«التربية»: اضطراب التوحد غير مدرج في قائمة الدمـج
مواطنون يطالبون بـدمج أولادهم «المتوحدين» في المــدارس
قال أهالي طلبة «متوحدين» في الدولة، إن مدارس حكومية ترفض دمج أولادهم في الصفوف المدرسية، على الرغم من استقبال تلك المدارس أطفالاً متوحدين في صفوفها، فضلاً عن استقبالها طلبة ذوي اعاقات مختلفة، مطالبين وزارة التربية والتعليم، بتأمين دمج أولادهم في المدارس الحكومية، حرصاً على مستقبلهم.
اضطراب غير معدٍ يعد التوحد أحد الاضطرابات السلوكية الشديدة، الذي لا يصح أن نطلق عليه مسمى «مرض التوحد»، وهو خطأ يقع فيه كثير من غير المتخصصين ويعتمد تشخيص التوحد على توافر 36 معياراً من معايير الاضطراب السلوكي والذهني واللغوي والحركي، ولا يطلق على المعاق صفة التوحد حال عدم توافر تلك المعايير وإنما يكون مشمولاً في نوع آخر من انواع الاعاقة الذهنية. وأكدت الدراسات ان اضطراب التوحد غير معدٍ، فالطفل المصاب به لا يعدي الأشخاص الذين على تواصل معه، كما أنه لا ينشأ عن عدوى تصيب الجسم، ورفضت الدراسات اطلاق مسمى مرض على التوحد لأن إطلاق مسمى «مرض» على التوحد يوحي بأن هناك دواء أو إمكان الشفاء منه، أما التوحد من الممكن أن «يتفاقم»، بمعنى أن تزداد شدته. والتوحد مثل أي إعاقة أخرى، حالة دائمة، لا يوجد شخص كان في الماضي مصاباً بالتوحد وأصبح في الوقت الحالي غير مصاب بهذا الاضطراب. والأمر الآخر هو عدم وجود دواء واحد أو مجموعة أدوية تشفي المصاب من اضطراب التوحد، ولكن يمكن التحسن والتخفيف من شدة الأعراض والاضطرابات المصاحبة، من خلال التأهيل والتدريب في المراكز المتخصصة، واتباع الطرق العلمية الحديثة في التأهيل. |
من جانبه، أفاد وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، بأن إعاقة التوحد غير مدرجة في قائمة الاعاقات المدمجة في الصفوف الدراسية، مبيناً أن طفل التوحد لن يستفيد من دمجه في الصفوف المدرسية كونه لن يتمكن من مجاراة اقرانه، مشيراً إلى أن المتوحدين المدمجين تكون نسبة اعاقاتهم طفيفة وتم تشخيصها على انها ضمن فئة التوحد.
وتفصيلاً، قالت المواطنة (أم أحمد)، وهي أم لطفل يعاني التوحد أن طفلها يتمتع بالذكاء لكنه يعاني منذ فترة اضطراب التوحد وهو نوع من الاضطراب منتشر وغير ضار، وحاولت تسجيله في مدارس حكومية مختلفة، حرصاً على مستقبله غير أن المدارس رفضت طلبها، على الرغم من كونها من المدارس المهيأة لدمج المعاقين وفقاً لقائمة المدارس التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم.
وأضافت أنها لجأت الى وزارة التربية والتعليم التي رفضت بدورها تسجيل ابنها بحجة عدم دمج اطفال متوحدين في المدارس، مشيرة إلى أنها بدأت محاولات تسجيل ابنها المتوحد بعد دمج ابن قريبتها الذي يعاني بدوره اضطراب التوحد وتم تسجيله في احدى مدارس الدولة.
وطالبت (أم أحمد) الوزارة بتأمين فرص متساوية لأطفال التوحد، والعمل الجدي على تطوير قدرات هؤلاء الطلبة وتحويلهم إلى مواطنين منتجين قادرين على الاعتماد على أنفسهم، بدلاً من تجاهلهم وتركهم لمصير مجهول.
