عزب عشوائية تلقي مخلفاتها في الطرق. الإمارات اليوم

مواطنون في «الوســطى» يطالبون بتنظـيم «العِزَب»

طالب مواطنون في المنطقة الوسطى في إمارة الشارقة، بلدية الذيد والجهات المسؤولة في المنطقة، بضرورة تنظيم عِزَب الماشية والجِمال المنتشرة بصورة عشوائية، وأصبحت قريبة من المناطق السكنية، الأمر الذي يزعج السكان ، مشيرين إلى أن مخلفات هذه العزب تهدد الصحة العامة.

مدينة الذيد

مدينة الذيد أصلها واحة تقع في إمارة الشارقة وتمتاز بأراضٍ خصبة ومزارع عديدة، وتكثر فيها المياه، وتمثل منخفضاً واسعاً من الأرض، تنتشر فيه البساتين والمزارع الكبيرة، وتعد واحدة من أبرز المراكز الزراعية في دولة الإمارات، وتعد الذيد مركزاً رئيساً ومهماً لتسويق منتجات المزارع من الخضراوات والفاكهة مثل فراولة الذيد الشهيرة.

وبدأت بزراعة الفراولة في منتصف عام ،1980 وما أن تحقق إنتاجها المتوقع في الشتاء حتى بدأت تزويد أسواق أوروبا والشرق الأقصى، وأصبح متوسط صادرات إحدى المزارع 70 طناً من الفراولة سنوياً إلى جنوب شرق آسيا وجنوب إفريقيا وأوروبا، والآن تقوم بإنتاج الخضراوات ذات القيمة العالية التي كانت في السابق تُستورد من الخارج، ومن ثم يتم توريدها إلى الأسواق المحلية، وتقام بمدينة الذيد نشاطات متنوعة.

ينظم نادي الذيد الرياضي وسلسلة المؤسسات الحكومية ذات النفع العام وعدد من مناطق الترفيه، مثل الحدائق العامة والصالات الرياضية، كما تشتهر الذيد بالحصون التراثية التي لاتزال قائمة على الرغم من مضي زمن طويل.

تنظيم «العِزَب»

 

أصدرت بلدية الذيد قرارات وقوانين بشأن تربية المواشي وتنظيم العزب في المنطقة، ففي عام 2006 أصدرت قراراً بشأن تنظيم وإزالة العزب العشوائية من «الوسطى»، وقراراً آخر ينص على إنشاء العزب والحظائر في مكان مخصص بمدينة الذيد، وثالثاً يمنع ترك الحيوانات السائبة في الطرق العامة أو المناطق المؤهولة بالسكان.

وأوضحوا أن ضرر العزب العشوائية يتمثل في المخلفات والأسمدة والروائح الصادرة منها، إذ يوجد عمال في تلك العزب يلقون أكياس مخلفات ماشية وبقايا أعلاف بعيداً عن العزب أو عند مداخل المناطق السكنية.

من جانبه، أفاد المكتب الإعلامي لبلدية الذيد، بأن العزب العشوائية تشكل أهم التحديات التي واجهت البلدية، لا سيما مع ما قد تسببه من خطر على الصحة العامة، وأحياناً على الأمن الداخلي، الأمر الذي دفع البلدية إلى رفع شعار «الذيد مدينة بلا عزب عشوائية»، ونظراً للامتداد العمراني للأحياء فقد أثر سلباً في اقتراب العزب منها، وهو الأمر الذي بات غير مقبول، فتمت مخاطبة المواطنين بنقل عزبهم إلى المناطق التي حددتها دائرة التخطيط والمساحة والتي تبعد عن الأحياء السكنية بما لا يقل عن ثلاثة كيلومترات، وقد وجدت المبادرة استجابة كبيرة من المواطنين بنسبة فاقت 90٪ إذ لم يُستثنَ منها إلا بعض عزب المواطنين كبار السن، أو نساء ذوات حالات خاصة ويصعب نقلهن من هذه العزب حرصاً على البعد الإنساني.

وتفصيلاً، شكا المواطن (أبوحمد) انتشار العزب بصورة عشوائية وعمال تلك العزب يجتمعون مع عمال آخرين ويجلسون فترات طويلة خلف أسوار تلك الحظائر ويمارسون سلوكيات تزعج الأهالي، مبدياً تخوفه من أن يكون هؤلاء الأشخاص عمالة سائبة أو مخالفين يختبئون في العزب العشوائية المنتشرة في المنطقة، مطالباً البلدية بالتعامل بحزم، والعمل على تنظيم عمل هذه العزب. وذكر أن البلدية خصصت أماكن بعيدة لإنشاء العزب، لكن هناك أصحاب عزب لم يمتثلوا لقوانين البلدية، التي تنص على نقل العزب إلى الأماكن المخصصة وإبعادها عن الشعبيات والمناطق السكنية، ما نتج عنه تضرر السكان من الناحية الصحية وقلقهم من تجمعات وسلوكيات غير مقبولة من عمال يترددون على تلك العزب.

وطالبت المواطنة (أم محمد) من سكان المنطقة، بلدية الذيد مراقبة ومتابعة عمل عزب الماشية والجِمال ومنعها من الاقتراب من مساكن الأهالي، موضحة أن أكثر ما يثير استياءها تجمع عمال يحملون جنسيات دول آسيوية بين تلك الحظائر بصورة شبه يومية.

وأكدت قلقها وعدم ارتياحها لرؤية العمال يتجولون بين العزب المخالفة، مبدية خشيتها من عدم التزام هؤلاء العمال بالقانون، مطالبة الجهات المعنية التأكد من عمال تلك العزب ليسوا عمالة سائبة أو مخالفة.

وأضافت الشاكية (أم سعيد) أن مشكلة العزب العشوائية في المنطقة الوسطى كان يعانيها السكان في السابق، لكن في الفترة الأخيرة بذلت البلدية جهودها لحل المشكلة وتنظيم العزب، لافتة إلى أن هناك أصحاب عزب لم ينقلوا عزبهم التي أصبحت تتداخل مع مناطق سكنية، الأمر الذي يقلق الأهالي من مخلفات تلك العزب مثل إلقاء الماشية النافقة وأكياس السماد في الطرق، وتنبعث منها روائح كريهة تكدر صفو أهالي المنطقة. وذكرت (أم عبدالله) أن الأماكن المخصصة للعزب ليست بعيدة عن المناطق السكنية، وأنه لا توجد حجة لأصحاب العزب المخالفة بالتأخر عن نقل عزبهم، خصوصاً أن أضرار بقائها بالقرب من المناطق السكنية مزعج ويهدد الصحة العامة.

في المقابل، ذكر المركز الإعلامي التابع لبلدية الذيد أنه تماشياً مع توجيهات حكومة الشارقة تم تحديد نشاط العزب (جمال ـ ماشية)، ولا يتم منح تراخيص لعزب ترفيهية، كذلك فإن جميع العزب محددة ومعروفة، ولا يقيم فيها إلا عمالها وعلى كفالة أصحابها.

وأكد أن البلدية تتابع نشاط العزب عن كثب، وتراقبها باستمرار من خلال وجود قسم النظافة العامة بشكل يومي، كذلك يتم التفاهم بشكل دوري وبصورة ودية مع أصحابها عند حدوث عراقيل أو معوقات، لافتاً إلى أن البلدية لم تسجل أي شكاوى من قبل مواطنين في المنطقة حتى الآن.

الأكثر مشاركة