل بحثاً عن صيدلية، إلا إذا كان فعلاً يعاني ظروفاً صحية قاهرة». وتابعت أن «المشكلة تكون أكبر حين يكون المريض طفلاً صغيراً، إذ لا يكون بمقدوره تحمل أوجاع المرض، ما يستدعي توفير العلاج له بصورة عاجلة». وطالبت الجهات المسؤولة عن الصيدليات بالتشدد في مراقبة تطبيق نظام المناوبة المسائية.
أما سالم ابراهيم، فطالب بنشر أسماء الصيدليات المناوبة في الصحف اليومية والاذاعات بصورة منتظمة، حتى لا يضطرّ المرضى، أو ذووهم، إلى قضاء وقت طويل من الليل بحثاً عنها، كما طالب بمراعاة التوزيع الجغرافي للصيدليات.
في المقابل، أفاد مسؤول وحدة الشكاوى في دائرة التنمية الاقتصادية، عبدالله سالم الشميلي، بأن «الدائرة تعكف على ترتيب أوضاعها على نحو يمكنها من تعزيز دورها كخدمة صحية إنسانية، تساعد الناس على مواجهة ظروفهم الصحية الطارئة في الأوقات غير المعتادة»، لافتاً إلى أن «مهمة تحديد الصيدليات المناوبة كانت موكلة إلى البلدية، لكن نتيجة للإجراءات التنظيمية الرامية لتطوير الخدمات في الإمارة، بدأت الدائرة إخضاع مناوبة الصيدليات الليلية لترتيبات جديدة».
ولكنه نفى عدم التزام الصيدليات ببرنامج المناوبة الليلية، وقال إن هناك ما لا يقلّ عن ثلاث صيدليات تمارس نشاطها حتى الثالثة صباحاً.