5 دقائق
المسجد الأقصى
من تأمل في نصوص الكتاب والسنّة يجد الفضائل الكثيرة الواردة للمسجد الأقصى، فهو أولى القبلتين، والمكان الذي باركه الله، جلّ جلاله، كما في الآية الكريمة: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله»، وفي هذه الآية فضيلة أخرى للمسجد الأقصى، فهو المسجد الذي أسري بالنبي، صلى الله عليه وسلم، إليه، وفيه صلى إماماً بالأنبياء، كما هو معلوم في حادثة الإسراء والمعراج، وجاء في الحديث الصحيح: «لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى»، وجاء في فضل الصلاة فيه الأجر العظيم، فعن أبي ذر، رضي الله عنه، أنه سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر، وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط، أو قال: قوس الرجل حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعاً».
وتم فتح بيت المقدس في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وسكن القدس جمع من الصحابة، رضي الله عنهم، ومن تتبع سير الأئمة الأعلام وجد أن طائفة كبيرة جداً منهم وصف بأنه «مقدسي» نسبة إلى بيت المقدس، فكم ذبوا عن دين الله ونصروا سنّة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك وقع قدر الله، وكل قضاء الله خير، فاحتلت القدس من قبل الصليبيين، ثم كتب الله النصر لأهل الإسلام بعد سنوات وسنوات على يد صلاح الدين المجاهد البطل، رحمه الله تعالى، وفي العقود الماضية وقعت القدس وفلسطين تحت احتلال اليهود الغاصبين المعتدين، ومارسوا على أهلنا هناك أنواعاً عظيمة وشديدة من القتل والتعذيب والتشريد، فكم يتألم القلب إذا شاهدنا صور إخواننا هناك وما يقع عليهم من أذى عظيم، بل حتى الأطفال لم يسلموا من شر اليهود وخبثهم، وكلنا يذكر الطفل الشهيد بإذن الله، محمد الدرة، ونرى صورة أطفال غزة وهم يُقتلون، لكن نصر الله قريب، إذا صدقنا في العودة إلى دين الله، واجتمعت قلوبنا على اتباع الكتاب والسنّة، وكم تأثرت حقيقة وصدقاً لما رأيت صورة لمائدة إفطار في شهر رمضان قدمها أهل الإمارات للمسلمين في المسجد الأقصى، ولاتزال مشروعات الإمارات في بيت المقدس وفلسطين مستمرة، والواجب علينا دعم هذه المشروعات، وعدم نسيان فلسطين والمسجد الأقصى، فلندعم هذه المشروعات بأموالنا، ولا ننس إخواننا من الدعاء الصادق العظيم، فرب دعوة قرعت أبواب السماء واستجاب الله لها.
مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي alkamali11@ لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .