مع الاحترام
«مبنى المدرسة تعرّض منذ بداية الشهر الجاري إلى ثلاثة اعتداءات، كان آخرها يوم الجمعة الماضي، إذ ألقى مجهولون حجارة كبيرة على زجاج الغرف ومسرح المدرسة، وتم تحطيم الزجاج بشكل جزئي، والحادث الأول وقع في الرابع من الشهر الجاري، وتم تقديم بلاغ إلى شرطة الإمارة بوقوع حادث الاعتداء على المدرسة، وتكرر الاعتداء بعد يومين، وتم تحطيم بقية زجاج النوافذ رشقاً بالحجارة».
مدير مدرسة السلف الصالح الخيرية الخاصة
الدكتور منصور إبراهيم
18 من أكتوبر الجاري
أول ما يتبادر الى الذهن أثناء قراءة الخبر، هو أن طلبة من المدرسة ذاتها نفذوا الاعتداء، وكما هو متوقع سينصب الاهتمام بعد هذه الاعتداءات على محاولة الوصول الى المنفذين في اسرع وقت ومعاقبتهم على فعلتهم، وهو اجراء لا اعتقد انه يحل المشكلة. صحيح ان التعرف إلى هوية المعتدين امر ضروري، لكن ليس لمعاقبتهم، بل من اجل دراسة الأسباب التي دفعتهم الى هذا السلوك المتطرف. أي أن التعامل مع الطلبة المعتدين، في حال ثبت الأمر عليهم، لا يكون انطلاقاً من كونهم مرتكبين لعمل جنائي بل كونهم ضحايا من نوع ما. فما الذي يدفع هؤلاء الى الاعتداء على مدرستهم ما لم تكن المدرسة بالنسبة اليهم بيئة طاردة وليست جاذبة؟ وهو الأصل في العلاقة بين المدرسة والطلاب. خلاصة القول أن مثل هذه الاعتداءات تظهر الحاجة الماسة الى تدشين حوارات مع الطلبة للتعرف الى طبيعة المشكلات التي تواجههم مع مدارسهم، خطوةً أولى نحو وضع الحلول التي تضمنت علاقة صحية ثمرتها المتوقعة في آخر المطاف مخرجات سليمة من العملية التربوية.
مراقب