«أبوظبي للتعليم»: نحرص على أن تتوافق أسعار الوجبات مع الخدمة المقدّمة
طلبة يشكون ارتفاع أسعار المـقاصف المدرسية
أكد طلبة في مدارس حكومية وخاصة، أن أسعار المأكولات بالمقاصف المدرسية شهدت ارتفاعاً بنسبة تصل إلى 50٪، عن السعر المعتاد في الأسواق الخارجية، في ظل عدم وجود رقابة على أسعار المقاصف، كما أبدى ذوو طلاب استياءهم مما تشهده المقاصف من ارتفاع خيالي للأسعار، التي تكبدهم أعباء إضافية تثقل كاهلهم، فيما دعا معلمون الطلبة إلى تناول وجبة الإفطار في منازلهم، كونهاً أكثر فائدة وأوفر مالاً.
قائمة الطعام شملت قائمة الأغذية المسموح بتقديمها في المقاصف المدرسية: الخبز، وحبوب الإفطار المعلبة أو المغلفة بشكل ألواح، على أن تكون خالية من الألوان الطبيعية ومدعمة بالحديد، إضافة إلى الخبز بالثوم والبطاطا المسلوقة أو المشوية، وكذلك الفطائر المحشوة بالفواكه، على ألا يتجاوز وزنها 52 غراماً، وأن يكون نصف الوزن فاكهة، إضافة إلى الأرز، والمكرونة، على ألا يتجاوز حجم الوجبة 220 ملل، والفطائر والمناقيش التي يجب أن تكون مخبوزة من طحين القمح الكامل، على ألا يتجاوز وزنها 52 غراماً، وألا تقل نسبة الجبن عن 30 غراماً، وألا تزيد كمية الزيت على ملعقة طعام. كما شملت قائمة الأغذية المسموح بها هذا العام: التمر والفواكه والخضار والسلطات، إضافة إلى الحليب وحليب الصويا والألبان، والأجبان، وشرائح البيض واللحوم، مثل الكباب والكفتة المشوية أو المسلوقة، والدواجن على أن تكون قليلة الدهون، إضافة إلى السمك المشوي. كما تضم القائمة: المربى بشرط ألا يضاف إليها سكر، والبسكويت السادة أو المحشو بالتمر قليل الدسم، والفشار الذي يجب أن يكون خالياً من الدهون المشبعة، وأن يكون طازجاً في اليوم نفسه، إضافة إلى عصائر الفواكه ومياه الشرب المعبأة. المأكولات الممنوعة: جميع أنواع الشيبس، والأغذية المثيلة المقلية بحرارة عالية، والبسكويت المحلى، والكعك والموفينز، والجاتو، والشكولاتة، والآيس كريم، والحلويات المصنعة من منتجات الحليب، وجيلي، ولوليز، وسناك بار، ومصاص، والعلك السكري، والسكريات اللاصقة والمكونة من الأصباغ، والمشروبات الغازية والطاقة والمياه المنكّهة والرياضية، وكورديال، والشاي البارد، وسلاش، والاسكيمو، وشراب الفاكهة الذي تقل فيه نسبة النكتار عن 30٪. |
في المقابل، أكد مجلس أبوظبي للتعليم أنه يراعي أن تتوافق أسعار المقاصف مع الخدمات المقدمة، وهذا العام تم اختيار 27 شركة معتمدة لدى جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، لإدارة وتوريد الأغذية إلى مقاصف المدارس الحكومية في الإمارة، لافتاً إلى أن اختيار هذه الشركات جاء لقدرتها على تقديم خدماتها، من خلال كوادر مدربة حاصلة على شهادات برنامج التدريب بأسـاسيات سـلامة الغذاء من الجهاز.
وتفصيلاً، قال طالب بمدرسة خاصة، خالد سيد إن زجاجة الماء تباع في مقصف المدرسة بدرهمين وعلبة العصير الصغيرة بدرهمين ونصف، وجميع المواد والمشروبات زادت ضعف المبلغ المتعارف عليه، مشيراً إلى أن المصروف اليومي للطالب اصبح هذا العام يكفي لشراء نصف ما كان يتحصل عليه العام الماضي.
وأكد طالب بالصف التاسع في إحدى المدارس الخاصة، أحمد صالح، أن سعر المقصف يزيد على السوبر ماركت بنسبة تبلغ 100٪ على بعض المنتجات، وبعضها تصل نسبة الربح فيها إلى 150٪، مشيراً إلى أن المناقيش التي تباع في المخابز بثلاثة دراهم، تباع في المدرسة بخمسة، لافتاً إلى أن المقصف يشتري بسعر الجملة ويبيعها بضعف المبلغ، والزيادة نفسها تنطبق على الشيبس، والعصائر والحلوى.
فيما أكد (أبوشهاب)، والد أربعة طلاب، أن موجات ارتفاع الأسعار وصلت المقاصف المدرسية هذا العام، وأصبحت أسعار المقاصف تفوق نظيراتها خارج نطاق المدارس، بما يصل إلى الضعف تقريبا في بعض الحالات. وقال «رصدنا مع بداية الدراسة مضاعفة المقاصف أسعار بعض الأصناف التجارية الرائجة، المنتشرة بين صفوف الأطفال والشباب من العصائر والمشروبات الغازية، وسواها من المأكولات التقليدية، بالمقارنة مع أسعارها خارج المدارس في البقالات ومحال السوبرماركت والمراكز التجارية، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل يضاعف ويفاقم حجم الضغوط المعيشية والمادية، خصوصاً لمن لديه أربعة أبناء في المدارس.
