سور المصنع لا يمنع التلوث البيئي في المنطقة. الإمارات اليوم

سكان في الذيد يشكون انبعاثات «الطابوق»

شكا سكان في مدينة الذيد بإمارة الشارقة، التلوث البيئي والأمراض الصدرية والتنفسية نتيجة انبعاثات الأدخنة والأتربة والغبار من مصنع يقع مقابل منازلهم ينتج الطابوق والأنترلوك، معربين عن قلقهم وانزعاجهم من التأثيرات الضارة لهذه الانبعاثات من مداخن المصنع على صحتهم والبيئة، لافتين إلى أن المصنع ينبعث منه أتربة كثيفة ذات رائحة نفاثة مزعجة ومضرة، ما يمنعهم من فتح نوافذ منازلهم.

وأكدوا أن قرب المصنع من المنازل مخالف للشروط الصحية والبيئية، وأنهم يخشون من نتائج هذه الانبعاثات مستقبلاً على صحة عائلاتهم، فضلاً عن التلوث البيئي في المنطقة، مطالبين بلدية الذيد بنقل المصنع بعيداً عن المنازل.

في المقابل، أفاد المكتب الإعلامي في بلدية مدينة الذيد، بأن مدينة الذيد لا يوجد فيها سوى مصنعين، أحدهما قريب نسبياً من المناطق السكنية وتم ترخيصه في بداية التسعينات قبل حالة التوسع العمراني التي شهدتها المدينة، لا سيما في السنوات الأخيرة، ويلتزم المصنع بالاشتراطات البيئية حيث يوجد (فلتر) للأتربة والغبار المتصاعد وسور حول المصنع وحزام أخضر من الأشجار.

وفي التفاصيل، قال (أبوأحمد) إن مصنع الطابوق قريب من مساكنهم، ويصدر عنه أدخنة وأتربة كثيفة، والجدار المحيط به لا يقلل من آثار التلوث ولم يحافظ على البيئة، مطالباً بضرورة نقل المصنع إلى موقـع آخر، وإلزامـه باشـتراطات الأمــن والسلامة والسيطرة على انبعاثاته، خصـوصاً أن عدد المنازل المحيطة به أصبح كثيراً والسكان لن يستطيعوا ترك منازلهم.

ولفت إلى خطورة هذا الغبار على الصحة العامة والبيئة، وأبدى تخوفه على صحة أطفاله من التلوث البيئي الذي ينتجه المصنع على مدار الساعة.

وقالت المواطنة (أم محمد)، إن موقع المصنع غير مناسب لأنه قريب من منازل المواطنين، خصوصاً أن مداخن المصنع مقابلة للمنازل وعند انبعاث الأتربة تتوجه الأدخنة بفعل الريح إلى مساكن المواطنين مباشرة. وأبدت استياءها من التلوث الصادر من مصنع الطابوق، خصوصاً خلال الفترة المسائية، إذ تصدر عنه روائح تتسبب في أمراض صدرية، مطالبة بضرورة تغيير موقع المصنع وإنشائه في مكان خاص خارج المدينة بعيداً عن الشعبيات ومساكن المواطنين.

وأفـادت (أم سـالم) بأن الجـدار المحيط بمبنى المصنع ليست له فائدة، لأنه لا يمنع التلوث من الوصول إلى المنازل، ولن يمنع التلوث البيئي في المنطقة، موضحة أن هذه معاناة قديمة ومشكلة عمرها أكثر من 10 سنوات، والسكان متخوفون حالياً من مضاعفات وأضرار التلوث عليهم، متمنية أن تعمل الجهات المعنية في بلدية الذيد على نقل المصنع بعيداً عن المنازل.

وأيدتها (أم طارق)، موضحة أن الحلول الحالية المتمثلة في الجدار والحزام الزراعي غير مجدية، معتبرة أن قرب المصانع من الشعبيات أو منازل المواطنين مشكلة تعانيها مناطق كثيرة في الإمارات الشمالية، معتبرة أن هناك سوء تخطيط وعدم اهتمام بالصحة العامة.

من جانبه، أكد المكتب الإعلامي في بلدية الذيد أن المصنع لا يعارض فكرة انتقاله الى موقع آخر بعيداً عن المنازل، وأن إدارته أبدت استعدادها التام لتغيير موقع المصنع، إذا تم توفير البديل المناسب والمساعدات اللازمة من الجهات المختصة، التي لم توفرها حتى الآن، ما جعل مشكلة التلوث والانبعاثات مستمرة.

الأكثر مشاركة