وأيدتها في الرأي المواطنة (أم خالد) مشيرة إلى أن الله رزقها بطفل يعاني اضطراب التوحد، وحرصاً على مستقبله بذلت قصارى جهدها في رعايته بالشكل المناسب، إلا أنها فشلت في تسجيله في مدرسة حكومية، على الرغم من قرارات الدمج المتكررة التي أعلنت عنها وزارة التربية في وسائل الاعلام المختلفة.
وقالت إن جميع المدارس التي زارتها رفضت تسجيل ابنها بحجة عدم وجود أخصائيين في المدرسة قادرين على التعامل مع اضطراب التوحد، متسائلة عن معنى فتح مدارس للدمج من دون وجود أخصائيين يستطيعون التعامل مع أنواع الإعاقة كافة، بما فيها اضطراب التوحد.
وأكدت أن ابنها لديه القدرة على التعلم ويدرك ما حوله، وهو بحاجة لمن يأخذ بيده في المراحل الاولى من حياته ليتمكن من الاستمرار، وتطوير مواهبه وقدراته.
من جانبه، طالب المواطن (أبومحمد) بتكثيف الرعاية للطلبة المعاقين في الدولة وعدم تجاهلهم كونهم من الفئات الضعيفة، لافتاً إلى أن حصول الطفل المعاق عموماً والمتوحد خصوصاً على الرعاية في وقت مبكر يجنبه كثيراً من الانتكاسات، بينما يفقد الكثير من قدرات التعلم التي كان من الممكن ان يكتسبها، وكلما طالت فترة بقائه دون تعلم تتلاشى قدراته، لذلك يجب مد يد العون لهم ومساعدتهم على تطوير قدراتهم.
وأكد أن واجب وزارة التربية والتعليم رعاية المعاقين ومساواتهم بغيرهم من الطلبة الاصحاء، وذلك من خلال الدمج الاجتماعي الذي أعلنت الوزارة عن تطبيقه في الدولة، غير أن ذلك لم يتم عملياً، لافتاً الى أن جميع المدارس رفضت دمج ابنه المتوحد بحجة عدم جاهزيتها لاستقبال طلبة متوحدين.
في المقابل، قال وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، إن الوزارة دمجت العديد من الاعاقات الحركية فضلاً عن الاعاقة السمعية وغيرها من اعاقات الحواس في المدارس الحكومية، مؤكداً أن الوزارة قادرة على دمج جميع المعاقين في المدارس، وإنها ترصد أعدادهم بشكل مستمر لفتح فصول وتأهيل مدارس جديدة لاستمرار استيعاب المعاقين.
وأضاف أن الوزارة لم تتمكن من دمج أطفال يعانون اضطراب التوحد بسبب طبيعة الاعاقة الذهنية، خصوصاً التي تعاني نوعاً من صعوبات التعلم والنطق فضلاً عن الزيادة في الحركة وهو ما لا يمكن أن يحقق نتائج ايجابية للمعاق حال دمجه في صفوف عادية كونه لن يتمكن من مجارة اقرانه في الصف.
وأشار إلى أن الوزارة دمجت بالفعل أطفالاً يعانون التوحد في بعض المدارس، مؤكداً أن هؤلاء الطلبة اعاقاتهم الذهنية خفيفة جداً، وشخصت على انها توحد بينما هم قادرون على التعلم، مشيراً إلى أن صفوف التوحد في مراكز الرعاية لا تزيد على أربعة طلاب ويوجد فيها مشرفون، فضلاً عن مدربي نطق ومدربي مهن وأنشطة أخرى.
وتابع السويدي أن الطلبة الذين يعانون اعاقة التوحد في حاجة الى رعاية صحية دائمة، ومعظمهم يتلقون علاجات مستمرة، وهو ما لا يمكن ان يكون ناجحاً في المدارس العادية.
وطالب السويدي الأهالي بمراعاة مصلحة اولادهم، مشيراً إلى أن مراكز التوحد تقدم للمتوحدين رعاية تؤدي إلى نتائج ايجابية تفوق ما يمكن ان تقدمه المدارس بسبب طبيعة الإعاقة، موضحاً أن المدرسة يمكن أن تؤدي إلى تأخر في تعلم المتوحد كونه لن يتمكن من اللحاق بزملائه.