وقال والد ستة طلبة إنه يعطي 10 دراهم مصروفاً يومياً لكل منهم، لكنها لم تعد تكفي، بسبب ارتفاع أسعار الوجبات الغذائية التي تقدم إليهم، لافتاً إلى أن أسعار الوجبات داخل المدارس مرتفعة جداً، مطالباً بضرورة تشديد الرقابة على نوعية وأسعار الوجبات التي تباع في المقاصف، حتى لا تتحول إلى مشروع ربحي، لا هدف منه سوى زيادة المكاسب، بغض النظر عن نوعية المواد المبيعة.
من جانبهم، طالب معلمون بضرورة تقديم المدارس وجبة إفطار للطلبة، خصوصاً بعد رصدهم إهمال الأسر هذه الوجبة المهمة، ما يؤثر سلباً في مستوى الطلبة الذهني والحركي طوال اليوم الدراسي، موضحين أن معظم الطلبة، خصوصاً الحلقتين الثانية والثالثة، يذهبون إلى المدارس دون تناول وجبة الإفطار، وذلك إما لسرعة الوصول إلى الصفوف أو لانعدام الشهية، على الرغم من أهمية وجبة الإفطار في توفير الطاقة اللازمة للطلبة وزيادة قدراتهم على الاستيعاب.
وأفادت معلمة التاريخ (أم حسن)، بأن هذا المقترح يتكرر في بداية ونهاية كل عام دراسي، ودائماً ما يكون الرد بأنه تحت الدراسة. مشددة على ضرورة دعم الطلبة غذائياً بالتوافق مع دعمهم أكاديمياً.
فيما ذكرت الاخصائية الاجتماعية سعاد نصري، أن حرص الأسرة على إطعام أبنائها قبل الذهاب إلى المدرسة من شأنه معالجة أزمة ارتفاع أسعار المقاصف، مشيرة إلى أن الطالب الذي يتناول إفطاره في المنزل، لن يحتاج إلى أكثر من زجاجة عصير بالمدرسة، وبالتالي لن تقع الأسر تحت ضغط ارتفاع أسعار المقاصف، سواء كان هذا الارتفاع مبرراً ومرتبطاً بأسعار السوق الخارجية، أو جشعاً من بعض الموردين، وأشارت إلى ضرورة توعية الآباء بأهمية التغذية الصحية، وتناول الغذاء الصحي السليم، قبل الذهاب إلى المدرسة، مشددة على ضرورة تنفيذ توعية مستدامة، لذوي الطلبة، بأهمية الإفطار ومراعاة التخطيط، لاختيار الوجبات الغذائية المثالية، التي تحتوي على الغذاء المتكامل، وتوفير الطاقة الحرارية اللازمة، والبروتين الحيواني والنباتي والفيتامينات والمعادن في الغذاء.
واقترحت معلمة الكيمياء، سناء حمد، أن تكون وجبة الإفطار كوباً من الحليب مع حبوب مدعمة غذائياً بالفيتامينات والمعادن، وكوب عصير برتقال أو أي فاكهة أخرى طبيعية، وقليلاً من الخضراوات، مثل الجزر والخيار، ونصف رغيف مع الجبن أو البيض، مطالبة بضرورة تنفيذ حملات توعية للأسر عبر التلفزيون والمجلات والصحف اليومية، ونشر سلسلة كتيبات صغيرة وتوزيعها على ذوي الطلبة، للفت الانتباه أثناء التسوق لشراء ما هو مفيد غذائياً وضروري للتغذية السليمة للطلبة، خصوصاً صغار السن. فيما أكد مسؤول أحد المقاصف المدرسية (فضل عدم ذكر اسمه) أن أسعار المنتجات التي تباع داخل المقصف المدرسي متفق عليها، مؤكداً وجود رقابة وتفتيش دوري على المقاصف المدرسية من وجوه عدة، تشمل أسعار البيع للطلبة، إلى جانب التقيد ببيع وعرض المنتجات والأصناف المتفق والمنصوص عليها في العقد والمناقصة، إضافة إلى عمليات الرقابة والتفتيش على الأمور الخاصة بسلامة الأغذية وجودتها، وتأثيراتها في الصحة والسلامة العامة.
من جانبه، أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن المجلس حريص على أن تتوافق الأسعار مع الخدمات المقدمة بالمقاصف، موضحاً أن الإدارات المدرسية ستتابع عمل الشركات المزودة للخدمة، وستقدم في نهاية كل فصل دراسي تقريراً موجهاً إلى إدارة الخدمات المدرسية بالمجلس، تتم الإشارة فيه إلى جودة الأعمال المقدمة، ومدى التزام الشركات بالشروط والواجبات للخدمة. كما تلزم الشركات بتطبيق الملاحظات أو التعليمات الصادرة من الإدارات المدرسية، حال وجود مخالفات أو معوقات، تحول دون تقديم الخدمة بالصورة المطلوبة.
وأشار إلى أن لجنة المقاصف المدرسية شكلت فريق عمل، لزيارة المدارس دوريا، ومتابعة عمل الشركات، وتلقي المقترحات من الإدارات المدرسية لتطوير الخدمة، كما تستعد إدارة الخدمة المدرسية لتلقي الشكاوى والاقتراحات، عبر البريد الالكتروني الخاص بالمقاصف المدرسية، بهدف تعزيز التواصل مع الإدارات المدرسية، وتقديم أفضل الخدمات الغذائية للطلبة.